خلف خلف - النجاح الإخباري - المشهد الذي تناقلته عدسات الكاميرات لشاب مسيحي يحمل الإنجيل ويصلي بين مئات المسلمين في الساحات الخارجية للمسجد الأقصى يعبر عن انصهار الدين في بوتقة الدفاع عن فلسطين. 

الخطوة التي قام بها الشاب المسيحي، نضال جان جوزيف عبود، رغم رمزيتها إلا أنها تقول الكثير، وهو ربما مشهد لن تجده في أي بقعة أخرى على وجه المعمورة.

ويتعرض المسجد الأقصى لسلسلة انتهاكات، تمثلت أخرها بوضع بوابات إلكترونية على مداخله، وهو ما رفضه الفلسطينيون، مطلقين سلسلة من الاحتجاجات.

يشرح نضال جان جوزيف عبود لـ"النجاح الإخباري" عن سبب قيامه بهذه الخطوة: "نحن المسيحيين جزء لا يتجزأ من فلسطين وقضيتها، فواجبي كشاب مسيحي هو الوقوف بجانب إخواني".

ويتابع: "وقفتي كانت بسيطة مع أخوتي، وهي اقل شيء يمكن أن افعله بهذا الوقت". 

وأضاف نضال الذي يسكن في جبل الزيتون: "أنا بصلي لكل حجر موجود بكل هذه المنطقة، وان شاء الله تكون رسالتي وصلت، فانا هدفي إرسال رسالة سلام لكل العالم".

ويبين أن المسيحيين في القدس ليسوا أقلية، مؤكدًا رفضه لإطلاق مصطلحات مسلم ومسيحي، ويقول: "نحن جسد واحد، ونحمل رسالة واحدة، فجميعنا فلسطينيون تحت ظلم واحد، فلماذا لا نقف مع بعضنا البعض في موجهة الاحتلال؟ !".

ويقدر عدد المسيحيين في القدس نحو 15 آلاف نسمة حسب بيانات دائرة الإحصاء المركزية في عام 2011.

وهذا الرقم كان يبلغ تقريبًا الضعف قبل النكبة، حيث يشير المؤرخ الفلسطيني سامي هداوي إن عدد المسيحيين في القدس عام 1947 كان يقدر بنحو 27 ألفا.

ويبين هداوي أن غالبية أحياء القدس الغربية كان يسكنها مسيحيون ثم هجرتهم العصابات اليهودية بهدف محو الوجود العربي وإنشاء أحياء سكنية يهودية لتشكيل ما بات يعرف باسم "القدس الغربية اليهودية".

وعند وقوع مدينة القدس تحت الاحتلال عام 1967 تعرض سكانها لموجة جديدة من الطرد والتهجير، وصادر الاحتلال أملاك ومدارس وكنائس.

توضح الأرقام أن نسبة الهجرة بين المسيحيين في القدس بلغت نحو 37% مقابل 17% بين المسلمين.

وبحسب التقديرات- غير الرسمية- فان أكثر من نصف المسيحيين في الأراضي الفلسطينية يتبعون كنيسة الروم الأرثوذكس في القدس.