وفاء ناهل - النجاح الإخباري - تحدثت وسائل إعلام اسرائيلة خلال الأيام الماضية عن موافقة الاحتلال بشكل مبدئي، على إقامة ميناء بحري في قبرص لنقل البضائع إلى قطاع غزة، اضافة لتقديم بعض التسهيلات الاقتصادية، اضافةً لضخ أموال امريكية لاستخدامها في أغراض انسانية في قطاع غزة.

محللون أكدوا ان دولة الاحتلال لن تقدم أي شيء مجاناً، ولربما تكون هذه الأنباء وفي هذا التوقيت تحديداً محاولةً لتمرير ما يسمى"بصفقة القرن" ومن جهة اخرى من الممكن ان تكون محاولة اسرائيلية لتخفيف التوتر مع قطاع غزة خاصةً وان الاحتلال لا يريد أي حرب خلال الوقت الحالي.

محاولات لتمرير"صفقة القرن"

المحلل السياسي جهاد حرب أكد ان هناك ادعاء من قبل الاحتلال بتحسين الوضع الانساني في غزة، وذلك لتجاوز الحل السياسي وانهاء الاحتلال، ومن ناحية اخرى هذه الوعود تبقى وان تم انجاز بعض منها تحت سيطرة الاحتلال أي انه سيتم تدميرها في أي لحظة ترغب بها الحكومة الاسرائيلية".

وأضاف:" هذه التسهيلات كما تسميها اسرائيلة، هي أيضاً محاولة امريكية لتظهر بانها تريد تحسين الوضع الاقتصادي والانساني بغزة باعتبارها جزء من صفقة القرن،  وهذا يذكر بما  تم الحديث عنه عام (2005) بعد انسحاب الاحتلال من غزة، التي كانت تعد بأن تكون "سنغافورة" الشرق الاوسط الا ان الاجراءات الاسرائيلية دمرت جميع الاوهام التي خالجت اذهان البعض".

وتابع حرب خلال حديثه لـ"النجاح الاخباري": كل ما تصرح به اسرائيل بهذا الخصوص هو محالة لتمرير صفقة القرن وتجاوز القيادة الفلسطينية فيما يتعلق بالمشروع السياسي، فاسرائيل تريد السلطة العليا وابتزاز الشعب الفلسطيني وهذا ما تقوم به بحصارها لغزة فهي تخالف القانون الدولي".

رشوة اقتصادية

من جهته أكد المحلل السياسي د.احمد رفيق عوض :" ان هذه اجراءات لتمرير صفقة القرن، ونوع من الرشوة الاقتصادية لتقديم تنازلات سياسية فالامريكيون والاسرائيليون دائماً يضعوننا في خيارين سيء وأسوأ، فالسيء ان نقبل هذه الصفقة والاسوأ ان نتنازل عن حققونا وثوابتنا من أجل رشوة اقتصادية".

وأضاف:" بالتالي هذه الافكار تهدف لفصل غزة عن الضفة، وقتل فكرة الدولة بالضفة من أجل كيان هزيل وهش بغزة، وهذه الصفقة لا احد يستطيع ان يسوقها أو يروج لها أو أن يقبلها، لانها باختصار تقوم على مكافئة المحتل ونفي الضحية، كما وانها تقوم على مبدأ أن ن يمول العرب هذه الصفقة بالأرض والمال، من اجل مكافئة المحتل الذي لم يقدم أي تنازلات في هذه الصفقة".

وتابع عوض خلال حديثه لـ"النجاح الاخباري": اي فلسطيني يوافق على هذه الصفقة يفقد مبرر وجوده وشرعيته ويواجه شعبه، ولا يمكن أن يقبل اي طرف فلسطيني هذه الصفقة، واسرائيل في هذه الصفقة تكافئ على احتلالها وقمعها وعنصريتها وجرائمها".

حرق المرحلة 

المحلل السياسي د. عدنان ابو عامر، قال:" طالما ان هذه المبادرات لم تقدم للجانب الفلسطيني بشكل رسمي ورقي مكتوب هي مجرد نوع من ادارة الوقت من الجانب الاسرائيلي وحرق المرحلة، فطالما ان الموضوع يقتصر على تصريحات صحفية، لا يمكن اخذها على محمل الجد".

وتابع:" واضح أن هناك حالة من الجدال في دولة الاحتلال بين الجانبين السياسي والعسكري، فالحكومة لا تريد تقديم اي شيء لغزة دون عودة الاسرى الاسرائيليين،  والجانب العسكري يخشى بان تنفجر الاوضاع باتجاهه وتحصل حرب هو لا يريديها حالياً، وكذلك اسرائيل تريد تصدير ازمتها الداخلية للخارج".

واضاف أبو عامر خلال حديثه لـ"النجاح الاخباري": اعتقد ان هناك حراك داخل اسرائيل وهناك ضغوط تمارس على المستوى السياسي لتقديم تسهيلات لغزة، وهذا يتزامن مع صفقة القرن وتسهيل الاوضاع بغزة والاوضاع الانسانية، ويمكن الربط بين هذه التطورات كلها، ولكن حتى الان لم يرى الفلسطينييون بغزة معطيات مادية تشير ان هذه المعطيات خرجت لحيز التنفيذ، ولعل الضغوط التي تمارس من قبل بعض الدول العربية والمجتمع الدولي تريد ان تصل الاوضاع الفلسطينية للقبول بما يعرض على الطاولة مهما كان، وتحت أي مسمى".