النجاح الإخباري - تشير دراسة سويدية إلى أن البالغين الأكبر سنا الذين يعانون من ارتفاع ضئيل في نسبة السكر في الدم والذي يطلق عليه أحيانًا مصطلح “ما قبل السكري” لا يصابون عادة بمرض السكري.

تابع الباحثون 2575 حالة من الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 60 سنة وما فوق الستين، والذين لا يشكون من مرض السكري، لمدة تصل إلى 12 سنة. في بداية الدراسة، كانت لدى 918 شخصًا أو ما يعادل 36 بالمئة من المجموعة، مستويات من السكر في الدم أعلى من المعتاد، وإن كانت لا تزال أقل من عتبة مرض السكري.

وتبين أن 119 شخصا فقط -أي 13 بالمئة من الذين بدأوا يشهدون ارتفاعا في السكر في الدم- تطور لديهم الأمر إلى أن أصبحوا مصابين بالسكري، بينما انخفضت مستويات السكر في الدم لدى 204 آخرين -أي نسبة 22 بالمئة- بما فيه الكفاية لإبعادهم عن دائرة خطر الإصابة بالسكري.

يقول يينغ شانغ من مركز أبحاث الشيخوخة بمعهد كارولينسكا في ستوكهولم “التهيؤ لمرض السكري ليس دافعه الوحيد”.

وأضاف شانغ في رسالة لرويترز بالبريد الإلكتروني، “في الواقع، فرص البقاء في مرحلة ‘ما قبل السكري’ -أو حتى العودة إلى نسبة السكر في الدم الطبيعية- مرتفعة للغاية وتصل إلى 64 بالمئة، دون تناول الدواء”، وأردف قائلا “قد تساعد التغييرات في نمط الحياة -مثل التحكم في الوزن أو في ضغط الدم- على منع تفاقم مرض السكري”.

يمكن تقدير متوسط ​​مستويات السكر في الدم على مدار ثلاثة أشهر تقريبًا عن طريق قياس شكل من الهيموغلوبين يرتبط بالغلوكوز في الدم، ويعرف باسم “آي 1 سي”؛ فعندما تبلغ مستويات الهيموغلوبين “آي 1 سي” نسبة 6.5 بالمئة أو تتجاوز تلك النسبة يشير ذلك إلى الإصابة بمرض السكري.

وتعتبر المستويات بين 5.7 بالمئة و6.4 بالمئة مرتفعة، وإن لم تنذرْ بالسكري بعدُ، في حين أن نسبة 5.7 بالمئة أو أقل تعتبر طبيعية.

يلاحظ فريق الدراسة في دورية الطب الباطني أن حوالي 352 مليون شخص في جميع أنحاء العالم لديهم نسبة مرتفعة من السكر في الدم ليست عالية بما فيه الكفاية لتبرير تشخيص مرض السكري. وبحلول عام 2045، من المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 587 مليونا أو إلى نسبة 8.3 بالمئة من البالغين في جميع أنحاء العالم. كان الأشخاص الذين شملتهم الدراسة أكثر عرضة للعودة إلى مستويات السكر في الدم إذا فقدوا الوزن وخلوا من أمراض القلب وكان لديهم انخفاض في ضغط الدم، بينما كان الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة والذين يشكون من “ما قبل السكري” أكثر عرضة لتفاقم المرض.

لم تُصمم الدراسة لتحديد سبب تفاقم مرض السكري لدى الأشخاص المصابين بـ”ما قبل السكري” أو العودة إلى مستويات سكر الدم الصحية.

يتمثل أحد قيود الدراسة في أنه كان يوجد عدد قليل جدًا من الأشخاص المصابين بداء السكري لاستخلاص استنتاجات واسعة النطاق حول كيفية تفاقم الحالة لدى الملايين من الأشخاص في العالم. ويفتقر الباحثون أيضًا إلى بيانات حول التغييرات التي تطرأ على نمط الحياة، مثل التحولات في عادات الأكل أو التمرينات الرياضية، وقد يكون الأشخاص قد اعتادوا على محاولة عكس مرض السكري.

وقال الدكتور ر. براندون ستايسي من كلية الطب، شمال كارولينا، “ستكون هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتائج”