أحمد الشنباري - النجاح الإخباري - ليست بالفكرة الجديدة في قطاع غزة، فانتشار الدراجات النارية ودخولها من مصر ادخلت معها فكرة مكاتب توصيل الطلبات والخدمات أو ما يعرف بالدليفري، فكثرة انتشار هذه المكاتب قد يحولها إلى ظاهرة جديدة في قطاع غزة يقبل عليها المواطن بشكل كبير، حتى في بعض الاوقات لا يمكنه الاستغناء عنها.

النجاح الاخباري رصد في شمال قطاع غزة ما يقارب الاربعون مكتباً يعمل فيها ما يزيد عن خمسون عاملاً بدرجاتهم النارية، الأمر الذي زاد من اقبال المواطن للتعامل مع هذه المكاتب فتارة لتوصيل طلباتهم، وتارة اخرى لتقلهم إلى أماكن اخرى.

وأعرب المواطنون في شمال القطاع عن ارتياحهم من انتشار مكاتب الدليفري، حيث قال الشاب إيهاب من غزة فكرة الدليفري جيدة وجديدة في مجتمعنا تختصر الوقت وتقرب المسافات باقل الاسعار.

اما علي فيختصر مسافة الذهاب لتجمع اصدقاءه عبر الاتصال بمكتب الدليفري لينقله حيث يريد بسعر رخيص.

أما المواطن محمود والذي يسكن في منطقة بعيدة عن مركز المدينة، يعرب عن ارتياحه من انتشار المكاتب بهذا الكم، مضيفا كنا في السابق نفكر في مشوار الطريق الذي يوصلنا إلى محطة البنزين لكن اليوم بكل سهولة وبأقل الأسعار يصل طلبك.

وبعيدا عن انتشار المكاتب وكثرتها إلا أن اصحابها يعملون على مدار 24 ساعة لتلبية حجم الطلبات والمكالمات الواردة، مراسلنا التقى بعضا من أصحاب المكاتب، حيث يقول سائد "منذ ساعات الصباح الاولى وحتى ما بعد منتصف الليل والعمل متواصل في المكتب واغلب الطلبات الواردة هي لنقل أشخاص من مكان إلى اخر، مشيرا إلى أن الأسعار تناسب المواطنين عدا عن سرعتها مقارنة بالوسائل الأخرى.

أما عبد الله وهو صاحب إحدى المكاتب والذي يتحدث من مكتبه وكأنه في قاعدة المراقبة مخاطباً عماله بتحديد أمكانهم وتوجيههم إلى الأماكن المطلوبة يقول "بين كل عشرين طلبا نتلقى واحدا يحتاج إلى توصيل خدمة معينة او طلب معين من محل ما، مؤكداً على أن رغبة المواطن في التنقل عبر الدراجة النارية ملحوظة في الفترة الأخيرة لسرعتها الفائقة.

وفي السياق ذاته، منافسة شديدة تخوضها المكاتب في تحطيم الاسعار عبر اعلانات من مواقع التواصل الاجتماعي والرسائل القصيرة، الأمر الذي جعل مكاتب السيارات العمومية تتأثر بشكل ملحوظ خاصة باعتماد المواطنين على الدليفري للتنقل داخل المدينة، وهذا ما يؤكده لنا رامي صاحب سيارة يعمل بها في أحد المكاتب مؤكدا على أن سرعة تنقل الدراجات النارية وأسعارها الرخيصة سببا في ذلك.

ومن جهة اخرى يعمل في مكاتب الدليفري ما يزيد عن خمسين عاملاً دفعتهم الظروف الاقتصادية الصعبة للعمل ساعات طويلة تحت اشعة الشمس، فيقول محمد الشاب الجامعي نعمل على مدار 24 ساعة لنخرج بقوت يومنا الذي يؤمن لقمة عيش عائلاتنا.

بدوره يقول عادل "لا يوجد أي مصدر اخر للعمل غير هذه المكاتب فالعمل فيها سهل والدراجة النارية متوفرة".

وحول دور الحكومة وفيما يتعلق بالإجراءات التي اتخذتها المرور فيما يتعلق بشركات الدليفري؛ قال مدير تحقيقات الحوادث فهد حرب في لقاءات صحفية "توجهنا لتلك الشركات وقمنا بإرسال منشورات وإرشادات وإصدار تعليمات خاصة لها، من ضمنها ضرورة حصول السائق على رخصة قيادة، وتجنب السرعة المفرطة والالتزام بالقواعد المرورية".

وأشار إلى أن ذلك يأتي من باب الحفاظ على أرواح المواطنين والسائقين، وتجنب تعرضهم إلى حوادث مؤلمة قد تؤدي إلى حالات وفاة أو حالات إعاقة دائمة.
وأوضح أن أكثر من 20 حالة وفاة جُلها من فئة الشباب الصغار كانت بسبب حوادث الدراجات ناهيك عن حالات الإعاقات المستديمة.

بأسماء ملفتة استطاعت مكاتب الدليفري أن تكون قريبة من المواطن وبأسعار رخيصة، اقبل عليها بشكل كبير محاولة ان تؤمن مستقبل الشباب في مهنة لا تعرف الوقت وتعرضهم للخطر.