عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - حضر ملف حق العودة وبقوة في اجتماعات المجلس الوطني "دورة القدس وحماية الشرعية" الذي ينعقد في مدينة رام الله منذ الثلاثين من إبريل الماضي وحتى اليوم الثالث من أيار، حيث جسد أعضاء المجلس الوطني القادمون من مختلف الساحات خارج أرض الوطن وفي الشتات، حق العودة بعودتهم إلى أرض الوطن من خلال ماركتهم في جلسات "الوطني"؛ وعبروا عن سعادتهم الغامرة بالدخول لأول مرة إلى فلسطين.

في حين يستعد آلاف الفلسطينيين ليوم النكبة الفلسطينية في يوم الـ15 من آيار المقبل في ذكراها السبعين، حيث تجول في قطاع غزة مسيرات العودة الكرى التي انطلقت في يوم الأرض الثلاثين من آذار المضي، والتي ستستمر حتى يوم النكبة القادم.

ويصادف يوم 15 من أيار ذكرى النكبة الفسطينية التي نتج عنها طرد العصابات الصهيونية لأكثر من 800 ألف فلسطيني من بيوتهم وأراضيهم وممتلكاتهم، ليتحول هذا الرقم إلى لاجئين، لصالح إقامة الدولة اليهودية (إسرائيل) عام 1948م، حيث تم هدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسية وتحويلها إلى مدن يهودية.

شعور لا يوصف

عضو المجلس الوطني جمال خليل من مخيم الرشيدية في لبنان من اللاجئين الفلسطينيين من قرية نحف قضاء الجليل، قال إن شعوره عندما دخل أرض الوطن لا يوصف، منذ الهجرة والتهجير ونحن نحلم بالعودة إلى وطن، ومنذ الدخول إلى فلسطين لا أستطيع أن أعبر عما يدور بداخلي من فرح وسرور.

وأضاف، انني حققت حلمي ولو بشكل جزئي بالعودة إلى أرض الوطن، ونحن الآن نجسد حق العودة والبقاء في هذه الأرض التي ستبقى فلسطينية، ونأمل أن تصبح دولة ذات سيادة ومستقلة ونعود إلى أرضنا ووطننا.

من جانبه، اعتبر قاسم معتوق عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، مسؤول الساحة السورية، الذي يحضر لأول مرة إلى الضفة الغربية، أعتبر دخوله لأول مرة لأرض الوطن تحصيلا لحق العودة بشكل مؤقت، وأن حلم حياته كان زيارة فلسطين، فزيارتي لفلسطين لأول مرة هي حقيقة ولا يمكن أن أصف سعادتي وشعوري.

وأضاف، فوجئت بوضع الداخل الفلسطيني، وجدته وضعا مرتبا ومنظما، وشاهدت مؤسسات دولة فلسطين المحتلة، فأنا فلسطيني من قرية شمالنة قضاء صفد، وأتمنى أن أزور أراضي 48، وأن أصل إلى قريتي شمالنة لتكتمل فرحتي.

وقال محمود الزق أمين سر هيئة العمل الوطني في غزة/ مسؤول جبهة النضال الشعبي في القطاع: إن هذه أول مرة يصل فيها إلى رام الله، في إشارة لصعوبة التنقل داخل الأرض الفلسطينية المحتلة نتيجة منع سلطات الاحتلال، وإنه يشعر بالاعتزاز بالعودة إلى جزء من أرض الوطن وهي الضفة الغربية، وأعرب عن سعادته بما شاهده من تطور.

وأضاف: نحن نطمح لدولة فلسطينية رائدة ومستقلة، مؤكدا الإصرار على موصلة العمل لإقامتها، ومشيدا بالاستقرار الأمني والتطور اللافت بالضفة الغربية.

والنكبة الفلسطينية عام 1948م هي المأساة الإنسانية الكبرى المتعلقة بتشريد عدد كبير من أبناء الشعب الفلسطيني خارج ديارهم، لذلك أطلق الفلسطينيون هذا الاسم على تهجيرهم حتى أصبح الخامس عشر من مايو يوما حزيناً للفلسطينيين يحيون فيه ذكرى نكبتهم.

رسالة للعالم

في ذات الإطار، اعتبر المحلل السياسي أسعد أبو شرخ، أن مسيرة العودة الكبرى من أهم قرارات الإجماع في تاريخ القضية الفلسطينية، لأن الشعب الفلسطيني أجمع عليه في الداخل والخارج وفي كل مكان.

وأشار أبو شرخ في حديثه لـ"النجاح" إلى أن الشعب الفلسطيني يستعد للمسيرة الكبرى يوم 15 أيار/مايو، ليرسل رسالة للعالم بأنه متمسك بحق العودة، مشدداً على أن هذا القرار وحّد الشعب الفلسطيني حول تقرير مصير.

وأضاف أن الشعب الفلسطيني قرّر مصيره بيده وهو يعد لهذه المسيرة بكل فئاته وعاقد العزم بأن يرسل رسالة للعالم أننا لن يتنازل مهما كانت المؤامرات، ونقول لترمب أن ينأى بأفكاره ومقترحاته لأن الشعب الفلسطيني سينتصر في نهاية الأمر، ولدينا القدرة على الثبات والصبر والصمود وتحقيق آمالنا وأحلامنا".

وأكد المحلل أبو شرخ أن هذه المسيرات ستوجه رسالة قوية للعالم بأن شعبنا مُصر على حق العودة، ولا يمكن التنازل عنه.

وتستمر مسيرات العودة حتى يوم 15/5/ 2018 الذكر السبعين للنكبة الفلسطينية، وهو اليوم الكبير لمسيرة العودة التي انطلقت في يوم الأرض واستشهد خلالها 45 فلسطينياً وأصيب أكثر من 7 آلاف.

وينص قرار رقم 194 الصادر بتاريخ 11/12/1948 على "تقرير وجوب السماح بالعودة، في أقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم، ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى ديارهم وكذلك عن كل فقدان أو خسارة أو ضرر للممتلكات بحيث يعود الشيء إلى أصله وفقاً لمبادئ القانون الدولي والعدالة، بحيث يعوّض عن ذلك الفقدان أو الخسارة أو الضرر من قبل الحكومات أو السلطات المسؤولة".