النجاح الإخباري - من لا يملك احلام وآمال، ينسجها كل ما سرح به الخيال، وحين يضع رأسه على مخدته ليلاً، هناك من يحلم ببيت، وظيفة، سفر، لكن بطلنا هنا حُلمه مختلفٌ تماماً، أبسط مما يستوعبه عقل، لا يحلم بيوم خروجه من الاسر، ولا تكوين أسرة والسفر لشهر العسل، بل...

علاء الدين فهمي الكركي (40 عاماً)، من مدينة الخليل، أسير فلسطيني من مدينة الخليل، ويفبع في سجون الاحتلال منذ عام 1993، وحُكم عليه بالسجن المؤبد إضافة إلى عشرين عاماً، بتهمة القيام بعملية أدت إلى مقتل مستوطن.

أُدرج اسمه ضمن الدفعة الرابعة التي كان من المفترض أن يُطلق سراحها في آذار 2014، لكن إسرائيل أوقفت الدفعة، وكانت والدته قد زينت البيت استعداداً لاستقباله، لكنه لم يخرج كما كان منتظراً، وتوفي والده وهو في الأسر.

من جهة الكركي يعتبر حلمه صعب المنال، وبالنسبة للكثيرين هو من أبسط  الأمور وأيسرها، فحلمه يتركز على صحن من الشعيرية والسكر، كان قد طلبه من والدته يوم اعتقاله، حين اقتحم عدد كبير من جنود الاحتلال لمنزل علاء سهوتأ ووجدوه أمام جهاز التلفاز، فسأله الضابط الإسرائيلي باستهزاء: هل أنت سعيد؟ فأجابه: نعم أنا سعيد في منزلي.

تقول أمه: "تتميز شخصية ابني بالجرأة والشجاعة، لذلك لم أستغرب رده على الضابط الذي استفزه جواب علاء وأخذه بالقوة".

كان علاء يخبأ آثار التعذيب عن والدته خلال الزيارة، لكنها بقلبها كانت تحس ما يعانيه، وتتحدث عن خطاب وصلها منه ذات يوم يقول فيه: "أنتِ زرعتي يا أمي شجرة، وآن الأوان أن تقطفي ثمرتها"، وحين فتحت بقية المظروف وجدت داخله شهادة تخرجه بتقدير امتياز، فانطلقت دموعها دون أن تستطيع السيطرة عليها.