هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - أعلنت حركة حماس استعدادها لحل اللجنة الإدارية التي شكلتها في القطاع على الفور، وتمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة مهامها.

جاء ذلك في اعقاب اجتماع وفد من الحركة برئاسة رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية في القاهرة مع رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية خالد فوزي.

"لم يتم الاعلان عن حل اللجنة الادارية في غزة بشكل رسمي"

عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف يأمل بأن تكون جلسات الحوار الفلسطينية مختلفة عن سابقتها وغير مكررة، ويوضح أن جلسة الحوار تحدثت عن تطبيق الاتفاق الذي تم توقيعه في عام 2011 بما يضمن تمكين حكومة الوفاق الوطني في غزة، اضافة الى الاتفاق على الانتخابات وحل اللجنة الادارية في غزة وانهاء الانقسام.

وأضاف خلال مقابلته في برنامج "يحدث في فلسطين" على فضائية النجاح أنه لم يجري الاعلان عن حل اللجنة الادارية في غزة بشكل رسمي ولم يتم الحديث عن ذلك في بيان، مضيفا "اذا كان الحديث عن حل اللجنة الادارية في غزة صحيحا يجب أن يتم الاعلان عن ذلك بتطبيق عملي وبشكل رسمي  من أجل افساح المجال لتهيئة المناخ والأجواء في المنطقة".

توجه عزام الاحمد لمصر

وفيما يتعلق بتوجه عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد إلى القاهرة خلال أيام للقاء القيادة المصرية، نوه أبو يوسف الى أنه سيتوجه من أجل وضعه بصورة ما يمكن أن يصدر عن هذا الاتفاق ومتابعة جهود إنهاء الانقسام وملف المصالحة الفلسطينية.

هدف مصر من استقبالها لحماس

وكثر الحديث عن الهدف الذي تريد أن تصله مصر من استقبالها لحماس عبر وسائل الاعلام وحول هذا أكد أبو يوسف على أن مصر كون لديها ملفات تتعلق بالعديد من القضايا وتحديدا ملف غزة والمصالحة والحصار على القطاع وامكانية فكه وانهاء الأزمات المعيشية والانسانية خاصة وأنها تتعامل مع الفصائل في القطاع والتي لها علاقة مباشرة بالشق الأمني والحدود فهذا يلعب دورا هاما من ناحية الأولوية لمصر والعكس.

وأضاف أبو يوسف أن المظلة الكبرى التي تشكلها مصر انهاء الانقسام قائلا: "نأمل أن تتجه حماس لحل اللجنة الإدارية لتمكين حكومة الوفاق والاتفاق على موعد انتخابات عامة قريبا.

باب المصالحة قد فتح ولكن الوصول الى نهايته معقد

وكانت قد عرضت حماس عقد جلسة حوار مع حركة فتح في العاصمة المصرية لإبرام اتفاق وتحديد آليات تنفيذه، على أن يعقب ذلك عقد مؤتمر موسع للفصائل الفلسطينية بهدف تشكيل حكومة وحدة وطنية تحضر لإجراء الانتخابات.

ويرجح المحلل السياسي د. ناجي شراب أن تكون الزيارة مختلفة عن سابقاتها الى حد ما ولكن ليس معنى ذلك بأن يتم انهاء ملف المصالحة كونه معقد قائلا: "باب المصالحة قد فتح ولكن الوصول الى نهايته معقد وأمامه تحديات".

خصوصية العلاقة بين حماس ومصر

وأضاف شراب خلال مقابلته في برنامج "يحدث في فلسطين" على فضائية النجاح من خلال قراءته للموقف أن هناك فجوة كبيرة بين فتح وحماس، ولاشك أن الزيارة محورية وهامة للدور المصري وهي تؤكد بذلك أن لا بديل لدور مصر في انهاء ملف المصالحة وهذا ما تدركه السلطة، لافتا الى أن هناك خصوصية في العلاقة بين مصر وحماس ولكن هذا لا يعني بديل للموقف المصري حول الشرعية الفلسطينية.

وأوضح شراب بأنه لا يعتقد بان تكون القيادة الفلسطينية متخوفة من هذه العلاقة كما أشيع ولكن قد تكون بعض التفاهمات والتسريبات التي جرت بين حماس والقيادي الفتحاوي المفصول محمد دحلان قد أدت لعدم ثقة مضيفا :الرئاسة تدرك تماما الدور المصري والرئيس حريص على التنسيق مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فمصر لا يمكن أن تستبدل الكل بالجزء ولكن نشدد على أن هناك خصوصية بالعلاقة بين حماس ومصر ويجب أن تراعى".

وأشار شراب الى أن هناك أمور لا يمكن تجاهلها على أرض الواقع مثل الأمن على حدود غزة ومصر والحماية من هجمات داعش وهذا يشكل أولوية لدى مصر.

وينوه شراب الى أن ايجاد حلول لكثير من المشاكل الحياتية والانسانية وتحسين العلاقة بين مصر وحماس يزيد من تأثير الدور المصري في تفعيل ملف المصالحة.

والتخوفات من وجهة نظر شراب تتمحور حول الحديث عن سلام اقليمي وتطبيق المنهج الكلي وصعوبة حل الدولتين هذه الاجراءات تعمق من موضوع الانقسام.

"ليس من مصلحة مصر أن تكون غزة مستقبلا ضمن كينونة مستقلة"

ويرى شراب أن تطبيق المصالحة أقرب من أي وقت مضى ولكن في ظل المعطيات الاقليمية والدولية والمنهاج لتسوية القضية الفلسطينية يستوجب على القيادة الفلسطينية الانفتاح على مصر والتنسيق لأن مفتاح غزة بيد مصر.

ويقول شراب مصر تحاول توصيل رسالة للقيادة فالشرعية الفلسطينية ثابت من ثوابت مصر وأحد مكونات الامن القومي المصري، فليس من مصلحة مصر ان تكون في غزة كينونة مستقله مستقبلية.

يذكر أن وفد "حماس" الأمني توجه إلى القاهرة عبر معبر رفح البري يوم الثلاثاء الماضي، بناءً على تفاهم مسبق بين الجهات الأمنية المصرية ووفد "حماس" السياسي الذي ترأسه هنية، حيث طلبت الجهات الأمنية المصرية المختصة ارسال وفد أمني متخصص من "حماس" للتباحث في الملفات الأمنية الهامة المتعلقة بالعلاقة الأمنية بين مصر وقطاع غزة.

زيارات وفود "حماس" السياسية والأمنية جاءت بعد فترة قطيعة وتوتر بين مصر و "حماس" منذ عزل الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي في 30 حزيران/يونيو 2013، حيث وجهت العديد من الاتهامات المصرية لحركة "حماس" بالتدخل بالشؤون الداخلية المصرية، وهو ما كانت تنفيه "حماس" مراراً وتكراراً، فيما صدرت أحكام قضائية من المحاكم المصرية ضد "حماس" (تم الغاؤها فيما بعد)؛ فضلاً عن الحملات الإعلامية المصرية العنيفة ضد الحركة ورموزها.