النجاح الإخباري - خلال عدوانها على قطاع غزة وضعت إسرائيل المستشفيات هدفاً مركزياً فعملت على اجتياحها واعتقال المرضى والأطباء والممرضين بحجة أن المستشفيات مقرات لحركة حماس.

ويقول أشرف القدرة الناطق باسم صحة غزة إن جيش الاحتلال قتل 364 كادراً صحياً، واعتقل 269 آخرين على رأسهم مديرو مستشفيات في خان يونس وشمال غزة

وأضاف «إن قوات الاحتلال دمرت 155 مؤسسة صحية، وأخرجت 32 مستشفى، و53 مركزاً صحياً من الخدمة، واستهدفت 126 سيارة إسعاف، ودمرت البنى التحتية لمستشفيات خان يونس وشمال غزة وتحويلها لنقاط طبية».

وروج جيش الاحتلال والناطقين بأسمه لسلسلة من الأكاذيب في بداية الحرب ومنها على سبيل المثال أن أسفل مستشفى الشفاء تقع القيادة المركزية لقيادة حماس، وهي رواية دعمتها كذلك وكالة الاستخبارات الأميركية، لكن بعد اجتياح المستشفى ثبت عدم صدقيتها، وقال الاحتلال إن وجد نفق في حرم المشفى، لكن الكثير من التقارير والتحقيقات الدولية قالت إن هذا لا يثبت المزاعم الإسرائيلية.

ومع استمرار الحرب تعاني مستشفيات غزة التي بقيت تعمل حتى الآن من الضربات والحصار والغارات، لكن النقص الحاد في الوقود يشكل خطرًا دائما على الرعاية المنقذة للحياة.

وقالت هبة الطيبي، المديرة القطرية للضفة الغربية المحتلة وغزة في مجموعة كير الدولية للإغاثة: "الوقود يعني الحياة أو الموت في المستشفيات".

في جناح الولادة بمستشفى كمال عدوان في شمال غزة، تعد الألواح الشمسية هي الشيء الوحيد الذي يحافظ على استمرار عمل الحاضنات، بعد مرور خمسة أشهر على الحرب القاسية.

وقال الطبيب أحمد الكحلوت إن "هذا القسم يعمل بالطاقة الشمسية، لذا قد يتوقف عن العمل في أي وقت نتيجة السحب أو أي تغير في الطقس".

مستشفى كمال عدوان هو واحد من 10 مستشفيات فقط تعمل بشكل جزئي، من أصل 35 مستشفى في قطاع غزة الذي مزقته الحرب.

وقالت هبة الطيبي لوكالة فرانس برس: "نسمع عن أطفال حديثي الولادة يموتون بسبب انقطاع الكهرباء عن الحاضنات"، كما نسمع عن أطفال يموتون عندما تنطفئ أجهزة التنفس الصناعي.

وأضافت أن المرضى "يموتون على طاولة العمليات لمجرد أن آلات الإنقاذ متوقفة عن العمل".

ووفقاً لكحلوت، لم تعد هناك أجنحة فعالة لرعاية الأطفال حديثي الولادة في بقية المنطقة الساحلية، مما يزيد الضغط على المستشفى الذي يعمل فيه.

وفي بداية الحرب، أكدت منظمة الصحة العالمية أن المستشفيات الرئيسية الـ 12 في غزة تحتاج إلى 94,000 لتر من الوقود لمواصلة عملها.

ودخلت أولى شحنات الوقود إلى الأراضي الفلسطينية في 18 تشرين الثاني/نوفمبر بعد أن سمحت بها إسرائيل.

لكن الوقود الذي تشتد الحاجة إليه يواجه صعوبة في الوصول إلى المحتاجين، وذلك بسبب الصعوبات على الأرض وكذلك في الحصول على التصاريح عند معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

وقال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن فريقا من منظمة الصحة العالمية زار خلال عطلة نهاية الأسبوع مستشفى كمال عدوان الذي كان مكتظا بالمرضى.

ولفت تيدروس في منشور عبر منصة “إكس” إلى الأوضاع المروعة والفظيعة التي يعاني منها مشفى العودة، بالنظر إلى تدمير أحد أبنيته.

وأضاف أن مستشفى كمال عدوان هو الوحيد الذي يضم قسما للأطفال في الجزء الشمالي من القطاع وهو مكتظ بالمرضى.

وشدد على أن النقص الحاد في الغذاء والدواء وانعدام الأمن الغذائي في مناطق شمالي القطاع تسببت في وفاة 10 أطفال.

وإضافة إلى النقص الحاد في الأغذية في المستشفيين، حذّر تيدروس من أن انقطاع الكهرباء يشكل خطرا جديا على رعاية المرضى، لا سيما في أقسام حساسة على غرار وحدتي العناية المركزة وحديثي الولادة.

وقال إن البعثة سلمت كلا من المستشفيين في نهاية الأسبوع 9500 ليتر من الوقود مع إمدادات طبية أساسية، مشددا على أن ما تم تسليمه يلبي “جزءا يسيرا من الاحتياجات العاجلة المنقذة للحياة”.

وجدّد تيدروس دعوته إلى إسرائيل بضرورة ضمان إيصال المساعدات الإنسانية بأمان وانتظام، مؤكدا أن المدنيين وخصوصا الأطفال والطواقم الطبية بحاجة إلى مساعدات معزّزة فورا”.

وانخفضت كمية المساعدات التي تدخل غزة إلى النصف في شهر فبراير مقارنة بشهر يناير، وفقًا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن قوات الاحتلال حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".