شبكة النجاح الإعلامية - منال الزعبي - النجاح الإخباري - رحل شهيدًا، عاشق الأرض ونافذ الوعد، مُقاتل أم الخير الشيخ سليمان الهذالين، الرجل الذي ظلَّ عصاً تلبُّ جنبات الاستعمار، وعمودًا داعمًا لصمود أهالي بلدته أم الخير، اليوم  يسّلم راية مقاومة حملها على مدار خمسين عامًا.

من هو الهذالين؟

هو ابن خربة أم الخير في مسافر يطا جنوب الخليل، والتي كابدت ولا تزال الظروف الصعبة والمعيقات المتتالية من أطماع المستوطنين، وتهديداتهم المستمرة، ومساعيهم لمسحها عن الوجود، حتى غدت أنموذجًا لحياة تحت الاحتلال، فوقف صلبًا متسلّحًا بالإرادة والعزيمة منذ إقامة مستوطنة "كرمئيل" عام 1980 ، والتي لم يفصلها عن خيمته سوى أسلاك شائكة ربطت بها حبال خيمة تكرر هدمها مرارا وتكرارا.

حتى إذا اشتدت الأحداث عام 1985 شمّر الهذالين عن ذراعيه، ولم يترك موطنًا من مواطن المواجهة الفلسطينية في شمال الضفة إلى جنوبها إلا قام بواجبه على أتم وجه، مدافعًا عن أرضه حتى كان حجر أساس في كل الأحداث.

ولأنه نصير الأسرى سطع نجمه حين تبنى قضيتهم، ووقف لجانب ذويهم، وشارك في كل الفعاليات الداعمة لهم.

اليوم وبعد 14 يومًا قضاها الشيخ الهذالين البالغ (75) عامًا، في مستشفى الميزان في الخليل إثر استهدافه بعملية دهس على يد مستوطنين أصيب بالرأس والصدر والبطن والحوض، كابد الأوجاع حتى فارقت روحه الحياة اليوم الإثنين السابع عشر من كانون الثاني من فاتحة عام جديد تحياه فلسطين تحت مطرقة الاحتلال.

رحل واقفا كحرف الألف، تاركًا خلفه طيب الذكر وعناوين المقاومة التي خلدتها صور كثيرة تعلم الأجيال أنَّ الموت وقوفًا وكرامة وعنفوانا وشجاعة هي الشهادة الحقيقية الخالدة، لا المراتب ولا الوظائف ولا المواقع ولا المناصب.

صور تخلّد وقفة عز وقفها شيخ بلا سلاح ولا نار في مواجهة جيش الاحتلال المدجج بالآليات الحربيَّة.

أخوه قال إن الهذالين أعدم إعدامًا مبرمجًا من قبل الجهات الأمنية الإسرائيلية حيث تم تعمّد دهسه من قبل مستوطنين حاقدين.
ترك الشهيد خلفه زوجتين و12 ابن وابنة، أكبرهم عادل (41 عامًا) وأصغرهم (عمر 23 عامًا) في بيت من الصفيح والخيش في قرية ام الخير جنوب الخليل، حيث تقع عشرات القرى الصغيرة والخرب النائية وسكان الكهوف.

ومن الجدير بالذكر أن (30) أسرة فلسطينية تعيش في خربة أم الخير  جميعها من عائلة الهذالين ويبلغ تعدادها 200 نفر، وهي جزء من التجمعات البدوية الخمسة الكبرى في مسافر يطا التي يقطنها 5 آلاف مواطن وهي قرى الكعابنة، الزويديين، والنجادة، وخشم الدرج، وام الخير .

May be an image of 4 people, people standing and outdoors