نابلس - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - أجمع خبراء بالشأن الإسرائيلي أن الخلافات بين رئيس حكومة الاحتلال وزعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو، وزعيم حزب أزرق أبيض ووزير حرب الاحتلال بيني غانتس، ستؤدي إلى انتخابات رابعة.

ويرى الخبراء في أحاديث منفصلة لـ"النجاح الاخباري" أن سلوك نتنياهو يوحي بأنه لن يريد تسليم غانتس رئاسة الحكومة حسب الاتفاق الائتلافي بينهما، مشددين على أن تفكك الحكومة وانهيارها بات مسألة وقت.

وكان غانتس قد هاجم نتنياهو بسبب إصرار الأخير على المصادقة على ميزانية للعام الحالي فقط، فيما يطالب غانتس بالمصادقة على ميزانية للعامين الحالي والمقبل، وفقا لنص الاتفاق الائتلافي بينهما.

ويذكر أن حكومة الاحتلال الإسرائيلية الحالية تشكلت قبل 84 يوما فقط، وفي حال عدم المصادقة على الميزانية، لعام أو عامين، حتى 25 آب/ أغسطس الحالي، فإنه سيتم التوجه إلى انتخابات مبكرة، يتوقع أن تجري في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

مسألة وقت

الخبير بالشأن الإسرائيلي، عمر جعارة يرى بأن الذهاب لانتخابات إسرائيلية رابعة باتت مسألة وقت، وذلك على خلفية الخلافات بين نتنياهو وغانتس خصوصا فيما يتعلق بميزانية دولة الاحتلال.

وقال جعارة في حديث خاص لـ"النجاح الاخباري": إن " إسرائيل ستشهد انتخابات رابعة على حد أقصى خلال ثلاثة أشهر، لأن نتنياهو اتفق أن يقدم ميزانية الدولة حيث أن الاتفاق على تلك الميزانية في الاتفاق الائتلافي تقول بأنها لعام ونصف"، لافتاً إلى أن نتنياهو يراوغ ويكذب على غانتس وأضعف شخصيته ودمره وأصبحت شعبيته منهارة بسببه.

وأضاف أن "الذهاب للانتخابات نقطة ضعف غانتس الذي لا يستطيع أن يفعل شيء لنتنياهو إلا أن يزحف على أطرافه الأربعة"، موضحاً أن هناك أسباب عديدة تقرب عملية الانتخابات لدى الاحتلال.

ومن أولى هذه الأسباب، وفق جعارة القضايا والخلافات ما بين الليكود وأزرق وأبيض التي لم تحل، فيما يتعلق بعملية الضم والميزانية وتشكيل لجنة لتعيين قضاة، مستبعداً في ذات الوقت أن يسلم نتنياهو غانتس لرئاسة الحكومة ضمن الاتفاق الائتلاف المتفق عليه "وتم استبيان بهذا الشأن داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث استبعد الغالبية تسليم نتنياهو الحكومة لغانتس".

وأظهر استطلاع نُشر أمس الإثنين، حدوث تراجع ملحوظ في شعبية زعيم حزب الليكود ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. وحسب الاستطلاع الذي نشرته صحيفة "معاريف  لن يتمكن نتنياهو من تشكيل حكومة يمينية بالاستناد إلى "كتلة اليمين"، التي تشمل الأحزاب اليمينية والحريدية.

وتابع الاستطلاع:" قوة الليكود ستتراجع إلى 29 مقعدا في الكنيست الإسرائيلية لو جرت الانتخابات الآن، بينما كانت الاستطلاعات المنشورة مؤخرا تمنح هذا الحزب ما بين 32 إلى 35 مقعدا".

مناورات نتنياهو

من جهته، قال الخبير بالشأن الإسرائيلي، عصمت منصور، إن سلوك نتنياهو في هذه الأزمة وإصراره على ميزانية لسنة واحدة، رغم أن الاتفاق الائتلافي يؤكد على سنتين للميزانية يكشف أنه لم يكن في أي لحظة من اللحظات أنه سيتم تسليم غانتس فترته في رئاسة الحكومة.

وأضاف منصور لـ"النجاح الاخباري"، أن " نتنياهو يناور ويحاول قدر الإمكان وبكل الوسائل التي يمتلكها أن يعطل هذا التناوب"، مؤكداً أن هذه الازمة ربما هي الأخطر في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي.

واستدرك: "لكن أعتقد أنها لن تكون نهاية هذه الحكومة، حيث سيتم تجاوزها والتغلب عليها، لكن لن تعود هذه الحكومة لما كانت وستبقى قائمة إلا أن تأتي اللحظة المناسبة لاندثارها وزوالها والذهاب لانتخابات رابعة".

وتوقع منصور حل حكومة الاحتلال ولكن ليس في هذه الأيام "ربما يتم تجاوز أزمة الميزانية بصيغة أو بأخرى، ولكن في أقرب أزمة قادمة وعندما يجد نتنياهو أن الفرصة مناسبة سيحل الحكومة وسيذهب لانتخابات".

وعن قرار حزب أزرق أبيض عدم التصويت على مشروع قانون ضد نتنياهو غدا في الكنيست، أوضح الخبير بالشأن الإسرائيلي أن غانتس لا زال يراهن على إنسانية نتنياهو في مسألة ميزانية السنتين وانه بالإمكان لا زال العمل معه، لافتاً إلى أن "هناك ربما بوادر ايجابية في التواصل والحوار بين الحزبين جعلهم يتأنون في هذه المسألة وعدم قطع كل الطرق مع الليكود".

وكان حزب "أزرق - أبيض الإسرائيلي" الذي يتزعمه بيني غانتس، قرر اليوم الثلاثاء، عدم التصويت على مشروع قانون سيقدم غدًا أمام الكنيست بشأن منع أي شخصية متهمة بجرائم جنائية من الترشح للانتخابات المقبلة وتولي رئاسة الوزراء، في قانون يستهدف بالأساس بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة حاليًا.

وبحسب قناة 12 العبرية، فإن القرار اتخذ بالإجماع داخل الحزب، فيما يبدو لمنع تفاقم الخلافات داخل الائتلاف الحكومي.

انتخابات مبكرة

في الإطار ذاته، يرى الخبير بالشأن الإسرائيلي، وديع أبو نصار مدير المركز الدولي للاستشارات، أن حكومة الائتلاف الإسرائيلية لا يمكن أنت تصمد حتى تنتهي ولايتها.

ووفق تحليل أبو نصار لــ"النجاح الاخباري"، فإن الذهاب لانتخابات مبكرة هي الوجهة المتوقعة داخل المجتمع الإسرائيلي، مستدركاً "لكن هذه الانتخابات سيهذب إليها نتنياهو في التوقيت الذي يختاره ويريده".

وتابع: " يعني في هذه المرحلة لن يتم الذهاب لانتخابات مبكرة، وأتوقع أن يذهب نتنياهو لهذه الانتخابات قبل شهر تشرين أول اكتوبر 2021 حتى لا يعطي مجال لغانتس لتولي رئاسة الحكومة".

ويرى بأن غانتس بالنسبة لنتنياهو كان أداة لتشكيل حكومة وليس أكثر، موضحاً أن نتنياهو لا يقبل مبدأ أن يكون عنده شريك على نفس الدرجة "لأنه ينظر لجميع الساسة في إسرائيل بأنهم موظفين لديه ومن بينهم بيني غانتس"، وفق تعبيره.

وكان مسؤولون بحزب "أزرق أبيض" أعلنوا أنهم يفضلون أن تجري انتخابات الكنيست في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، فيما قال عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش، من تحالف أحزاب اليمين المتطرف "يمينا"، إنه ليس مؤكدا أن توصي كتلته بتكليف زعيم حزب الليكود ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بتشكيل حكومة بعد الانتخابات.

ونقلت القناة 12 التلفزيونية عن أعضاء كنيست في "أزرق أبيض"، قولهم خلال اجتماع كتلة هذا الحزب في الكنيست، أمس الإثنين، إنه إذا كان مصير الحكومة الحالية أن يتم حلها، فإن الخيار الأفضل هو أن تجري الانتخابات في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل وبأقرب وقت ممكن.

يذكر أن، المئات من الإسرائيليين لا يزالون يتظاهرون يوميا أمام مقر إقامة رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" في القدس  المحتلة وأمام منزله في قيسارية وفي عدة مناطق أخرى، للمطالبة باستقالته، لفشله في إدارة أزمة كورونا وتورطه بملفات فساد.