عزيزة ظاهر - النجاح الإخباري - في محل متواضع في البلدة القديمة في نابلس يتربع العشريني هشام الأغبر على رصيف لا يشبه الأرصفة يعزف بأنامله على أوتار سمفونية اسماها شرقيات الرصيف الخامس، ليحول بإبداعاته القطع الخشبية إلى أدوات ناطقة بعباراته الراقية وخطه الجميل، تخيل فأبدع، عشق منذ طفولته الرسم والألوان، أحب الشعر والنثر، كبر وكبرت مواهبه، ترجمها بما يسمى بالكاوي الحراري على القطع الخشبية ليحولها من مواد خام إلى قطع فنية تحمل روحا وجمالا. الفضل يعود في دعمه ومساعدته لوالدته التي تحملت معه الكثير حتى وصل لما هو عليه،  ويذكر هشام أساتذته في المدرسة فقد كانوا له سندا و عونا من خلال تشجيعهم له و المساهمة بمشاركته بمعارض فنية كانت تنظمها مديرية التربية والتعليم.

وعن سر تسميته للمحل بشرقيات الرصيف الخامس يقول:" انبثقت التسمية من عدة مسميات لها اثر في حياتي مثل الرواية البوليسية القديمة التي تحمل اسم رصيف نمرة خمسة  وتأثرت بمجلة فلسطينية كانت توزع في بيروت تسمى الرصيف على المينا، وأما الشرقيات فكانت من منطلق أن الرياح الشرقية تكون عادة اقوي من الرياح الغربية فالتسمية انبثقت من لحظات طويلة للتأمل والتفكير باسم يترك بصمة في قلب وعقل الزبائن.

تجدد الأفكار

لم تتوقف إبداعات هشام على الخشب فقط بل ترجمها بالحفر على الزجاج والمعادن والفضة، عدا عن الكتابة على حبات الرز والمعكرونة، والحرق على الجلد، ويتابع أقوم بنقش العبارات والرسومات على القطع الخشبية باستخدام الكاوي الحراري تلبية لرغبات الزبائن التي تتنوع حسب مناسباتهم، وأكثر المناسبات التي يكثر فيها الإقبال على شراء هدايا من القطع الخشبية هي عيد الأم وعيد الحب ويبقى الإقبال في مناسبات أعياد الميلاد غير محصور في مناسبة أو شخص، وفي الغالب  يترك الزبائن لي حرية اختيار العبارات والكلمات حسب ذوقي.

يستخدم الأغبر في عمله أخشاب الزيتون، والزان والسويد كونها الأفضل و لن تتعرض للنخر مع طول الفترة الزمنية.

شارك الأغبر في عدة معارض فنية كان أبرزها مشاركته في مهرجان نابلس للتسوق لمدة عامين على التوالي، ويطمح إلى أن يتوسع عمله ويصل إلى حد الشهرة وينقل إبداعه إلى العالم.

نوه الأغبر إلى ضرورة احتضان الشباب المبدعين وابتكاراتهم وأعمالهم الفنية وإيجاد البيئة المناسبة لعرض إبداعاتهم كونها تصب في إطار المحافظة على التراث الفلسطيني وإحيائه.