النجاح الإخباري - خاص- مع استمرار الحرب على قطاع غزة ولجوء الولايات المتحدة إلى استخدام حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن ضد الاعتراف بالدولة الفلسطينية، يرى محللون أن الإدارة الأميركية الحالية بقيادة جو بايدن خدعت الفلسطينيين، وهي عاجزة عن فعل أي شيء كونها دخلت في المعركة الانتخابية التي يلعب بها اللوبي اليهودي دورًا كبيرًا.

ولم تكتف الإدارة الأميركية مؤخرًا باستخدام "الفيتو" ضد الاعتراف الدولة الفلسطينية بعدما روجت لحل الدولتين على مدار شهور مضت، بل أن الكونغرس صادق على حزمة مساعدات تزيد عن 26 مليار دولار لإسرائيل أغلبها مساعدات عسكرية.

وتشن دولة الاحتلال حربا على قطاع غزة منذ نحو 7 أشهر وهي تستخدم قنابل وأسلحة أميركية، وتستعد لاجتياح مدينة رفح التي يتكدس فيها أكثر من مليون ونصف المليون نازح فروا من جحيم الحرب في كافة أنحاء القطاع.

المحلل السياسي نعمان العابد يقول لـ"النجاح": "أنا أستغرب من بعض السياسيين الفلسطينيين الذين لا يدركون أن هذه الإدارة الأمريكية الحالية دخلت موضوع العجز، ولا تستطيع أن توافق سواء على الاعتراف بدولة أو على عمل أي شيء باتجاه حل القضية الفلسطينية، لأنها دخلت المعركة الانتخابية بصفة البطة العرجاء، بالتالي لا تستطيع أن تمنع أي شيء".

ويضيف العابد: "الإدارة الأمريكية كشفت حقيقتها التي تتمثل أولا في الدعم اللامتناهي لدولة الاحتلال  وكذلك موقفها ضد موضوع الدولة الفلسطينية وأخذ الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني من خلال التوجه للمؤسسات والمؤسسات الدولية".

وأضاف: "القيادة الفلسطينية منذ فترة طويلة تراهن على الموقف الأمريكي وتغييره باتجاه مساندة حل الدولتين، بعدما كانت تدعي الإدارة الأمريكية مطولا أنها مع هذا الحل، ولكن عندما تأتي الأمور إلى حقيقة الواقع تتهرب هذه الإدارة وتكشف عن نيتها بدعمها لدولة الاحتلال ومعارضتها قيام الدولة الفلسطينية.

وتابع: "أقول إن الإرتهان إلى الموقف الأمريكي بعد كل ما اتضح من مواقف، يعتبر أمر غير منطقي، بعد  ممانعتها لقيام دولة فلسطينية إلا بشرط التفاوض المباشر مع دولة الاحتلال التي ترفض مبدأ حل الدولتين، ونتنياهو منذ ما قبل عام 2015 لم يذكر موضوع حل الدولتين حتى في التصريحات الصحفية، وبالتالي كأنها تطلب المعجزة"

وقال العابد: "حكومة الاحتلال المتطرفة وما قبلها من حكومات واضح أنها ضد حل الدولتين، والمجتمع الإسرائيلي برمته يميل إلى اليمين، وبالتالي أي حكومة جديدة إذا لم تواجه بضغوط دولية لن توافق على موضوع حل الدولتين، وبالتالي عندما تطرح الإدارة الأمريكية أن هذا الموضوع يجب أن يكون ضمن التفاوض فهذا يعني أنها تلغي موضوع وجود الدولة الفلسطينية، لذلك علينا فلسطينيا عدم الارتهان لهذا الموقف الأمريكي".

- لا بد من المقاطعة السياسية والدبلوماسية-

المحلل السياسي أشرف عكة، يقول لـ"النجاح": "منذ اللحظة الأولى لاستخدام الولايات المتحدة للفيتو في مجلس الأمن، كنا نقول لا بد من مقاطعة سياسية دبلوماسية لتعطيل مسارات الولايات المتحدة الإقليمية من جهة ومخططاتها تجاه قطاع غزة من جهة أخرى، خاصة أنها تتبنى الرؤية اليمينية المتطرفة لحكومة الاحتلال ورئيسها نتنياهو".

وأكمل: "هناك اصطفافات، هناك أغلبية ساحقة في العالم تدعم الحق الفلسطيني وتدعم القضية الفلسطينية، وهذا يعني جرى التعبير عنه في أكثر من محطة في الجمعية العامة في مجلس الأمن الدولي، والمنظمات الدولية التي تفضح وتكشف الجرائم الإسرائيلية، إذن نستطيع فعل الكثير في هذا المسار، ونستطيع أن نأخذ موقفا واحدا موحدا، ولكن هذا يجب أن يكون عبر رؤية فلسطينية شاملة عبر وحدة فلسطينية عبر تطبيق قرارات المجلس المركزي. أضف إلى ذلك وضعنا القانوني كعضو مراقب يسمح لنا يعني أن نجعل الدولة الفلسطينية واقعا متجسدا، ونعلن ذلك من طرف واحد، بكل ما يعني ذلك من مواجهة سياسية دبلوماسية قانونية نضالية كفاحية في كل مكان يمكن أن نناضل فيه. هذا ما يجب أن نفهمه الآن".

وأضاف: "غير ذلك نحن في حالة التيه، وفي حالة مراوغة هذا المشروع الصهيوني الأمريكي وتحديدا بعد السابع من أكتوبر، يريد أولا يعني خلق واقع أمني في قطاع غزة، إدارة دولية إقليمية، وقبل ذلك يعني احتلال إسرائيلي كامل للقطاع، تقويض بناء أو تأسيس دولة فلسطينية في الضفة الغربية، إذا هو يعلن صراحة طموحاته ومشروعه، وهناك مجموعة من المرتكزات التي يسير عليها، لهذا نحتاج إلى فكرة المواجهة الشاملة بمعناها السياسي، القانون الدبلوماسي وغير ذلك من وسائل متاحة".

ومضى قائلاً: "نحن عندنا مشكلة اليوم أنه طوال الفترة الماضية نراهن على الحراك الأمريكي والدبلوماسي الأمريكية يأتي بلينكن ويذهب بلينكن يصرح بايدن وسوليفان، إذا راقبنا التناقضات في المواقف الأمريكية كان يجب أن نستنتج منذ البداية أن هناك ازدواجية معايير، ومماطلة، ومراوغة، هناك تأجيل، وتسويف، وخداع".

وقال اشرف عكة: "نحن كفلسطينيين من جهة والعرب من جهة أخرى اعتقدنا أن هناك جدية ما في الطرح الأمريكي المرتبط بحل الدولتين والحل الشامل والخ، وأن الولايات المتحدة معنية بوقف العدوان وإنها عاجزة عن الضغط على إسرائيل، ولكن هي تحاول في الأساس توفير الدعم لإسرائيل، فهو دعم استراتيجي ودعم مؤسسي، فإسرائيل تقع في قلب المصالح الأمريكية في المنطقة".

وواصل حديثه بالقول: "ولكن الأهم من ذلك، هو أن ظروف المنطقة لم تنضج إلى الخنوع للولايات المتحدة، وبالتالي لم تعد تلك الركيزة للاقتصادات ولأمن المنطقة واستقرارها، وبدعم الولايات المتحدة لإسرائيل من صفقات السلاح وغيرها إشارة واضحة لسباق التسلح في المنطقة، لأن ذلك يعني عملية زعزعة للأمن والاستقرار الإقليمي وبشكل واضح ومعلن".

واختتم عكة حديثه بالقول: "هذا قد يساعدنا لأن تقاطعات وحسابات المنطقة ومصالحها تتعارض مع السياسة الأمريكية التي تحاول إعادة إسرائيل لقيادة المنطقة بعد هزيمتها في السابع من أكتوبر وتراجع قوة الردع الإسرائيلية، وبالتالي إذا انطلقنا من زاوية مختلفة سيكون هناك مدخلات ومخرجات واقعية ولها علاقة بحماية مشروعنا الوطني، إلى جانب الدعم الدولي والإقليمي