النجاح الإخباري - ترجمة خاصة- قالت صحيفة يديعوت أحرنوت إن إسرائيل تخشى أن يؤدي استمرار القتال الآن إلى نقاش في المجتمع الدولي حول انتهاك قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار مع حماس، في حين لن يتم في المقابل ممارسة أي ضغط على (حماس).

وأضافت: "كما أن حقيقة أن إسرائيل لن تحترم القرار على الأرجح، تعزز الحجج ضد الدولة في محكمة العدل الدولية في لاهاي والمحكمة الجنائية الدولية - وتجعل الوضع أسوأ".

وقال مسؤول سياسي إسرائيلي كبير للصحيفة إن "هذا قرار معقد وخطير للغاية. لقد قلنا أن وقف إطلاق النار هو نتيجة لإطلاق سراح الرهائن، والقرار يعني بشكل أساسي أن وقف إطلاق النار قيمة في حد ذاته". 

وأشار المصدر إلى قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلغاء الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن، بسبب القرار الأمريكي بالامتناع عن التصويت وعدم استخدام الفيتو، وأضاف: "رده يفاقم المشكلة.. إنه يضعنا في الزاوية أكثر بإلغاء زيارة الوفد إلى الولايات المتحدة." ووفقا له، "بمجرد أن تكون هناك إدانات من الجانب الآخر، يكون هناك حق النقض من قبل روسيا والصين. والآن ليس لدينا حق النقض الأمريكي في جيوبنا. القرار ليس جيدًا لأن الدعوة إلى وقف إطلاق النار منفصلة عن أي إجراء من قبل الجانب الآخر، ويتم الضغط علينا - علينا فقط".

ونقلت يديعوت عن شخصيات سياسية إسرائيلية بارزة قولها: "دعوة مجلس الأمن إلى وقف فوري لإطلاق النار تثير إشكالية كبيرة - لأنها لا تفرض أي شيء على حماس". 

وبحسبهم "إنهم في الواقع يطالبون بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، وهذا يعني أنهم يستطيعون الضغط علينا لوقف إطلاق النار، وهو بالضبط ما تريده دول العالم، ولن يمارسوا الضغط على حماس – لأنه ليس لديهم وسيلة للضغط عليها".

وأضافوا أن "هذا يدعو إلى ضغوط دولية على إسرائيل وليس على الجانب الآخر". 

وقال وزير الخارجية الإسرائيلية يسرائيل كاتس بعد التصويت إن "دولة إسرائيل لن توقف النار.. سندمر حماس وسنواصل القتال حتى يعود آخر المختطفين إلى الوطن".

وتسبب امتناع الأميركيين عن التصويت وإلغاء الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن في تعميق أزمة العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في نهاية التصويت إن "الولايات المتحدة انسحبت من موقفها الثابت في الأمن". 

وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن قرار مجلس الأمن يضر بالمجهود الحربي وجهود تحرير الرهائن، لأنه يمنح حماس الأمل في أن الضغوط الدولية ستسمح لها بقبول وقف إطلاق النار دون إطلاق سراح الرهائن. 

واشنطن: "التصويت لا يمثل تغييرا في سياستنا".

وعلق جون كيربي منسق الاتصالات الاستراتيجي في البيت الأبيض على امتناع بلاده عن التصويت في مجلس الأمن بالقول: "امتنعنا عن التصويت على القرار الدولي لأنه لا يتماشى مع موقفنا بأن وقف إطلاق النار يجب أن يكون ضمن صفقة".

وأضاف جون كيربي، خلال مؤتمر صحفي، "متفاجئون من الموقف الإسرائيلي وإلغاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارة الوفد إلى واشنطن".

وأوضح منسق الاتصالات الاستراتيجية، أن رد الفعل الإسرائيلي يظهر كأننا تخلينا عن موقفنا أو غيرنا سياستنا وهذا غير صحيح.

وأكد كيربي استمرار بلاده في دعمها لإسرائيل وتقديم الأسلحة اللازمة للدفاع عن نفسها، مشددًا أن قرار مجلس الأمن ليس له تأثير مطلقا على إسرائيل وعلى قدرتها في ملاحقة حماس.

وقالت يديعوت إن الأزمة بين إسرائيل والولايات المتحدة تحمل دلالات كثيرة على مفاوضات صفقة (الأسرى)، وقد تؤدي إلى تصلب المواقف لدى الجانبين. 

وأضافت: "أن قرار الولايات المتحدة في مجلس الأمن يضعف أدوات الضغط الأمريكية على إسرائيل لكي تكون مرنة في المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق".

وتابعت: "القرار الذي اتخذه مجلس الأمن يؤثر على المفاوضات بشأن صفقة الرهائن ويعطي الأمل لحماس بأنها ستتمكن من التوصل إلى وقف لإطلاق النار بفضل الضغط الدولي - حتى بدون التوصل إلى صفقة".

وذكرت كذلك أن القرار يبعث برسالة إلى المجتمع الدولي مفادها أن إسرائيل أصبحت أكثر عزلة من أي وقت مضى، ويمكن أن يكون لاحقًا ذريعة للدول لاتخاذ إجراءات دبلوماسية ضد إسرائيل أو وقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل.

وهذا هو أول قرار منذ اندلاع الحرب يقره مجلس الأمن ويدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان. 

وكان مجلس الأمن قد دعا في وقت سابق إلى إدخال مساعدات إنسانية إضافية إلى قطاع غزة وإطلاق سراح (الرهائن)، وقد تم الترويج للاقتراح من قبل عشر دول في المجلس، وهي الدول غير الدائمة فيه، كما حظي بدعم روسيا والصين - فضلاً عن دعم دول الكتلة العربية الـ 22 في الأمم المتحدة على أمل أن يصبح فيما بعد وقفًا دائمًا لإطلاق النار.