النجاح الإخباري - في شمال قطاع غزة، حيث الحياة تتحدى الحصار، يعود الأمل مع كل رغيف خبز يُخبز. هنا، حيث الصمود يُختبر يوميًا، تفوح رائحة الخبز الطازج لترسم ابتسامة على وجوه الأهالي، وتُعيد إلى الذاكرة طعم الحياة الذي غاب لأشهر.

"رغيف الأمل في غزة"

في الفجر الباكر، وقبل أن تُشرق الشمس، يبدأ الطفل محمد حمادة رحلته نحو المخبز. يقف في الطابور منذ الساعة الخامسة صباحًا، وبعد ثلاث ساعات من الانتظار، يحمل كيس الخبز الطازج بين يديه.

يقول محمد والفرحة تملأ قلبه: "وقفت في الطابور حتى آخذ خبزًا إلى البيت وأفرحهم هناك، نريد أن تعود كل المخابز إلى العمل حتى نأكل. مرت 6 أشهر لم نذق فيها طعم الخبز".

المخابز في قطاع غزة توقفت عن العمل بسبب انقطاع الكهرباء ونفاذ المحروقات والطحين، نتيجة الحرب والحصار المستمر منذ 7 أكتوبر. ولكن، مع استئناف عمل عدد محدود من الأفران في شمال القطاع، بدأت الحياة تدب من جديد.

يشهد معاذ الغفير، الذي أرهقه الوقوف لساعات في الشمس والحر، على هذا الأمل، قائلًا: "أتمنى أن تفتح كل المخابز أبوابها حتى يتمكن الجميع من الحصول على الخبز بسهولة أكبر".

تجربة صعبة

محمد عرفات، الذي وقف لساعات في الطابور، يصف التجربة بأنها "صعبة جدًا"، مضيفًا: “وقفنا 4 ساعات لنحصل على الخبز، الوضع صعب من شدة زحمة الناس التي تحتاج إلى خبز”.

ويُشير إلى أن الأفران القليلة التي استأنفت العمل لا تكفي لتلبية حاجات الناس، قائلًا: “إذا عملت عشر مخابز تبقى غير كافية وقليل لأن عدد الناس كبير”.

في غزة، حيث الحياة تتحدى الصعاب، يُعتبر كل رغيف خبز رمزًا للصمود والأمل، ويُعيد إلى الأذهان أن البساطة في الحياة قد تكون في رغيف خبز يُشارك بين الجيران، ويُعيد بناء الروابط الإنسانية التي تُعتبر الأساس في أوقات الشدة.

المصدر: وكالة أنباء العالم العربي+النجاح