النجاح الإخباري - وقعت مجزرة قانا في قرية قانا التي تقع في جنوب لبنان وتتبع لقضاء صور، قبل 21 عاما، في الفترة الواقعة ما بين 11 أبريل/نيسان و27 أبريل/نيسان 1996 حيث شنت إسرائيل عدوانا عسكريا على لبنان، قتلت وجرحت خلاله العشرات، وقصفت أثناءه عددا من المدن والبلدات اللبنانية من بينها العاصمة بيروت، وأطلقت إسرائيل على تلك العملية "عناقيد الغضب".

 

وفي يوم الـ 18 من الشهر نفسه ونتيجة لكثافة ودموية القصف، لجأ مئات اللبنانيين معظمهم نساء وأطفال هربا من جحيم القصف إلى مركز تابع لقوات الأمم المتحدة بقرية قانا ظنا منهم أنها ستحميهم، وأن إسرائيل ستمتنع عن ملاحقتهم وقتلهم في مركز أممي محمي بموجب القوانين والمواثيق والأعراف الدولية، ولكن إسرائيل وكعادتها لا تمنعها قدسية المكان ولا حرمة الزمان دينيا أو قانونيا من ارتكاب جرائمها ومجازرها بالطريقة التي تحلو لها.

 

وبعد الثانية ظهرا بقليل يوم 18 أبريل/نيسان صوبت إسرائيل مدافعها نحو الكتيبة التابعة للأمم المتحدة حيث يحتمي مئات المدنيين فقتلت منهم 106، وأصابت نحو 150 شخصا بجروح وعاهات وإصابات بدنية ونفسية متفاوتة الخطورة. 

 

ومن جهتها، استخدمت إسرائيل خلال ذلك العدوان الذي استمر أسبوعين جميع قطاعات الجيش البرية والبحرية والجوية، وكان إجمالي ضحايا هذا العدوان وفق تقارير إعلامية نحو 175 شهيدا وثلاثمئة جريح، ونزوح عشرات الآلاف، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة في المنشآت.

 

ويشار الى أن إسرائيل شنت بوقت سابق عدوانا على لبنان باسم "تصفية الحساب" (يوليو/تموز 1993) وشمل ذلك قصفا جويا وبريا لمناطق جنوب لبنان والبقاع والشمال وضواحي بيروت، ودام سبعة أيام، وقد أدى لاستشهاد أكثر من 120 لبنانيا وتهجير عشرات الآلاف إضافة لخسائر مادية كبيرة، في حين لقي 26 جنديا إسرائيليا مصرعهم.

 

وحول ردود الفعل على الجريمة والمجزرة، كانت الردود ضعيفة ومحدودة، واكتفت غالبا بالمطالبة بالهدوء ووقف إطلاق النار، حيث دعا الرئيس الأمريكي وقتها بيل كلينتون جميع الأطراف لوقف إطلاق النار، وانذاك وجه الرئيس الفرنسي جاك شيراك نداء إلى إسرائيل بضرورة الاستجابة لمطالب وقف إطلاق النار، وانتقدت روسيا إسرائيل وأعربت عن قلقها لتدهور الوضع في لبنان.

 

وعلى المستوى العربي، لم يتجاوز الموقف الرسمي حدود الإدانة وبعث رسائل تؤكد خطورة الموقف وضرورة وقف العمليات العسكرية في لبنان.

وطالب رئيس وزراء لبنان حينها الراحل رفيق الحريري بوقف النار وتطبيق "اتفاق التفاهم" المعروف باتفاق الكاتيوشا عام 1993 بين حزب الله وإسرائيل القاضي بعدم ضرب المدنيين في الجانبين، والبدء في تنفيذ قرار مجلس الأمن الداعي لانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان.

 

ومن جانبها حملت إسرائيل حزب الله مسؤولية سقوط ضحايا من المدنيين، وقالت: إن قصف قانا جاء ردا على صواريخ كاتيوشا أطلقها الحزب من موقع قريب من المعسكر.

ويذكر أن مجلس الأمن اجتمع للتصويت على قرار يدين إسرائيل، ولكن الولايات المتحدة الأمريكية كعادتها أجهضت القرار باستخدام حق النقض (الفيتو).