النجاح الإخباري - أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أن وحدة الموقف تؤكد أن معركة القدس هي معركة الفلسطينيين في كل أماكن تواجدهم، مثمنا كل المواقف التي خرجت من الدول العربية والإسلامية والعالمية التي رفضت قرار ترامب وأكدت على حق الشعب اللفلسطيني في القدس

وأشار في مؤتمر صحفي إلى أن معركة عام 2008 كانت معركة فارقة في تاريخ إدارة الصراع مع الاحتلال، لافتا إلى أن عملية نابلس عبرت عن الغضب الفلسطيني على القرار الأميركي والقرارات الصهيونية التي استهدفت القدس.

وقال هنية "بورك الغضب الفلسطيني وبوركت السواعد القابضة على الزناد في الضفة الفلسطينية رغم الظروف الصعبة التي تعيشها المقاومة". مؤكدا أن عملية نابلس هي أول الرد التي يمكن أن يتواصل على خط المقاومة الشاملة.

كما وجه هنية تحية لأهالي جنين وتعزيته لعائلة الشهيد أحمد اسماعيل جرار الذي استشهد قبل ايام بعد اشتباك مسلح مع الاحتلال.

وأضاف أن قانون العلاقة مع المحتل هو قانون المقاومة وقانون الطلقة وقانون الصمود والثبات.
كما استنكر هنية بالجريمة  التي تعرض لها القيادي في حماس محمد حمدان بالتفجير الذي وقع في صيدا بلبنان، مضيفا تفجير صيدا ليس عدوان على حماس وإنما عدوان على وجود الشعب الفلسطيني في لبنان

وشكر هنية تركيا ولبنان التي أوقفت أحد المشتبه بهم بتفجير صيدا وقامت بتسليمه للسلطات اللبنانية التي بذلت جهود استثنائية لكشف خيوط جريمة تفجير صيدا.

وحمل الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية أية نتائج مترتبة على جريمة تفجير صيدا، محذرا من استمرار نهج الاغتيالات لكوادر وقادة شعبنا سواء داخل فلسطين أوخارجها.

ولفت إلى أن شعبنا الفلسطيني في مخيمات لبنان سيبقى عامل استقرار وستبقى قلاع للصمود وعنوان لحق العودة الى فلسطين التاريخية
وصرح أنه يجري الحديث في بعض الغرف المغلقة عن عودة بعض اللاجئين الى غزة او الضفة المحتلة، قائلا "نحن متمسكون بحق العودة لفلسطين التاريخية"

وقال للأسرى "رسالتكم وصلت وكانت وستبقى وستظل في قلب وعلى رأس أولولياتنا في حماس وكل فصائل المقاومة"

وشدد هنية على ضرورة توقف سياسات القمع والترهيب والإجراءات اللاإنسانية التي يتعرض لها الأسرى في سجون الاحتلال

وأكد أن المقاومة التي تحتفظ ببعض الاوراق لكي تنجز صفقة، هذه المقاومة ستبقى وفية لكم وستبقى قضيتكم على طاولة صناع القرار في حماس.

كما أشار إلى أن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس غير مرحب فيه لا في فلسطين ولا في المنطقة، لافتا إلى ان قرارات الادارة الامريكية من خلال قراراتها وخطاب بينس أنها في موقع التحالف الاستراتيجي مع الكيان الصهيوني، وتحاول أن تسخر المنطقة لخدمة الكيان الصهيوني والتطبيع مع الاحتلال.

وأوضح أن القرارات الصهيونية المتسارعة تمثل تهديد تاريخي للقضية الفلسطينية، قائلا "القرار الأميركي والقرارات الإسرائيلية وخطاب بينس يأتي في سياق تصفية القضية الفلسطينية وضرب ثوابتها".

وفيما يتعلق بالقرار الأميركي بتقليص المساعدات المقدمة للأنروا، قال هنية إنها ليست مسقوفة بالبعد المالي والإنساني بل تتعدى ذلك بالبعد السياسي المرتبط بحقنا بالعودة لأرضنا التاريخية، وأنهم استهدفوا القدس واللاجئين وهما ركيزة القضية الفلسطينية.

وأكد أن القرارات الأميركية والإسرائيلية تندرج في إطار تحضير المنطقة للتطبيع مع الاحتلال.

وقال "إن فلسطين هي فلسطين ومصر هي مصر وشعبنا الفلسطيني الذي أسقط مشروع التوطين في منتصف الخمسينيات في سيناء، هو اليوم أقدر لاسقاط أية مشاريع من هذا النوع، ولا دولة فلسطينية على حساب أي دولة عربية لا في مصر ولا في الأردن.
وأكد أن القرارات الأميركية والقدس بشأن القدس والضفة وغزة واللاجئين بقدر ما تشكل تهديد تاريخي هي تمثل أيضا فرص تاريخية.

ولفت إلى أنه لن تتجرأ أي دولة عربية في عمل سلام مع الاحتلال والقدس خارج المعادلة وتصفية قضية اللاجئين.

وأضاف أنه لم يعد هناك شيء اسمه أوسلو أو مسيرة مفاوضات، حيث أن القرارات الأميركية والإسرائيلية ذهبت الى نقطة تجمع الفلسطينيين والمسيحيين

وصرح بأن هناك تحركات جدية لبناء تحالفات قوية في المنطقة تتبنى استراتيجية من عنصرين الأول أنه لا اعتراف بالكيان الصهيوني، والثاني تبني استراتيجية المقاومة الشاملة، إضافة إلى تحركات تهدف لإيجاد كتلة صلبة بالمنطقة تتصدى للمشروع الأميركي الصهيوني وستكون كتلة منفتحة على جميع الدول

وأضاف أن ما تقوم به حماس من مد الجسور مع مكونات الأمة للتصدي للقرارات الأميركية والممارسات الصهيونية التي تستهدف المقدسات الإسلامية والمسيحية، قائلا "الشعب الفلسطيني لن يستسلم".

وقال "واهمة الإدارة الأميركية وواهمة "إسرائيل" أن الحق مع تقادم الحق يمكن أن يصبح باطلا"، وتابع أقول لأهلنا بالضفة والقدس نحن شعب واحد ولن نتخلى عنكم.

وأكد أنه لو اعترف العالم كله بالقدس عاصمة بما يسمى بالكيان هو اعتراف باطل ولا يلزم شعبنا ولن يُحبط شعبنا.

وأضاف أن شعبنا يعيش حالة من القلق بشأن المصالحة الداخلية.

وقال هنية إن التحديات الراهنة من المفترض أن تدفعنا لتسريع خطوات المصالحة وإنهاء الملف وبناء استراتيجية وطنية للتصدي للوضع الراهن، ونحن في حماس قمنا بخطوات سريعة، والبعض لم يستوعب سرعتنا والخطوات التي أقدمنا عليها، ونحن غير نادمين ونرى أنها خطوات مسؤولة ولازمة وأحدثت اختراق مهم جداً في الحالة الفلسطينية .

وأضاف: "حماس لن تغادر مربع المصالحة، ونحن متفاعلين مع الحراكات المتعلقة بالمصالحة والوحدة الفلسطينية، واللقاءات والاتصالات لم تتوقف لاتمام المصالحة". 

وتابع: "تلقيت قبل قليل اتصال من إخواننا في جمهورية مصر العربية، يؤكد استمرار في رعاية المصالحة، والاستمرار في العلاقة التي انطلقت بين حركة حماس ومصر". 

وأضاف: "نقلت المخابرات المصرية لنا رسالة وزير المخابرات والرئاسة المصرية بأنها تجري اتصالاتها وتسعى لترتيب لقاء جديد في المصالحة حين تتاح الظروف، ونحن من جانبنا مستعدون لأي لقاءات مقبلة ومعالجة الاستعصاءات التي اعترضتها". 

وأكمل: "المسؤولية الوطنية تقتضي أن نمد يد المصالحة، خاصة وأن غزة وضعها صعب وتمر بظروف غير مسبوقة، وسنواصل الاستمرار في ملف المصالحة". 

وحول اجتماع المجلس المركزي، قال رئيس المكتب السياسي لحماس، إن حركته كانت لديها رغبة في المشاركة باجتماعات المجلس المركزي، وذلك من أجل خلق بيئة تساعد الفلسطينيين على أن يكون الاجتماع ناجح بالمعنى الوطني، وحاولنا الوصول إلى رؤية ندخل بها المجلس المركزي". 

وقال: "حتى الساعات الأخيرة للاجتماع سعينا للمشاركة وظهر ذلك في رسالتنا لرئيس المجلس الوطني سليم الزعنون، وطالبنا الاتفاق على جدول محدد"، لافتاً إلى أن توفر الإرادة الفلسطينية لقرارات المجلس المركزي يمكن أن تشكل مناخاً ملائماً لتنفيذ القرارات. 

واستطرد: "المطلوب منا تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وترتيب البيت الفلسطيني على قاعدة الشراكة والديمقراطية والإسراع في انجاز خطوات المصالحة دون تلكك وأي استراتيجية فلسطينية من أجل أن تنجح وبقوة يجب أن تتوفر بها تلك الشروط". 

وتابع: "من أجل تعزيز الوحدة الوطنية وأمام هذه القرارات يجب أن يكون اتفاق أوسلو خلف ظهورنا، لن يستقيم أوسلو بالاستمرار مع هذا الوضع، ويجب أن نتفق على إستراتيجية نضالية تعتمد على المقاومة الشعبية بكل أشكالها، ونحن قادرين كفصائل وقيادات أن نتحاور كيف ندير هذه الاستراتيجية وقرار المقاومة وأي أسلوب نستخدم وكيف نصعد وكل ذلك قادرين عليه". 

وأكد على ضرورة الاتفاق على إدارة القرار الفلسطيني، الأمر الذي يتطلب إعادة بناء وتفعيل مؤسسة القرار الفلسطيني، والمدخل إلى إعادة بناء وتفعيل المنظمة يتمثل في ترتيب البيت الفلسطيني وتشكيل مجلس وطني جديد وبالتالي نتفق على كيفية إدارة القرار الفلسطيني.