ترجمة خاصة - النجاح الإخباري - أثبت الهجوم الذي شنه حزب الله اليوم عبر الطائرات المسيرة أن أنظمة الدفاع الإسرائيلية تواجه تحديًا كبيرًا، لدرجة اللجوء إلى استخدام اساليب تقليدية جدًا كاطلاق الرصاص صوب المسيرات قبل انقضاضها على أهدافها، وبالأمس سخر ضباط كبار في الجيش من زملائهم في سلاح الجو، قائلين: "إن لم يتلقوا تحذير من مسافة 1500 كم لا يمكنهم الدفاع".

لكن صحيفة وول ستريت جورنال كشفت اليوم في تقرير لها أن إسرائيل ستعاني أمام الطائرات المسيرة حتى لو كانت قادمة من دولة بعيدة مثل إيران.

وبينت أن الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل تعانيان من نقص الذخيرة القادرة على التعامل مع هذه الطائرات.

ويقول خبراء عسكريون إن تكلفة انتاج هذه الطائرات لا تقارن البتة بالتكلفة العالية للصواريخ الاعتراضية المخصصة لإسقاطها.

كما أن تصنيع الصواريخ الدفاعية يستغرق وقتا طويلاً مقارنة مع انتاج الطائرات المسيرة، وهو ما يجعل الدفاعات الجوية تواجه معاناة كبيرة في التعامل مع هذا التهديد الكبير، وخاصة في حال إطلاق الطائرات المسيرة بأسراب كبيرة.

ورغم إعلان مسؤولون أمريكيون كبار إن الإسرائيليين والأميركيين والحلفاء اعترضوا معظم الصواريخ الباليستية الإيرانية باستخدام أنظمة الدفاع الجوي إلا أن الصحيفة الأميركية كشفت إن هزيمة القصف الإيراني كانت ممكنة بفضل نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي المتطور والمتعدد الطبقات، وبفضل المساعدة التي قدمتها الولايات المتحدة وغيرها من الشركاء الغربيين والعرب.

لكن محللي الدفاع يقولون إن إسرائيل ستواجه على الأرجح صعوبات إذا واجهت موجات عديدة من الهجمات، مثل تلك التي شهدتها أوكرانيا خلال أكثر من عامين من حربها مع روسيا.

وقال توم كاراكو، مدير مشروع الدفاع الصاروخي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو مركز أبحاث أمريكي: "يبدو أن أداء إسرائيل كان جيداً، لكن الجانب السلبي هو أنه تم استخدام عدد كبير من الصواريخ الاعتراضية في هذه العملية.. من المؤكد أن الضغوط على مخزون المجلات ستكون مشكلة للجميع".

كما أن الأنظمة ليست رخيصة الثمن: حيث تبلغ تكلفة كل بطارية باتريوت، التي يمكن تسليحها بـ 32 صاروخاً، حوالي مليار دولار.

وقدرت تكلفة اعتراض إسرائيل لنحو نصف الصواريخ الإيرانية في نهاية هذا الأسبوع بنحو 2.1 مليار شيكل إسرائيلي، أو أكثر من 550 مليون دولار، وفقًا ليهوشوا كاليسكي، الباحث في معهد دراسات الأمن القومي، وهو مركز أبحاث مقره تل أبيب.

ويخشى المسؤولون الغربيون أن ترتفع التكاليف، حيث يتعين عليهم إسقاط طائرات بدون طيار أرخص بصواريخ تبلغ قيمتها ملايين الدولارات، وسوف تزيد هذه التكلفة إذا استخدم الخصوم أسراباً من هذه المركبات الجوية بدون طيار.

قال مسؤولو البنتاغون إنهم يريدون زيادة إنتاج الدفاعات المضادة للطائرات بدون طيار بشكل كبير، وهو اعتراف بأن إطلاق صواريخ بملايين الدولارات لإسقاط شيء لا يكلف سوى آلاف الدولارات أمر غير مستدام.

وتمثل الطائرات الصغيرة بدون طيار، والتي لعبت دورًا أكبر في أوكرانيا، تحديات فريدة لأنظمة الدفاع التقليدية.

ويقول أديتيا ديفاراكوندا، الرئيس التنفيذي لشركة Dedrone، المختصة في تكنولوجيا إسقاط الطائرات دون طيار عن طريق التشويش على روابط الاتصالات الخاصة بها:"من الصعب اختيار الأصغر حجمًا من اختيار الأكبر حجمًا.. يمكنك رؤية الجمل من مسافة بعيدة، ولكن ربما ليس الفأر.. إن إمكانية الاكتشاف مشكلة كبيرة جدًا وكبيرة جدًا".

ويقول مسؤولون عسكريون وصناعيون إنه لا يوجد حتى الآن حل تقني جيد لمواجهة سرب من الطائرات بدون طيار الرخيصة والمستقلة.

وتقوم الولايات المتحدة وإسرائيل الآن باختبار أنظمة الموجات الدقيقة والليزر المضادة للطائرات بدون طيار التي طورتها شركات خاصة والتي توفر القدرة على الاستمرار في إطلاق النار طالما كانت لديها الطاقة. وهذا من شأنه، من الناحية النظرية، أن يسمح للنظام بالمساعدة في إسقاط سرب من الطائرات بدون طيار دون نفاد الذخيرة. لكن هذا الحل لم يدخل حيز التنفيذ، وربما يحتاج لسنوات قبل تشغيله.