نابلس - ترجمة : علا عامر - النجاح الإخباري - قال مسؤولون اسرائيليون إن الهدوء الأمني الذي واكب مسيرات يوم أمس الجمعة على حدود قطاع غزة قد يعطي دلالة جديدة على أن الجانبين، الفلسطيني والإسرائيلي، لا يريدان حربا.

وتؤكد التقديرات الاسرائيلية أن حماس غيرت من استراتيجيتها في التعاطي بشكل ذكي مع كل الخيارات والقرارات الاسرائيلية حيال مسيرة العودة .

ووفقًا لقناة حدشوت العبرية، فإن حماس تهدف من اتباع هذه السياسة الجديدة منح الجانب المصري فرصة  التدخل لعقد اتفاق تهدئة بين حكومة الاحتلال وحماس.

ونقلت صحيفة هآرتس العبرية عن ضباط عن أنهم يأملون بإعادة السماح بدخول الوقود إلى القطاع بدءًا من يوم الأحد، بعد وصفهم مسيرة العودة بالأمس الأكثر "هدوءًا" منذ بداية انطلاقها  في 30 آذار/ مارس الماضي، تزامنا مع ذكرى "يوم الأرض".

وأشارت هذه المصادر بأنه ليس من الواضح بعد ما إذا سيوافق وزير قوات الاحتلال "أفيغدور ليبرمان" على قرار اعادة ادخال الوقود إلى القطاع مرة أخرى أم لا.

وأوضحت أن "ما قدرته الأوساط الأمنية الإسرائيلية بالنسبة لانخفاض مستوى العنف في مظاهرات غزة خلال الساعات الأخيرة تحقق فعلا، وهو ما سينجم عنه إعادة فتح المعابر المغلقة، وتوسيع مساحة الصيد في غزة، رغم أنه محظور الاستهتار بالعدو في القطاع، لأن حماس قد تستغل حالة الارتباك الإسرائيلية تجاه الوضع في غزة، وتسعى لتنفيذ عملية هجومية كاختطاف جندي أو إطلاق صواريخ أو تسلل داخل الحدود".

وأضافت  أن "أعداد المتظاهرين الفلسطينيين التي انتشرت على طول حدود القطاع يوم أمس الجمعة، عبرت بصورة أكيدة أن حماس أمام تغيير في سياستها، مما يشير لتغيير جوهري في توجهاتها بعد أن تم تبادل الرسائل بينها وبين إسرائيل".

وأشارت إلى أن "لغة الأرقام تقدم الدليل الأكيد على ذلك، فالأعداد القليلة للمتظاهرين، والمصابين وحدة الأعمال الميدانية التي تتخلل المسيرات كعادتها في كل يوم جمعة تراجعت، فيوم الجمعة لا قتلى في صفوف الفلسطينيين مقابل سبعة قتلى في الجمعة الماضية، فيما وضعت 33 قنبلة وعبوة ناسفة مقابل 60 في الأسبوع الأخير، واليوم شهد 3 محاولات تسلل مقابل 10 في الجمعة السابقة".

وأوضحت أنه "يبدو واضحا أن حماس عملت على كبح جماح المتظاهرين على طول الجدار من أجل إبقاء نافذة من الفرص للتوصل لتفاهمات مع إسرائيل، ويبدو أن اللحظة الحالية تشهد حالة من تشابه المصالح المشتركة بينهما".

وختمت بالقول بأن "إسرائيل غير معنية بالحرب، وليس لها رغبة بالذهاب لعملية عسكرية دون سبب حقيقي، وهي خيار موضوع دائما على طاولة الكابينت والجيش ورئيس الحكومة، فيما حماس من جهتها معنية بواقع ميداني في غزة ينعم فيه الناس بحياة أفضل، مما هو سائد اليوم فيها".