النجاح الإخباري -  

شدّد  وزير الثقافة د.ايهاب بسيسو،خلال مداخلته في إطلاق رواية "الرتنو" لزياد عبد الفتاح على أهمية استعادة التاريخ وتوظيفه لمحاكاة الواقع الفلسطيني، وتوظيفه في أعمال أدبية لمحاكاة الواقع الفلسطيني، وذلك لتعزيز الرواية الفلسطينية في مواجهة الادعاءات الإسرائيلية، ومحاولات طمس وتشويه بل وسلب روايتنا.

جاء ذلك خلال تقديم الوزير لرواية "الرتنو" جديد الروائي والكاتب والإعلامي زياد عبد الفتاح، في مدينة البيرة، مساء أمس، حيث قال: "الرتنو" عمل جديد يضاف إلى سيرة زياد عبد الفتاح الإبداعية، وله الكثير من الدلالات والمعاني، فهو ليس فقط تنقيب في التاريخ حول مملكة الرتنو والبحث في أصول الكلمة، وفي سيرة الطبيب الفرعوني سروحي، ولكن الرواية تأتي في إطار تكثيف المكان، وتقديم قراءة في فلسطين المعاصرة التي تستمد الكثير من مفرداتها الحاضرة من الذاكرة والتاريخ والحضارات".

وأضاف بسيسو: أجد أنَّ رواية "الرتنو" هي حالة من حالات التماهي مع الوقت الفلسطيني المعاصر، وإن كان من خلال العمل الروائي، يقدم زياد عبد الفتاح الكثير من المشاهد البصرية لطبيعة الحياة في فلسطين، واصفاً الرواية بالفسيفساء الجميلة التي لا يمكن إزالة أية قطعة منها دون أن تختل .. في الرواية حالة من تكثيف المكان الذي يعالج مختلف القضايا الفلسطينية، سواء كانت السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية، لافتاً إلى أنَّ زياد عبد الفتاح يقدم رؤية روائية بالاستناد إلى تجربته العريقة في الصحافة والإعلام.

وشدَّد وزير الثقافة إلى أنَّه لا يمكن قراءة "الرتنو" دون استرجاع أعمال سابقة لكاتبها، من بينها توثيقه لعمله في وكالة الأنباء الفلسطينية ولترأسه تحرير صحيفة المعركة التي كانت تصدر إبان اجتياح الاحتلال الإسرائيلي لبيروت في كتابه السردي المشوق "ورق حرير"، كواحد من أهم العلامات التي وثقت للإعلام الفلسطيني، إضافة إلى أعماله الروائية التي من أبرزها "ما علينا"، و"وداعاً مريم"، ورواية "المعبر" الصادرة في العام (2005) وتحدَّث فيها عن الانتفاضة الثانية، حيث وثَّق عبد الفتاح في أعماله الإبداعية القضية الفلسطينية، إضافة إلى توثيقه القرى الفلسطينية في أعمال أخرى، علاوة على المجموعات القصصية، وكتاباته عن الحرب الأخيرة على غزة.

ووصف بسيسو الرواية، التي تحدث عنها بالتفصيل، بأنَّها عمل سردي متعدد الآفاق، بين الغوض عميقاً في التاريخ، وإغواء الحاضر، معتمداً على شخصيتين سرديتين أساسيتين هما شخصية عبد الحي العائد من استراليا وشخصية "أبو شهد"، وما بينهما تدور أحداث "الرتنو"، لافتاً إلى أنّ حاصل جمع الروايتين قد يكون الروائي نفسه.

وكان الكاتب والروائي والإعلامي زياد عبد الفتاح افتتح الأمسية التي احتضنها قاعة في الفندق الذي يحمل اسم الرواية، بالحديث عن حكاية الرواية التي أنجزها في عشرة أشهر، وعن "الرتنو" المملكة الكنعانية في النقب، وعن "الرتنو" الفندق وحكايات زائريه العابرين، أو المقيمين مؤقتاً، أو بشكل أطول، وعن سفره إلى عدة دول لإنجاز الرواية، وخاصة جمهورية مصر العربية، وعن استفادته من روايات حول الشخصية الفرعونية سروحي، وهو طبيب استقر بعد أن هرب من الطاغية الفرعوني في "الرتنو"، ومنها رواية لكاتب فنلندي قدم لها "عميد الأدب العربي" الراحل طه حسين.