هبة محمود منصور - بمشاركة منال الزعبي - النجاح الإخباري - دخلة جروان أو كلبونة، هي إحدى مداخل البلدة القديمة في نابلس، والتي تميزت عن غيرها من المداخل، فلحظة دخولك إليها تبدأ رائحة طعام شعبي تتسلل إلى أنفك تلاحقعا على أنغام فيروز الصباحية، متَّبعًا سجادة حمراء على السلالم التي تأخذك إلى أحد المطاعم الأثرية التي ذاع صيتها بين الناس، فمطعم "التيتي"  العثماني الذي يزيد عمره عن(120عاماً)، هو أحد أبرز معالم مدينة نابلس التاريخة عامّة و عائلة التيتي خاصة، والمكان الذي استطاع أن يجمع العالم بأسره من خلال قطع الأنتيكا والسياح.

محمود التيتي "أبو محمد" خمسيني أورثه والده مطعم العائلة "مطعم التيتي" وهو المطعم الفريد الذي بقي شامخاً وصامداً يعكس مشاعر الحنين والألفة وأصالة الماضي التي تجسَّدت في كلِّ قطعةٍ أثرية في المكان.

يقول أبو محمد:" كانت عائلتنا مميزة بمطاعمها منذ القدم، فقد كان جدي أوَّل من أنشأ مطعماً، ثم امتدَّ الأمر إلى سلسلة مطاعم تعاقب عليها أبناء العائلة فنحن نعتبر الجيل الثالث الذي يستمر بما بدأ عليه أجدادنا".

ويتابع: "فكرة الشكل الداخلي للمطعم "اجت من راسي" حيث قرَّرت أن أزينه بشكل مميز حتى يصبح لوحة عالمية، واظبت سبع سنوات في جمع القطع التراثية والأنتيكا من أنحاء البلاد، فعلى الرغم من بساطتها وأنَّها ليست غالية الثمن إلا أنَّها تراثية تستطيع أن تعبّر عن معالم البلاد وتجمعهم في مكان بسيط ومتواضع كمطعم التيتي".

وأضاف التيتي: "إنَّ الشيء الذي جعل المطعم مميزاً عن غيره من المطاعم هو قيامه بإعداد الأكلات الشعبية النابلسية كالعجة، والمقبلات وغيرها من الأطعمة التي لا يعرفها الجيل الجديد، وحديثاً نتيجة الإقبال الشديد على المكان تمَّ إضافة بعض الأطعمة المتمثلة بالأسماك، والمنسف الأردني".

مكان رغم بساطته إلا أنَّ اللمسات الجمالية التي أضافها أبو محمد جعلت منه محط إعجاب يتوافد عليه العديد من الأشخاص على اختلاف أعمارهم خاصةً فئة الشباب منهم.

ووصف أبو محمد زائري مطعمه قائلاً:" عدد زائري المطعم ممتاز حيث يأتون بشكل كبير، فمن يأتي أوَّل مرَّة يعود مرَّةً أخرى مصطحباً أشخاصًا آخرين معه، وهذا عدا عن السائحين الذين يأتون من مختلف المناطق لتناول الطعام الفلسطيني الشعبي، إضافةً الى إلتقاط الصور التذكارية موكّدين إعجابهم بالمطعم".

وأضاف:" المدينة تعج بالمطاعم، إلا أنَّ مطعمنا يجذب الناس محليين وأجانب وربما يعود السبب إلى الألوان والأثريات في المكان".

وتقول الشابة شهرات أحمد: " أوَّل مرَّة بدخل هذا المكان ذكرني بالأماكن العربية السورية التي نشاهدها على التلفاز، والملفت أكثر ابتسامة صاحب المكان التي تلازمه منذ لحظة دخولك المطعم حتى الخروج".

وأما عن الشابة ولاء شتيّة فقالت:" أكثر شيء لفت نظري في المكان هو القطع الأثرية التي تزينه فتجعل الشخص يبقى شارداً في مخيلته والابتسامة تلازمه".

في حين قال  الشاب أحمد ثائر:" آتي إلى هنا ثلاثة مرات أسبوعياً فمطعم التيتي مميز بما يعدّه من أكلات و أشهى أنواع الطعام".

بينما الشابة دعاء سعودي التي أضافت: " الشهادة الحقيقية هي تلك العبارات التي خطَّها الزوّار على جدران المطعم".

مطعمٌ أثري ارتاده العابر والوافد وابن البلد وحتى الشخصيات الاعتبارية أمثال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله، و رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري وقد استطاع أصحابه المحافظة على أصالته وتاريخه العريق التي هي جزء من عراقة مدينة نابلس.