نابلس - خاص - النجاح الإخباري - اعتبر خبراء بالشأن الإسرائيلي والعسكري، أن ما يدور الآن في الضفة الغربية "انتفاضة ثالثة"، مؤكدين على أنه لا يمكن أن يقبل الفلسطينيين الوضع القائم في ظل ازدياد الهجمات الإسرائيلية والقتل والاعدامات موجودة.

ويرى الخبراء خلال أحاديثهم لـ "النجاح الاخباري" أنغ في حال إذا ما استمرت الاعدامات الميدانية والاغتيالات والاقتحامات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، فإنه سيكون هناك تصعيد فلسطيني يتلاءم مع حجم هذه الاعتداءات.

وكانت قوات الاحتلال قد اغتالت أول أمس ثلاثة مقاومين قرب بلدة عرابة غرب جنين.

وضع منتفض

يرى المختص بالشأن الإسرائيلي، باسم أبو عطايا، أن الحالة النضالية في الضفة الغربية تسير بشكل يومي، من خلال مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وقطعان المستوطنين الذين يقتحمون القرى والبلدات الفلسطينية.

وقال أبو عطايا خلال حديثه لـ "النجاح الاخباري": إن "الوضع القائم في الضفة يأتي في سياق الانتفاضة، في وضع منتفض مستمر وقائم ردًا على جرائم الاحتلال وما يقوم به جيش الاحتلال من عمليات قتل وتصفية واعتقال واقتحام للمدن الفلسطينية في الضفة المحتلة".

وأضاف أنه "كان من الممكن في السابق أن نتحدث عن انتفاضة شعبية وانتفاضة بكل المدن الفلسطينية، لكن اليوم لن يترك الاحتلال مجالًا للتفكير بهذا الأمر"، مشيراً إلى أن المقاومة أصبحت رد فعل لما يقوم به الاحتلال.

وأوضح أبو عطايا أن الأمر انتقل من الحديث عن انتفاضة شعبية كما كان الحديث عنه في السابق إلى العمل المقاومة المسلح، من خلال عمليات إطلاق النار وكمائن للاحتلال وإطلاق صواريخ في داخل مدن الضفة.

وأكد أن المواجهة العسكرية الى فرضها الاحتلال على الشعب الفلسطيني، من خلالها تحجيم دور السلطة والأجهزة الأمنية وإضعافها، جعل المقاومة مقاومة الاحتلال بشكل يومي وشبه مستمرة بسبب ما يقوم به الاحتلال من جرائم.

وتابع المختص بالشأن الإسرائيلي، إن "الاحتلال لا يقوم باحترام ما تم التوقيع والاتفاق عليه مع السلطة الفلسطينية، وهو دائما يعمل على إضعاف السلطة وإظهارها بهذا الشكل الضعيف".

ويحاول الاحتلال الإسرائيلي تبرير اقتحاماته المتكررة لشمال الضفة الغربية، بضعف السلطة الفلسطينية وتراجع دورها، ما يؤدي إلى تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية وضد المستوطنين، كما يؤدي إلى غضب المستوطنين ويعزز هجماتهم على الفلسطينيين، كما هو حاصل في الأيام الأخيرة.

وكشفت قناة "كان" الإسرائيلية، الخميس، عن أن رئيس "الشاباك" رونين بار، التقى مسؤولين كباراً في الأمم المتحدة، وحذّر من الوضع الذي وصلت إليه السلطة الفلسطينية.

وأوصل بار رسالة إلى الأمم المتحدة مفادها، بحسب ما أوردته "كان"، أنه "في أعقاب فقدان السلطة الفلسطينية السيطرة على مناطق عديدة في الضفة الغربية، توجّب على الجيش العمل فيها". وتحدث بار أيضاً مع نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد حول إيران والوضع في غزة.

انتفاضة ثالثة

وفي هذا السياق، أكد المختص بالشأن الإسرائيلي، حمدالله عفانة أن ما يدور الآن في الضفة الغربية من اقتحامات ومواجهات واغتيالات ومقاومة "انتفاضة"، مستطرداً "لكن تختلف في طريقة أداءها عن الانتفاضات السابقة"

وقال عفانة لـ"النجاح الاخباري": إن " أغلب وسائل الإعلام العبري يتحدث بأن كل ما يحصل الآن هي مقدمة لانتفاضة ثالثة، من عمليات عسكرية التي يقوم بها الاحتلال وعمليات القتل التي ينفذها عصابات المستوطنين.

وأضاف أن الانتفاضة الأولى عام 1987 كانت انتفاضة حجارة، أما الانتفاضة الحالية تختلف في طريقتها، لافتاً إلى أن الفلسطينيين يستخدمون فيها السلاح والعبوات والعمليات العسكرية المتواصلة.

وأشار المختص بالشأن الإسرائيلي إلى أن عصابات المستوطنين تم تشكيلهم من داخل الحكومة وبدعم من القيادة الإسرائيلية "نتنياهو وبن غفير وسموتريتش"، منوهاً إلى أن هذه العصابات تقوم بدور الجيش في الاعتداء والاقتحام والقتل وحرق البيوت، وغيرها من أشكال الاعتداء.

ووفقاً لعفانة فإنه من حق الشعب الفلسطيني الدفاع عن نفسه وأرضه من اعتداءات المستوطنين وجرائم الإسرائيليين بحقهم، مؤكداً أن الحالة التي تمر بها الضفة الآن انتفاضة، مستدركاً "لكن طريقة وشكل هذه الانتفاضة يختلف".

وتابع: "يومياً هناك اعتداءات على الأراضي الفلسطينية اعتداءات عصابات المستوطنين، وفي مقابلها مقاومة فلسطينية في كل المناطق".

وكان موقع "واي نت" العبري، ذكر أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تستعد لاحتمال اندلاع انتفاضة ثالثة، لافتاً إلى أن العملية الأخيرة في جنين ومخيمها، كانت بمثابة صورة مصغرة لنزاع عسكري أوسع قد تشهده الضفة الغربية، بمشاركة عشرات الآلاف من المسلحين، الذي يملكون ذخيرة بلا عدد تصل تهريباً من إسرائيل، أو عبر الحدود مع الأردن، ولا ينقصهم المال.

ووفق الموقع، فإن هذا هو المشهد الذي رسمه ضباط المخابرات الإسرائيلية للوضع في الضفة الغربية، وهو سيناريو تعزز في الأسبوع الأخير عندما تلقت المنظومة الأمنية الإسرائيلية، تذكيراً آخر بانفجار الوضع في الضفة الغربية، بعد 3 هجمات، وقعت في غضون يوم واحد، منها عمليتا إطلاق نار.

تصعيد فلسطيني

المختص بالشأن العسكري، اللواء المتقاعد واصف عريقات، يرى أنه في حال إذا ما استمرت الاعدامات الميدانية والاغتيالات والاقتحامات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، فإنه سيكون هناك تصعيد فلسطيني يتلاءم وحجم هذه الاعتداءات.

وقال عريقات لـ"النجاح الاخباري": "ربما يقود الوضع في الضفة الغربية وما يحدث فيها إلى انتفاضة مستمرة، لأنه لا يمكن للشعب الفلسطيني أن يقبل بهذا الواقع ".

وأضاف: يومياً جيش الاحتلال يرتكب جرائم ضد الفلسطينيين، هناك حالات قتل واعدامات يومية، بالتالي سيكون هناك موقف فلسطيني ربما يكون أشد وأصلب ليتلاءم وحجم الاعتداءات الإسرائيلية، لافتاً إلى أن دوافع الانتفاضة موجودة على الأرض.

وبيّن عريقات أن إشارات الانتفاضة كثيرة، مردفاً القول: إن "جيل الشباب الفلسطيني التي راهنت إسرائيل على أنه سيسنى القضية الفلسطينية، هو الذي يقاوم الاحتلال وهو الذي يقوم برد وصد الاعتداءات سواء كانت من الجيش الإسرائيلي أو المستوطنين".

وكانت مصادر إسرائيلية، كشفت أن قيادة جيش الاحتلال في الضفة الغربية قامت أخيراً بتجديد خططها العملياتية لأي سيناريو تصعيد متوقع، وهي خطط هجومية جديدة، قائمة على معلومات استخباراتية دقيقة أعدتها شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) التي ترى أن كل بيت في المدن والقرى الفلسطينية بداخله نوع من الأسلحة، وأن هناك كمية ضخمة وغير مسبوقة منها لم تكن موجودة مسبقاً في الضفة الغربية.