نابلس - النجاح الإخباري - أصدرت دار "المدى" الترجمة العربية ليوميات، صوفيا أندرييفنا تولستايا، زوجة الكاتب الروسي الكبير، ليف تولستوي (1828-1910)، وتعتبر أول ترجمة لها باللغة العربية.

 عن ذلك، يقول المترجم، عبدالله حبه، إنَّه أراد أن يطلع القارئ العربي على الظروف العائلية، التي رافقت الكاتب في درب الإبداع الشاق ،والتي أثرت بلا ريب في عمله لدى كتابة روائع مؤلفاته مثل "الحرب والسلام"، و"أنا كارينينا"، و"البعث"، و"حجي مراد" وغيرها،  حيث كانت الزوجة والأبناء والبنات خير دعم له لدى إستنساخ ونشر رواياته.

وكتبت صوفيا أندرييفنا في عام 1913 بعد وفاة الكاتب بفترة وجيزة قائلة :" ليسامح الناس تلك المرأة التي ربما كانت عاجزة ، منذ أعوام الشباب، عن أن تحمل على كتفيها الضعيفتين تلك المهمة الرفيعة – أن تكون زوجة رجل عبقري وإنسان عظيم".

لقد عاشت صوفيا أندرييفنا حوالي نصف قرن برفقة الكاتب وشاطرته، منذ أن تزوجته في سن (18) عامًا، صعوبات الحياة في المجتمع القيصري المتزمت، وفي صعوده سلم المجد حتى أصبح من أشهر كتاب روسيا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين.

إن اليوميات هي بمثابة رواية للأحداث اليومية التي تجسد خصال الكاتب وموقف زوجته من سلوكياته معها ومع الآخرين، وأفكاره الطليعية في ذلك الزمان، ومعاناتها بسبب هذا كله.

تزوجت صوفيا أندرييفنا الدوق ليف تولستوي عام (1862)، وأصبحت تحمل لقب دوقة، بعد أن شبّت بلا هموم في كنف أبيها، أندريه بيرس، طبيب الأسرة القيصرية، الذي عاش مع أسرته في شقة حكومية داخل الكرملين، واكتسبت صوفيا الكثير من العادات الأرستقراطية، وحصلت على تعليم جيد من إجادة ثلاث لغات أجنبية، هي الفرنسية والإنجليزية والألمانية، كما تعلمت العزف على آلة البيانو، ناهيك عن الاطلاع على الآداب العالمية.

كما اتّسمت زوجة تولستوي بطبيعة شاعرية، وبمواهب عدَّة تركت أثرها على العلاقات مع زوجها لاحقًا، حيث أحبت صوفيا سحر الطبيعة في الريف الروسي، كما أحبت الموسيقى والفن عمومًا، وخالفت زوجها في تقييمه للفنون الذي ورد في كتابه "حول الفن".

وكان تولستوي قد أصبح آنذاك معروفًا، ونافس حتى الكاتب الروسي إيفان تورغينيف (1818-1883) في الشهرة، وترجمت أعماله إلى اللغات الأجنبية. وقد شق طريقه في ميدان الأدب بعد تجارب حياتية قاسية من بينها الخدمة في الجيش، والمشاركة في حرب القرم، ومن ثمَّ في القوقاز كضابط مدفعية، وعرف كل مساوئ حياة الضباط آنذاك من سكر وعربدة وميسر ومعاشرة الغجريات وبنات الهوى.