النجاح الإخباري - يبحث رجل شرطة فلسطيني عن مكان أكثر أمنا لنقل عائلته المحتمية بالمستشفى الوحيد في قطاع غزة الذي لم يدخله الاحتلال الإسرائيلي في شهور الحرب الخمسة التي عرفها القطاع واستشهد خلالها 31 ألف شخص قصفا أو جوعا، إضافة لأكثر من 70 ألف جريح.

ويقول الرجل الخمسيني الذي طلب عدم ذكر اسمه إنه أوى بعائلته إلى المستشفى الأوروبي شرق مدينة خان يونس منذ اضطر للنزوح عن منزله في عبسان في أوائل ديسمبر كانون الأول الماضي لدى دخول القوات الإسرائيلية إلى المنطقة مع نهاية الهدنة المؤقتة الوحيدة التي شهدها قطاع غزة منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

واليوم بعد قرابة 100 يوم قضاها الرجل وعائلته المكونة من 10 أفراد بينهم والده المسن في أروقة المستشفى الأوروبي، يأمل الشرطي الفلسطيني أن ينجح في العثور لذويه على مكان جديد للنزوح مع ورود معلومات عن قرب دخول القوات الإسرائيلية إلى المستشفى الذي شُيد بتمويل الاتحاد الأوروبي وافتتح عام 2000 في خضم الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

حتى الآن دخلت قوات الاحتلال جميع المستشفيات الكبيرة في قطاع غزة، حيث تزعم أنها تبحث عن أسراها الذين لا تزال حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى تحتجز أكثر من 100 منهم داخل القطاع منذ هجومهم المباغت على بلدات ومستوطنات ومعسكرات إسرائيلية قريبة من غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

وفي منتصف نوفمبر تشرين الأول الماضي، دخل جيش الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الشفاء، أكبر مستشفيات القطاع قاطبة، وبقي فيه لأسابيع دون الخروج بأدلة قاطعة على وجود قادة حماس أو مراكز عملياتها به. والشهر الماضي، أكمل جيش الاحتلال  دخول مجمع ناصر الطبي، وهو الأهم في جنوب غزة.

وبعد قليل من بدء الحرب، تعرض مستشفى المعمداني العريق لقصف قالت السلطات في قطاع غزة حينها إنها أودى بحياة 500 شخص تقريبا وخلّف مئات غيرهم من المصابين. يومها اتفقت حماس والسلطة الفلسطينية على اتهام إسرائيل بقصف المستشفى. غير إن إسرائيل تقول إنها غير مسؤولة عن ذلك الحادث وتتهم بدلا من ذلك حركة الجهاد الإسلامي.

* "قد يصِلون قريبا"

بقي المستشفى الأوروبي الذي تبلغ مساحته 65 ألف متر مربع حتى الآن بمنأى عن أيدي قوات الاحتلال، لكن الشرطي الفلسطيني يخشى أن يتغير الحال قريبا.

قال الرجل لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) عبر الهاتف من خان يونس "أخشى أنهم قد يصلون إلى هنا قريبا ويسيطرون على المستشفى الأوروبي في أي لحظة.. هناك حديث قوي عن وصول الإسرائيليين في أي لحظة ".

ويصف المنطقة التي يوجد بها المستشفى بأنها "رخوة من الاتجاهات الأربعة"، ويقول إن السيطرة عليها ستكون أسهل بكثير بالنسبة للجيش مما واجه في الشفاء أو ناصر.

ويضيف بينما يدوى صوت قصف إسرائيلي على خان يونس في حديث هاتفي في ساعة متأخرة ليل السبت "هناك كثير من النازحين قرب المستشفى من ناحية الشرق ولن يكون من الصعب عليه التقدم من هذه النقطة".

ويقول الرجل أيضا "هذا هو المستشفى الوحيد في غزة الذي لم تدخله إسرائيل. دخلوا الشفاء وهو مستشفى كبير.. ودخلوا ناصر وهو مستشفى كبير أيضا.. ودخلوا المعمداني وهو صغير نوعا ما وكذلك مستشفى كمال عدوان في الشمال ومستشفى العودة.. لم يتبق سوى الأوروبي هذا.. ولن يتأخر مجيئهم.. فيه ناس بدأت تخرج بالفعل من المستشفى".