وكالات - النجاح الإخباري - قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن تسريبات بعض التفاصيل والبنود الخاصة بالخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط، "صفقة ترامب"، أثارت خلافاً داخل دولة الاحتلال ما بين اليمين واليسار.

وذكرت الصحيفة، يوم الجمعة، أن معسكر اليسار الإسرائيلي يرى في "صفقة ترامب" مجرد "فرصة سياسية"، وبأنه من يرغب في توقيع اتفاق سياسي حقيقي فعليه التحدث مع الطرف الآخر، وليس السفر إلى واشنطن، في إشارة إلى دعوة الرئيس دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، كل من بنيامين نتنياهو، وبيني غانتس، رئيس حزب "أزرق أبيض"، إلى واشنطن بهدف الاطلاع على تفاصيل الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط. 

ونقلت الصحيفة على لسان د.يوسي بيلين، عضو الكنيست السابق عن المعسكر اليساري، أنه إذا طلبت الخطة الأمريكية للسلام تقديم تنازلات "إسرائيلية"، فإن نتنياهو لن يفعلها، لأنه لا يؤمن بالحوار مع الفلسطينيين، وطالما أنه لا يقدم تنازلات فإن السلام لن يتحقق.

واتفق معه غادي بلينسكي، صاحب مبادرة جنيف للسلام، الذي يرى أنه بدلا من سفر نتنياهو إلى واشنطن لأكثر من 12 ساعة، فإن عليه السفر إلى رام الله، المقاطعة الفلسطينية، لـ12 دقيقة فقط، من أجل توقيع الاتفاق مع الجانب الفلسطيني.

كما أن تحالف "كحول لفان" بزعامة بيني غانتس، يمارس العديد من الضغوط لعدم تلبية دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب والتوجه الى البيت الأبيض الثلاثاء المقبل للتباحث بخصوص صفقة ترامب.

ووفقا لمصادر مقربة من "كحول لفان" التحالف المنافس الأبرز للحزب الحاكم "الليكود" بزعامة رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو. فإنه توجه أعضاء كنيست إضافة الى وزراء ودبلوماسيون إسرائيليون سابقون تطالب غانتس برفض الدعوة، لأنه وبحسب تعبيرهم "الهدف من طرح الرئيس ترامب الصفقة بهذا التوقيت، هو عبارة عن انقاذ نتنياهو من ملف الحصانة، والذي من المفترض ان تناقشه الكنيست الثلاثاء المقبل، وهو الموعد الذي حدده البيت الأبيض للقاء نتنياهو وغانتس".

وتشير التوقعات بحسب المصادر، إلى أن "الكنيست سترفض طلب نتنياهو الحصول على حصانة"، ويدعي عدد من الوزراء والنواب وكذلك دبلوماسيين إسرائيليين سابقين توجهوا الى غانتس أن يرفض الدعوة التي قالوا "ما هي إلا مناورة سياسية بقيادة الرئيس ترامب تهدف الى خدمة نتنياهو في حملته الانتخابية، وثني الأنظار عن ملف الحصانة وملف الفساد، وابعاده عن محور الاهتمام خلال حملة الانتخابات ويكون تركيز الرأي العام الإسرائيلي خلال الانتخابات على صفقة ترامب، وضم أجزاء من الضفة الغربية لسيادة الاحتلال".

المبادرون لهذه الخطوة يحاولون ان يقنعوا غانتس أن هذا عبارة عن كمين قام بنصبه كل من ترامب ونتنياهو من أجل الإيقاع بغانتس.

وبحسب الصحيفة، قال مصدر "إسرائيلي" رفيع، من شأن هذه الخطوة أن تخلط أوراق العملية السياسية برمتها في دولة الاحتلال، كان من الحري بالرئيس الأميركي ترامب أن يدعو الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وليس رئيس المعارضة السياسية لو كان الهدف الحقيقي هو طرح مبادرة للسلام، وليس مبادرة لإنقاذ نتنياهو". هذا ومن المتوقع أن يحسم غانتس موفقه حتى غدا مساء السبت، بتلبية دعوة ترامب لبحث صفقة ترامب في البيت الأبيض.

يشار إلى أن القناة "12" العبرية، قد نشرت، مساء الخميس، بنودا خطيرة لما يسمى "بصفقة القرن" التي تعتزم الإدارة الأمريكية نشر محتواها خلال الساعات القليلة المقبلة، وربما قبل يوم الثلاثاء القادم، وهو ما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وزعمت القناة بأن أول هذه البنود هو عدم وجود سيطرة للسلطة الوطنية الفلسطينية على الحدود، في حين ستكون هناك سيطرة للاحتلال كاملة على القدس، بدعوى أنها ستكون عاصمة مزعومة لدولة الاحتلال، وفرض السيادة الكاملة على الضفة الغربية، بما فيها المنطقة C، والموافقة على كافة المتطلبات الأمنية "الإسرائيلية".

وبحسب إدعاء القناة العبرية، إن الفلسطينيين عليهم أن يقبلوا بـ4 شروط لإقامة دولتهم، وهي:

1- الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.

2- نزع السلاح في قطاع غزة.

3- نزع سلاح حركة حماس.

4- الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وسبق أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر يوم الجمعة، أنه يخطط للكشف عن خطة السلام في الشرق الأوسط "صفقة ترامب"، قبل زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال "الإسرائيلية" بنيامين نتنياهو، إلى واشنطن الثلاثاء المقبل.

وقال ترامب للصحفيين: "في مرحلة ما قبل (الاجتماع مع نتنياهو). ربما سنعلن (عن خطة السلام) قبل ذلك بوقت قصير".

وأضاف ترامب: "خطة واشنطن للسلام في الشرق الأوسط خطة عظيمة"، مشيرا إلى أن رد فعل الفلسطينيين على الخطة قد يكون سلبيا في البداية، لكنها إيجابية بالنسبة لهم ولديهم العديد من المزايا للقيام بها.

وفي وقت سابق، الخميس، أعلن مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي، أن ترامب وجه دعوة إلى بنيامين نتنياهو وبيني غانتس، رئيس حزب "أزرق أبيض" لزيارة البيت الأبيض لمناقشة ما يعرف بـ"صفقة القرن". وبدوره، قال نتنياهو، إنه قبل دعوة الرئيس الأمريكي لزيارة واشنطن.

وينظر الكثير من العرب لخطة السلام الأمريكية بعين الشك، إذ يتوقعون أنها ستكون متحيزة لصالح دولة الاحتلال. وقال الفريق الأمريكي إن الخطة ستتطلب تقديم "إسرائيل" لتنازلات.