وكالات - النجاح الإخباري - قال محللون ونشطاء تونسيون إن فرنسا تبحث حالياً عن “بديل” للرئيس قيس سعيد، في إشارة إلى سلسلة الأحداث التي شهدتها البلاد أخيراً، ومن بينها تحقيق السلطات مع شبكة قالت إنها مرتبطة بفرنسا وتخطط للإطاحة بالرئيس سعيد، وحديث سعيد أخيراً عن تلقي بعض الأطراف أموالاً من فرنسا بهدف إثارة الفوضى في البلاد.

وكتب الباحث والمحلل السياسي نور الدين العلوي: “مازلت مصراً على أن فرنسا بصدد ترتيب الوضع في تونس بعد قيس سعيد، وهي الفاعل الدولي الرئيسي في البلد، وربما في المنطقة”.

وأضاف: “فرنسا عندها ثلاثة أهداف مركزية لا بد أن تتحقق، وإلا فليس ثمة حلول، الأول هو إسقاط دستور 2014 ومحوه من الذاكرة، بقطع النظر عن أي تعديلات قد تدخل عليه (هذا الدستور هو بوابة الديمقراطية المزعجة). والثاني هو منع عودة الإسلاميين إلى الحكم، كلياً وجزئياً، وحتى لو تخلوا عن إسلاميتهم وحملوا علم المثليين، فلن تأمن جانبهم. الهدفان الأول والثاني يحققان الهدف الثالث، وهو بقاء اقتصاد البلاد تحت هيمنة الشركات الفرنسية ونفوذها ووسائطها (الشركات التونسية الواجهة) من السياحة إلى المشروبات الكحولية، مروراً بالحليب والسيارات”.

واستدرك بقوله: “لكن فرنسا تواجه مشكلة الآن، فحزبها وأنصارها مشتتون، ويصعب عليها جمعهم في وقت قصير. كما أن أنصارها في الاقتصاد لا يواجهون بوجوههم المكشوفة، ويبحثون دوماً عن غطاء سياسي يمولونه ويخدمهم، لذلك لم يظهروا في أي تشكيل سياسي (حزب يميني صرف). وهم مقسّمون بين الساحل والعاصمة ومدن صفاقس وقابس وجربة منذ زمن”.

واعتبر أن باريس “ليس عندها زعيم جاهز تقدمه، وأنا أرى أنها سحبت غازي الشواشي من التيار الديمقراطي مؤخراً لتعدّه للأمر (رئاسة تونس)، وقد بدأ العمل بالتشكيك في صلاحية دستور 2014 كوسيلة للحل (محمد عبو مؤسس التيار الديمقراطي استُنفد أو احترق، ولا يمكن إعادة تسويقه الآن). وعندها جهاز الإعلام، وهو في أقصى درجات استعداده، ومؤثر جداً (بكلفة معقولة)، لكن الإعلام وحده لا يكفي إلا للتخريب والإيذاء، وقد جُرب فصحَّ. كما أن النخبة الإدراية المتفرنسة جاهزة لكن يلزمها غطاء سياسي مقبول لمرحلة على الأقل”.

وعلق أحمد الغيلوفي، القيادي في جبهة الخلاص الوطني، على ما كتبه العلوي، بقوله: “أعتقد أن الصراع الآن بين الجزائر وفرنسا: يتفقان في هدف هو تغيير النظام إلى رئاسي، ويختلفان في مَن يرث سعيد، وكذلك في الموقف من النهضة”.

وأضاف الناشط محمد الخميري: “فرنسا بصدد خسارة نقاط كثيرة في أفريقيا أمام الروس والأتراك والصينيين، لذلك هي تتمسك بتلابيب تونس وما شابهها. هل على الوطنيين ربط تحالفات مع هذه الدول لصد فرنسا؟”.