خاص - النجاح الإخباري - استياء كبير وادانات واسعة أطلقتها مكونات الشعب الفلسطيني في كل مكان، ليس فقط في غزة أو الضفة الغربية، أو القدس، بل سارع الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده إلى ادانة ما حدث، معتبرًا أن حادثة التفجير ستكشف عن الوجه الحقيقي الذي يدير الصراع في قطاع غزة، ويمنع تمكين حكومة الوفاق الوطني من أداء مهامها في القطاع كما الضفة الغربية، ويخلق شرخًا جديدًا يعمق الإنقسام المتجذر منذ منتصف العام 2007، فهو ليس الحادث الأول، لكن انعدام الأمن في القطاع بدأ يتكشف منذ الحرب الذي أعلنت ضد حركة فتح وتفجير سيارات ومنازل قادتها، والهجوم على حكومة الوفاق الوطني، ومحاولات الاعتداء على وزير الصحة، د. جواد عواد، الذي جاء على رأس قافلة اغاثة صحية وانسانية، خلال حرب عام 2014، اضافة إلى احتجاز وفد الحكومة الوزاري في فندق المشتل، ومنعهم من الدخول إلى وزاراتهم، وعرقلة قرارات رئيس الوزراء بشأن عودة الموظفين، والتصدي بقوة السلاح لموظفي السلطة الوطنية ومنعم من دخول وزارة المالية أمام مرأى ومسمع الجميع، في مشاهد لم يعهدها الشعب الفلسطيني من قبل، والتي كان آخرها وضع عبوة على جانب الطريق لاستهداف موكب رئيس الوزراء الذي جاء إلى غزة من أجل افتتاح محطة الصرف الصحي، ويرافقه في الجولة مدير المخابرات العامة، ماجد فرج.

الصمت خيَّم على قادة حركة حماس على المستوى الرسمي الذين سارعوا إلى خلق التبريرات الواهية لما حدث، وخروج آخرين من قادة الصف الأول لتوجيه الإتهامات والادعاءات لأبناء حركة فتح، والأجهزة الأمنية، ومزاعمهم الذي اعتاد عليها الشعب الفلسطيني، بأن من قام بها أفراد يتبعون لجهاز المخابرات الفلسطيني الذي كان قائده ضمن موكب الاستهداف.

والسؤال الأهم ويبرز بقوة، كيف استطاعت عناصر من غير حركة حماس زرع عبوات في طريق كله كاميرات تتبع للمنظومة الأمنية الخاضعة لحركة حماس، حيث لا يستطيع أحد أن يتحرك في قطاع غزة دون أن يكون مكشوفًا للكاميرات المثبتة على الشوارع، والمحلات التجارية، والتي سعت إلى اتباع هذه الخطوة حركة حماس في السنوات الأخيرة.

القيادي البارز في حركة حماس، والمتهم الأول بتعطيل المصالحة، محمود الزهار، سارع إلى تفنيد ادعاءاته في مشهد يثير استفزاز مشاعر الفلسطينيين في كل بقاع الأرض، وزعم أنّه " لو "حماس" من نفذ تفجير موكب "الحمدلله"،  لكانت أشلاء أعضاء الموكب وصلت المقاطعة في رام الله.

وادعى أنّ هناك عدة أدلة تشير إلى أن "التفجير مدبر ومدروس، أولها أنه وقع في آخر ثلاث مركبات من الموكب وهي بالعادة تكون للمرافقة، وثانيها نوعية المتفجرات المستخدمة حيث أنها مواد بسيطة مثل التي توجد في الألعاب النارية التي يلهو بها الأطفال"، وأضاف زاعمًا، أما الدليل الثالث فهو "متابعة الحمد الله لجولته وافتتاحه محطة تنقية المياه وإلقاء كلمة بكل هدوء أعصاب وأريحية، فكيف يمكن لمن يدعي أنه استهدف في انفجار أن يفعل ذلك؟ لولا معرفته التامة واطمئنانه أن الأمور جرت كما خطط لها".

واتهم زاعمًا مدير جهاز المخابرات الفلسطينية، ماجد فرج، بأنه هو من دبر التفجير بالتواطؤ مع رئيس الوزراء رامي الحمدالله، "لاختلاق حجة للتملص من المصالحة"، ووصف مستهزئًا التفجير بأنه مسرحية لتصبح ذريعة لفتح والسلطة للانسحاب من المصالحة.

ولم تكتفي حماس بهذا القدر من التصريحات بل سارع القيادي فيها عاطف عدوان، إلى اطلاق مزاعمه قائلًا، "في تقديري أن السلطة ومخابراتها وراء هذه المسرحية الهزلية والهدف من ذلك، وادعى أن السب يعود إلى تنصل حركة فتح وسلطتها من الإتفاقيات التي وقعت في القاهرة بخصوص المصالحة ، وتحميل حركة حماس مسئولية عرقلة وتعطيل المصالحة بفعل الإنفجار .

حماس حاولت التهرب والتنصل من المسؤولية الأمنية عما حدث، الأمر الذي يضعها في خانة تحميل المسؤولية بالكامل، فالادانات والاستنكارات والشجب من العالم أجمع، توضح أن انعدام الأمن في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس، بالرغم من محاولاتها التبرير والبحث عن ضحايا جدد، قد يكونوا كما كتب نشطائهم على مواقع التواصل الاجتماعي أنهم عناصر يتبعون لداعش أو تيار القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان.

لكن كل هذه المبررات لن تستطيع أن تغير الرأي العام الشعبي والقيادي الذي سارع إلى الادانة والشجب، والدعوة لتمكين حكومة الوفاق أمنيا في غزة، وممارسة مهامها الأمنية بالشكل المطلوب منها، ويفرض على حركة حماس، تسليم المقار الأمنية، والعمل على اعادة هيكلة الأجهزة الأمنية بالشكل القانوني المعمول به في كل دول العالم.

الاستقبال الحاشد لرئيس الوزراء واللواء ماجد فرج في كل مدن الضفة الغربية، يعكس الروح العالية للشعب الفلسطيني، والتفافه خلف قيادته، متحديًا كل المؤامرات.

الرسائل التي اطلقها رئيس الوزراء باصراره على متابعة عمله في القطاع وتنفيذ المهام المطلوبة منه رغم حادثة التفجير الأليمة، تؤكد على اصرار الحكومة والقيادة الفلسطينية بتنفيذ تعليمات الرئيس بالعمل على تخفيف المعاناة عن المواطنين في قطاع غزة، والعمل على تحسين ظروف حياتهم  بكل السبل. 

وكان موكب رئيس الوزراء، د. رامي الحمدالله تعرض صباح اليوم،  لتفجير بعبوة ناسفة كانت مزروعة بجانب الطريق أثناء دخوله قطاع غزة، وأعلن عن اصابة 6 أفراد وضباط من عناصر الأمن المكلفين بحمايته.