النجاح الإخباري - بدت أسواق مدن رئيسة في الضفة الغربية بآخر أيام شهر رمضان المبارك وقبيل عيد الفطر شبه فارغة من المتسوقين، وذلك وسط دعوات لجعل العيد مقتصرا على الطقوس الدينية.


 في أسواق الخليل، حيث يجب أن تعم البهجة والفرحة استعدادًا لعيد الفطر، يسود جو من الكآبة والقلق. الحركة التجارية تراجعت بشكل ملحوظ، والأسواق التي كانت تعج بالمتسوقين، تبدو الآن شبه خالية.

وصف عبدو إدريس، رئيس اتحاد الغرف التجارية والصناعية والزراعية الفلسطينية ورئيس غرفة صناعة وتجارة محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية، الوضع الاقتصادي الحالي في أسواق الضفة بالمتردي جدا، مؤكدا أن "الحركة التجارية في أسواق الضفة لا تتجاوز في أحسن أحوالها من 30 إلى 40 في المئة مقارنة بما كانت عليه في السابق".

وأضاف إدريس "الظروف التي نعيشها اليوم في شهر رمضان والمناسبات بعيد الفطر ليست أجواء عيد على الإطلاق، لا يوجد عيد في ظل ما يعيشه أهلنا في غزة والمحافظات الفلسطينية الأخرى وبالأخص في قطاع غزة، اليوم لا يوجد عيد، لنكون واضحين إزاء هذا الأمر".

وتابع قائلا "رائحة البارود والدماء الموجودة فلسطينيا هي طاغية على المشهد العام الفلسطيني، وأضف إلى ذلك موضوع الضفة الغربية، سيما وأن الأمور تتفاوت من محافظة لأخرى، ولكن ثمة شيء جمعي في النهاية، موضوع الرواتب، آخر راتب دُفع منه 70 في المئة من قيمة الراتب ولا تزال رواتب 4 إلى 5 أشهر معلقة لدى الحكومة".

وشدد إدريس على أن "منع المقاصة واحتجاز الأموال الفلسطينية بالمقاصة الفلسطينية هذا أدى إلى إشكالية كبيرة في السوق الفلسطيني لأن هذا يعد مصدرا رئيسيا لضخ السيولة في الأسواق".

وأوضح التاجر الفلسطيني في مدينة الخليل غسان النتشة أن "الموظفين لا يحصلون على رواتب جيدة، والوضع الاقتصادي العام سواء للتجار قد تضرر، وللموظفين تضرر، وللمؤسسات كذلك والعمال والمواطنين، جميعهم تضرروا".

مؤكدا أن "الشعب الفلسطيني إذا لم يقف مع بعضه الآخر ودعم بعضه الاخر خاصة في الوضع الاقتصادي الذي نعيشه حاليا فلن يقف أحد معنا".

وكان فلسطينيون في الضفة الغربية قد نشروا دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لجعل عيد الفطر هذا العام مقتصرا على الصلوات وزيارة الأرحام، واقتصار الضيافة على التمر والقهوة.

بدوره اعتبر التاجر الفلسطيني في مدينة الخليل حسام عبد الرحيم دعيس أن "الوضع الاقتصادي في المدينة سيئ للغاية".

مؤكدا "منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لغاية اليوم والوضع الاقتصادي في تردي ورجوع بشكل غير طبيعي، وصلت الأوضاع الذي الحد الذي بلغ بالناس ألا يكونوا قادرين على تأمين احتياجاتهم أو ابتياع الطعام لأنفسهم وذويهم".

وقال دعيس إن "الوضع الاقتصادي يعاني نتيجة 3 أسباب، السبب الأول أن العامل الذي كان يعمل في إسرائيل أصبح الان جالسا في بيته وعاطلا عن العمل وهذا السبب الرئيسي الأول، السبب الثاني هو عدم منح الحكومة للموظفين رواتبهم وهو ما تسبب بتأثير على الوضع الاقتصادي بنسبة كبيرة، السبب الثالث هو أن المستوردين الذين يسحبون أموالهم من البلد والسفر لاستثمارها في الصين، وهذه الأسباب الثلاثة التي جعلت الوضع الاقتصادي في البلد منهارا تماما".

يأتي هذا في وقت يترقب الفلسطينيون عيد الفطر هذا العام على وقع الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ نحو 6 أشهر، لم يوقفها قرار مجلس الأمن الدولي وأوامر محكمة العدل الدولية ولا حتى قدسية شهر رمضان لدى المسلمين.

أما غزة فقد اختفت ملامح الفرح منها تماما، بعد ستة أشهر من الحرب الإسرائيلية يعيش نحو 2.3 مليون أزمتي الجوع والعطش، وسط بيوت لا تصلح للسكن وفقدان أحباب وبدون علاج وانعدام الأمان لاسيما في شمال قطاع غزة.

أسواق فارغة.. الحرب على <a href=غزة

تغتال بهجة العيد في الضفة - مدار21" height="466" src="https://madar21.com/wp-content/uploads/2024/04/6611662976169.jpg" width="700"/>

ويحل عيد الفطر في أغلب الدول العربية والإسلامية يوم الأربعاء القادم، وسط توقعات بتقليص مظاهر الفرحة جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وخلّفت الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، بحسب بيانات فلسطينية وأممية، ما أدى إلى مثول إسرائيل للمرة الأولى، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية”.