النجاح الإخباري - فيما وصل وفد من حركة حماس إلى القاهرة بالتزامن مع وصول وفد من الولايات المتحدة وقطر لاستكمال مباحثات التهدئة، تزداد التساؤلات عن توقيت الإعلان عن تحقيق التهدئة المطلوبة. لكن مصادرا إسرائيلية أشارت إن إسرائيل تلقت رد حماس على مباحثات باريس اليوم، وهو لا يلبي تطلعاتها، وبالتالي فأنها لن ترسل وفدا إلى القاهرة، وقال مصدر سياسي إسرائيلي: "لن نلعب لعبة حماس".

"النجاح الإخباري" استعرض آراء خبراء ومحللين حول مستقبل المباحثات، فأكد المتخصص في الشأن العربي، أحمد جمعة أن الضغوطات مستمرة على إسرائيل والمفاوضات في تقدم.

وقال جمعة لـ"النجاح" إن مفاوضات تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي مستمرة رغم إعلان الأخير عدم إرسال وفد رسمي. 

وحول الشروط التي وضعها الاحتلال، قال: "الاحتلال يحاول مواصلة المراوغة في المفاوضات، ولكن الضغوطات الأمريكية وتحركات الوسطاء تضعه في مواجهة صعبة".

وتابع: أن الاحتلال يطرح "هدنة إنسانية" تمتد لأربعين يومًا، في حين تصر المقاومة على وقف إطلاق النار الشامل وانسحاب الجيش الإسرائيلي من مدن قطاع غزة. وأشار إلى تقدم في ملف المساعدات الإنسانية، مع إمكانية إدخال 500 شاحنة يوميًا، لكن الخلافات تظل قائمة حتى اللحظة.

وبشأن تسريبات الأخبار التي تشير إلى رفض الاحتلال لاتفاق، أوضح جمعة: "تسريبات الأخبار جزء من الحرب النفسية، وفي الوقت نفسه يجب على المقاومة الفلسطينية تحقيق مكتسبات للشعب الفلسطيني الذي يعاني في ظل الظروف الصعبة".

وأكد على أن الكرة الآن في ملعب المقاومة الفلسطينية، مع التوقعات بتحقيق تقدم في المفاوضات خلال الأيام القادمة، وذلك تحت ضغوطات تتزايد مع اقتراب شهر رمضان.

نتنياهو يراوغ والإدارة الأمريكية فقدت التوازن

وتستمر الضغوط الدولية الساعية لتحقيق هدنة في قطاع غزة، كجزء من استراتيجية المفاوضات، رغم تعنت نتنياهو الذي يلوّح باجتياح رفح.
 وأوضح جمعة أن التلويح بعملية عسكرية إسرائيلية في رفح يهدف إلى زيادة الضغط على حركة حماس لتقديم تنازلات إضافية.
وفي تقديره الشخصي، أكد جمعة أن الوضع العسكري على الأرض يظهر عدم استعداد إسرائيل للبدء بعملية عسكرية في مدينة رفح حاليًا. ورأى أن هذا الأمر يعكس جوانب التفاوض وزيادة الضغوط عبر الشائعات والأخبار المتضاربة التي يروج لها الاحتلال.
وألمح جمعة إلى إمكانية تمديد الهدنة الإنسانية مع تنفيذ تبادل للأسرى يوميًا، مشيرًا إلى أن هذا السيناريو يأتي ضمن مساعي التوصل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار.

وحول أسباب فشل جهود ودعوات وقف إطلاق النار رغم مرور خمس شهور على الحرب، أرجع جمعة المسؤولية على الإدارة الأمريكية، معتبرًا أنها أضعفت الملف الفلسطيني بتحيزها لإسرائيل.

وأشار إلى زيارة ممثلي الفصائل الفلسطينية لموسكو كجزء من التوجه نحو التوازن في ملف التسوية.

وأكد أن الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة بعد حادث السابع من أكتوبر، لم تعد قوية في هذا الملف، معتبرًا أن وزير الخارجية الأمريكي بلينكن لم يظهر تفهمًا كافيًا للوضع، وأن الإدارة الأمريكية فقدت التوازن في التعامل مع الأزمة الراهنة.

هدف الحرب "القضاء على الفلسطينيين" 

بدوره يرى المحلل السياسي نهاد أبو غوش أن حكومة اليمين المتطرفة في إسرائيل تعتمد بشكل رئيسي على الضغط العسكري لتحقيق أهدافها، مستعرضًا القصف المكثف وسياسة الحصار والتضييق على المستشفيات والنقص الحاد في الموارد الطبية.

وأشار إلى مجزرة دوار النابلسي والتي وصفها أبو غوش بأنها تظهر وحشية إسرائيل في استهداف المدنيين الذين يسعون للحصول على المساعدات الإنسانية. وأكد أن الهدف الحقيقي للحرب هو الإنهاء على الشعب الفلسطيني.

شدد أبو غوش على فشل محاولات إسرائيل في فرض تنظيمات بديلة على الحياة في القطاع، مشيرًا إلى أنها تسعى لإبقاء الأوضاع في حالة فوضى لتحقيق مكاسب سياسية دون مراعاة للكلفة الإنسانية.

وأشار إلى أن حكومة اليمين المتطرفة في إسرائيل تعتبر الضغط العسكري هو السبيل الوحيد لتحقيق أهدافها.

يُظهر هذا التوجه استمرار الهجمات والضربات التي تستهدف قطاع غزة، وهو ما يعكس عجزاً في تحقيق أهداف عسكرية تمامًا.

وأوضح أن منع إسرائيل للمنظمات الدولية من تقديم المساعدات يعكس رغبتها في تعطيل أي محاولة لإعادة الحياة إلى القطاع، كما أن إسرائيل ترى أي جهد إنساني أو اقتصادي تهديدًا لها، حيث تركز على تحقيق أهدافها السياسية بغض النظر عن الكلفة الإنسانية.

وقال إن تصاعد التوترات واستمرار الأزمة الإنسانية في قطاع غزة يتطلب تدخلا دوليا بشكل فوري لتخفيف المعاناة الإنسانية وضمان وصول المساعدات بفعالية.في حديثه،

وفيما يتعلق بمحاولات إسرائيل في خلق شرخ بين المقاومة والشعب، أكد أبو غوش أن الناس يدركون جميعًا التحديات التي تواجههم وأن وحدة المقاومة قد تكون الحلقة الوحيدة لتحقيق مصلحة الناس.