نيللي المصري - النجاح الإخباري - المشاركة بنشاط رياضي في قطاع غزة، يشبه حلما تتوق إليه الفتيات، باحثات بذلك عن فسحة أمل ليتشبثن به سيعا منهن لممارسة هواية لطالما حرمن منها، بسبب النظرة النمطية لها، وتفضيل رياضة الذكور على رياضة الإناث من قبل الأندية والجهات المعنية.

مشروع برنامج "فلسطين نحو المستقبل" الذي تنفذه الأكاديمية الرياضية وتموله مؤسسة التعاون الألماني (giz)، يُطبق في أربع اندية لأول مرة في قطاع غزة وهي: نادي بيت حانون وشباب خانيونس وخدمات خانيونس والكرامة، ويشمل المشروع على 280 لاعباً ذكراً، و120 لاعبة أنثى تتراوح أعمارهم بين (12-17 عاما).

كما يهتم المشروع بالدعم النفسي، حيث يشرف مركز غزة للصحة النفسية على المشروع كمنفذ شريك للمشروع لتطوير المدربين من الجانب النفسي.

الأمل في غدا:

راحتيها الناعمتين والصغيرتين وهي تقذف الكرة نحو الشباك، خلال التدريب في ملعب نادي الكرامة بغزة توحي بالأمل في الغد.

ففاطمة سحويل (12 عاما) أحبت اللعبة منذ أن شاركت بفريق للكرة الطائرة خلال مخيم صيفي للمدارس، الأمر الذي جعلها تواصل ممارستها للعبة من خلال الأكاديمية الفلسطينية.

"نفسي أكون بطلة" بهذه الجملة علقت سحويل أمالها على النجومية، ولا تستبعد سحويل أن تكون في يوم من الأيام إحدى نجمات اللعبة.

وقالت: "سعيدة لأنني وجدت مجالا لممارسة اللعبة من خلال الاكاديمية وبعد الدوام المدرسي، اهتم بدراستي قبل الذهاب الى التدريب".

نحو التصحيح:

دعت اللاعبة رولا أبو العيش (15عاما) زميلاتها وصديقاتها إلى التمسك بحق ممارسة الرياضة، قائلة: "نستطيع أن نفعل وننجح، إذا اتفقنا على ذلك سنكون في المقدمة"، وأضافت: "مجتمعنا لديه معتقدات خاطئة تجاه المرأة، رغم أنها تستطيع أن تعمل أكثر من الرجل، ونريد أن نواصل ممارسة الرياضة".

تحليق مع الأحلام:

تخشى اللاعبة ذكرى الأسود (15 عاما) من توقف المشروع، وتأمل بالاستمرار، فحسب قولها أن التعلق باللعبة، ومن ثم التوقف عن ممارستها لأمر اضطراري شعور مؤلم وصعب.

وقالت:" نركض ونقفز ونتقاذف الكرة فيما بيننا بتنافس رائع، لا ينقصنا سوى الاستمرار، فأسرتي ليس لديها مانع من ممارسة اللعبة أو الرياضة بشكل عام، نحتاج إلى نظرة اهتمام أكثر، فنحن موجودات في الميدان".

الرياضة... دعم نفسي:

المدربة هناء شحادة (25 عاما) خريجة كلية تربية رياضية، وتعمل كمشرفة على تدريب فريق فتيات كرة الطائرة، تحدثت عن تجربتها فقالت: "مجتمعنا محافظ ولا يزال يفرض قيودا على الفتاة، خاصة بما يتعلق عن ذهابها إلى النادي، ورغم ذلك التقينا بالأولياء الأمور أكثر من مرة وتحدثنا إليهم عن ماهية المشروع وهدفه ولمسنا قبولا كبيرا".

وأوضحت أن الفتيات ما زلن صغيرات، لكنها تلمس تطورا ملحوظا على  أدائهن، مشيرة إلى أن الفريق يحتاج إلى وقت وجهد حتى يخرج الفريق إلى النور.

وأضافت: "نحاول تقديم الدعم النفسي من خلال اللعب وتهيئة الفتيات لعالم الرياضة، خاصة أن الفتيات بفترة المراهقة وبحاجة إلى دعم نفسي وتشجيع".

أجندة رياضية:

وأشار إياد أبو ظاهر رئيس الأكاديمية الرياضية، إلى أن المشروع يتميز بكونه خارج إطار المدرسة، ولأول مرة يكون في أندية بالقطاع بعد الدوام المدرسي.

وعن الصعوبات قال أبو ظاهر: "نحن أمام تحدي لنكرس التجربة في مجتمع محافظ، لكننا لمسنا تجاوبا كبيرا من قبل أهالي الفتيات".

وحول التوجه لتعزيز الرياضة النسوية من قبل المبادرات أو المؤسسات قال: "قلة المرافق الرياضية والملاعب والصالات والاكتظاظ بالملاعب ساهمت بعدم تشجيع الرياضة النسوية، ناهيك عن ثقافة أعضاء مجالس إدارات الأندية التي تقييد مثل هكذا خطوات".