نهاد الطويل - النجاح الإخباري - قبل عشرات السنين قال أب لبناته "سأسلحكن بسلاح تقوين به على الزمن ، سلاح إن لم ينفعكن لن يضركن "يومها كان يقصد العلم و التعليم.

وفي هذا الصدد يؤكد الباحث سليمان بشارات أن المرأة تشغل مخزونا ومستودعا بشريا يمكن أن يكون ركيزة التنمية المستدامة على المدى المنظور.

وقال بشارات لـ"النجاح الإخباري" إنه لا يمكن بأي حال من الأحوال عزل الدور الذي يمكن أن تقوم به المرأة على ضوء محاولات تعزيز دورها في جوانب معينه ناتجة عن التعليم

وطرح تخصصات أكاديمية جديدة ما ساهم في تعزيز حضور المرأة في سوق العمل"

وأضاف :" حتى اللحظة لم يتم استخدامه بشكل صحيح في جوانب التنمية بالمجتمعات وهنا يكمن الخطأ".

ورأى بشارات أن المطلوب الان "إعادة تقييم لهذا المخزون المهم في مفاعل التنمية المستدامة، والعمل على بناء رؤية يمكن من خلالها تعزيز دور المرأة بما يتناغم والخطط المستقبلية."

وأشارت دراسة للبنك الدولي إلى العوائد الاقتصادية الكبيرة لتعليم النساء، وأظهرت أن تعليم البنات سنة واحدة إضافية يحقق زيادة في الإنتاجية، وزيادة في الأجور التي تتقاضاها النساء بنسبة (10 ~ 20 %)، وأثبتت أن المرأة غير المتعلمة تظل أعمالها محصورة وبسيطة وتقليدية، وبأجر زهيد جدا.

وفي هذا الصدد تشير الناشطة الإجتماعية لندا ابو الراغب أن الروابط بين تعليم المرأة وصحة الطفل، وقدرة الأسرة على تنظيم الإنجاب، وضبط المصروف وتخفيف الأعباء المادية ومواجهة صعوبات الحياة. 

وتؤكد أبو الراغب لـ"النجاح الإخباري" إن كل ما سبق يعطي مؤشرا لدينا وهو أن الأساس في أي عملية تنمية مستدامة في المنطقة يجب ان ينطلق من المرأة وما تلعبه من دور في التغيير السياسي والثقافي والاجتماعي.

"العمل على بناء القدرات للنساء من خلال تدريبهن وتعليمهن بمثابة مسألة هامة جدا، مشيرة أن ذلك يساهم بشكل كبير في تحقيق أجندة التنمية المستدامة 2030".

وتؤشر معدلات الالتحاق بالتعليم للافراد (6 سنوات فأكثر) بين صفوف الإناث (44.5)% مقابل (43.3)% للنساء عام 2011 وفقا لاخر الإحصائيات الفلسطينية الرسمية.

في سياق اخر،تطالب أبو الراغب - وهي مرشحة سابقا للانتخابات النيابية الأردنية - في الوقت ذاته بزيادة مشاركة المرأة في الحياة السياسية الفلسطينية.

 مؤكدة أنه لا بد من توثيق كل التحديات ومطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته.

وتؤكد نتائج تقرير صادر عن مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث "كوثر" ومقره تونس تجاهل وسائل الإعلام الموضوعات التي تعكس التطور الذي طرأ على وضعية المرأة في النصف الثاني من القرن العشرين في التعليم والعمل والمشاركة الثقافية والسياسية والإبداع.

ويلفت التقرير الذي جاء تحت بعنوان :" المرأة العربية وخطة التنمية المستدامة 2030 في الإعلام المحلي" الى أن  وسائل الإعلام تركز على الاهتمامات التقليدية وتهمل المشكلات الحقيقية التي تواجه المرأة في مجالات التعليم والعمل والمشاركة في الإنتاج والتنمية والنشاط السياسي والثقافي وقضايا رعاية أبناء المرأة العاملة، وإنشاء دور الحضانة،والزواج العرفي، والتزويج المبكر وارتفاع سن الزواج.

وفي هذا السياق، تلفت منسقة التوعية المجتمعية في مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي سمر الوزني الى ضرورة أن يركز الإعلام المحلي على أهمية إبراز دور المرأة الحقيقي وأن يعطى للمرأة فرصة التعبير عن احتياجاتها الحقيقية.

وتابعت لـ"النجاح الإخباري":"وهنا أقصد المرأة التي لا تسلط عليها الأضواء".

وترى الوزني  "أن أي عملية تنموية منشودة لا يمكنها أن تمضي قدماً بمعزل عن المرأة".

وتفصيلا لما سبق تقول الوزني "إن أجندة التنمية المستدامة لعام 2030  تحتاج إلى كافة المتدخلين حتى لا يتخلف أحد عن ركب التنمية".

ويعتبر السعي إلى معالجتها إعلاميا على المستوى المحلي أو من خلال المضامين الإعلامية المحلية حجر الزاوية. بحسب الوزني.

فلسطين تخوض التحدي

في سياق متصل يؤكد وزير التنمية الاجتماعية د. ابراهيم الشاعر على التزام الحكومة الفلسطينية بأجندة التنمية المستدامة 2030، وبالتزام الحكومة باتخاذ الإجراءات اللازمة لتوطينها بما يسمح به الواقع الفلسطيني تحت الاحتلال.

وقال الشاعر في تصريح له وسوف إن الأجندة الوطنية تسعى لخلق معادلة توازن بين النمو الاقتصادي الفعال والمستدام والقدرة على الاستجابة العادلة للاحتياجات الإنسانية. والاستثمار طويل الأجل في الشباب والمرأة باعتبارهم المفتاح الأساس لبناء مجتمع مستقر ومتضامن.

وأكد الشاعر أن الاحتلال الإسرائيلي هو العقبة في وجه التنمية المستدامة في فلسطين.

المرأة في الخطة ولكن !

ويؤكد الصحفي غازي بني عودة أن المرأة في خطة التنمية ولكن السؤال يتعلق بمدى الالتزام بما جاءت به الخطة.

وتابع:"وهنا قد يكون دور الاعلام بالإلتزام بذلك في التطبيق ومراقبة ذلك".

وقال بني عودي لـ"النجاح الإخباري" إنه على الرغم من وجود تحديات كبرى على رأسها الفقر وانعدام المساواة وضعف الاقتصاد الوطني والاحتلال ، إلا أنه من الممكن القيام بجهود كبيرة في مجال التنمية المستدامة من خلال نشر نسخة مبسطة من أهدافها وتوزيعها على المواطنين على أن يعقب ذلك عقد جلسات استماع وورش عمل مع مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والمجالس المحلية الأكاديميين والنشر عبر وسائل الإعلام.

ففي الطريق نحو التنمية المستدامة 2030 لم يعد تعليم الإناث مجرد خيار ترفي تطالب بها النخب ؛ فقد بات المجتمع الفلسطيني أكثر قناعة بأن تعليم الإناث وتدريبهن من أهم أدوات تحقيق التنمية وبات أكثر إدراكا لاستراتيجية هذا التوجه لشعب يبحث عن الخلاص من الاحتلال نحو الدولة وكل ذلك يجيب أن يكون فيه الإعلام لاعبا ومساندا حقيقا.