النجاح الإخباري - قال محافظ سلطة النقد الفلسطينية فراس ملحم، في مقابلة خاصة مع قناة "الشرق"، إن إسرائيل دمرت غالبية فروع البنوك والصرافات الآلية في غزة خلال الحرب المتواصلة على القطاع منذ نحو 6 أشهر، معتبراً أن تنفيذ التهديد الإسرائيلي بوقف العلاقة المصرفية "سيكون له آثار مدمرة على الاقتصاد الفلسطيني، وعلى إسرائيل أيضاً".

وأضاف ملحم: "كان لدينا قبل الحرب 56 فرعاً بنكياً، و91 صرافاً آلياً في غزة، واليوم لم يتبق سوى 5 فروع بنكية و7 صرافات آلية عاملة في مدينة رفح جنوب القطاع، بعد أن دمر الاحتلال الفروع والصرافات في شمال ووسط قطاع غزة".

ولفت إلى أن السلطات الإسرائيلية تفرض الحصار العسكري، وترفض إدخال الوقود، وتقطع الاتصالات عن شمال قطاع غزة "ما يقوض القدرة على تشغيل الصرافات الآلية في هذه المنطقة، ويحول أيضاً دون نقل الأموال من الشمال والوسط إلى الجنوب".

وذكر ملحم أن السلطات الإسرائيلية ترفض نقل الأموال من الضفة الغربية إلى جنوب قطاع غزة ما يحول دون قدرة المواطنين في مدينة رفح على سحب الأموال من الصرافات الآلية وفروع البنوك العاملة هناك.

وتابع: "على سبيل المثال، حوّلت الحكومة الفلسطينية، الشهر الماضي، رواتب الموظفين في قطاع غزة، وقيمتها 195 مليون شيكل، بينما الموجود في الفروع العاملة لا يتعدى 14 مليون شيكل، وهو ما حال دون تمكن الموظفين من سحب رواتبهم".

وحول الحلول الممكنة، قال ملحم إن السلطة الفلسطينية تبذل جهوداً مع المجتمع الدولي من أجل الضغط على إسرائيل للسماح بإدخال الأموال النقدية إلى قطاع غزة، أو نقل السيولة الموجودة في الفروع التي تعرضت للقصف في الشمال والوسط إلى تلك العاملة في الجنوب.

وأكد ملحم أن تهديد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بوقف العلاقة المصرفية مع الجانب الفلسطيني حال تنفيذه "سيكون له آثار مدمرة على الاقتصاد الفلسطيني"، مشيراً إلى أنه "يؤثر أيضاً على إسرائيل". وذكر أن سلطة النقد تلقت إشارات بتجميد القرار مؤقتاً لمدة ثلاثة شهور قادمة.

وحول أثر الحرب على القطاع المصرفي الفلسطيني، قال محافظ سلطة النقد: "القطاع المصرفي قوي جداً، لدينا 13 بنكاً، والأصول المجمعة للقطاع المصرفي زادت بنسبة 6% في الفترة بين 2020-2023".

وأضاف أن الودائع زادت بنسبة تصل إلى 6% في أثناء الحرب، وهو إجراء له جانب إيجابي، لأنه يعبر عن ثقة الجمهور بالقطاع المصرفي، واستدرك: "وله جانب سلبي يتمثل في تراجع الاستثمار، وهو سلوك طبيعي بسبب الحرب جراء القلق وعدم اليقين".