عزيزة ظاهر - النجاح الإخباري - باب خشبي قديم تجاوز عمره السبعين عامًا، وكرسي حلاقة ربما ولد قبل أن يولد صاحبه، وبيت شاهد على الفترة العثمانية، يقع على مدخل حارة الياسمين في نابلس القديمة.

بدأ التسعيني وليد حلاوة "أبو حسن"، الذي يتمتع بخفة ظل وروح الفكاهة، العمل بمهنة الحلاقة مع بدايات عام (1949).

زوايا وصور

ويعشق حلاوة المكان الذي بات جزءًا من حياته وتاريخه وهويته، ويحافظ على أدواته القديمة، رافضًا استبدالها بأحدث منها.

للوهلة الأولى يُخيل لك أنّك داخل معرض صور، فجدارن الصالون تملؤها الصور، ولكل صورة منها حكاية، صورة لوالده الراحل مرسومة بقلم الرصاص، وأخرى لأخيه الشهيد الذي قضى بمعركة الكرامة، وكل تلك الصور تخفي وراءها حائطاً مشققاً نتيجة لنسف قوّات الاحتلال لبيت مجاور خلال الانتفاضة، وفي زاوية أخرى تلفاز ومسجل عتيقان وأشرطة قديمة لمطربه المفضل فريد الأطرش.

مواجهة الحداثة

ينتقد التسعيني أبو حسن قصات الشعر الحديثة، وطريقة عملها ويسخر من أسمائها، و ذكر منها "فلوكا" و"مسامير" و "طاقية"، واصفاً عشاق هذه القصات بالمجانين، فهو يرفض أي قصة أجنبية، ما جعل كل زبائنه من الكبار بالسن الذين يؤمنون بالقديم ويحاربون الموضة.

 مهنة الحلاق تربط أبو حسن بزبائنه بعلاقة من الود والمحبة والاحترام، يعتزون به ويحبهم ويمازحهم أثناء الحلاقة، فقد بات الصالون مكانًا يجتمعون به حتى في يوم إجازة الحلاقين.

رغم عمره التسعيني إلا أنَّ أبو حسن ما زال يحتفل بيوم مولده كل عام، ويعشق الكنافة النابلسية، ويتمتع بصحة جيدة وروح شبابية، بصلابة وتوازن، حيث يركب دراجته الهوائية، للتجول والتسوق في أسواق نابلس القديمة، بجسد المسن وروح الشباب يجسد الحلاق التسعيني أبو حسن حلاوة أصالة الماضي وعراقة الحاضر، وأعظم صور التمسك بالحياة.