النجاح الإخباري - في ظلّ الممارسات العنصرية والاعتداءات من قبل المستوطنين وبدعم من جيش الاحتلال، إضافة إلى مشروع ضمّ "معالي أدوميم"، أكّد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان "وليد عساف"، أنّ اسرائيل عندما تقدم على مشروع ضم "معالي أدوميم"، وبناء منطقة E1))، هي فعليًّا تقدم على إعدام أيّ حل سياسي قائم على حلّ الدولتين، وهذا يُشكّل خطورة كبيرة، ويزيد من مخاوف تدمير فرص السلام والحل السياسي العادل.

وأضاف "عساف" في حديث لـ "النجاح الإخباري": "ضمّ "معالي أدوميم"، وبناء ((E1، يفصل شمال الضفة عن جنوبها، كما ويعزل القدس ويقوم بتطويقها، وبالتالي يتمّ السيطرة على تلك المنطقة بأسرها، فـ "معالي أدوميم" ليست المنطقة الموجودة على أرض الواقع فحسب، فما سيتمّ هو ضمّ مساحة خمسة أضعاف المنطقة الموجودة، ومنطقة النفوذ تشمل (50) ألف دونم".

وقال "عساف": سيطرة الاحتلال على هذه المنطقة، ستؤدي إلى تدمير وتهجير أكثر من (23) تجمّع فلسطيني، وحصار كامل لمنطقة "حزما، عناتا، الزعيم، أبو ديس، العيزرية"، هذه المناطق ستُصبح معزولة في منطقة شرق القدس، حيث سيصبحُ ما يقارب (90) ألف فلسطيني معزولين تمامًا.

انتهاكات المستوطنين

وفي حديثه عن انتهاكات المستوطنين أكّد "عساف" أنّه لا يوجد انتهاكات للمستوطنين معزولة عن إرهاب الدول المنظّمة، فهم مسلّحون من قبل الاحتلال ومدرّبون ومموّلون في كلّ نشاطاتهم، فإرهابهم جزء من إرهاب الدولة المنظمة ومكمّل له، فهذه عمليّة متكاملة تتوزع فيها الأدوار بين الحكومة والجيش والشرطة والمستوطنين الذين يمارسون القتل، والتمويل المقدّم لهم يهدف لتقويّة المستوطنات والبؤر الاستيطانية.

وكانت صحيفة "هآرتس" قد كشفت اليوم أنَّ سلطات الاحتلال تقوم بتهيئة الواقع، لربط مستوطنة "معاليه أدوميم" مع مدينة القدس المحتلة.

ووفقًا لما نشرته الصحيفة الإسرائيلية، فقد ظهر خلال الأسابيع الماضية بشكل جليّ تنفيذ عدّة مشاريع لربط المستوطنة بشكل مادي مع مدينة القدس.

ويجري الحديث عن بناء حديقة عامّة، وفتح طريق جديد يسهّل الحركة على المستوطنين، وفي نفس الوقت يفرض قيودًا إضافيّة على حركة الفلسطينيين، وكذلك هدم وإزالة القرية البدويّة "الخان الأحمر".

باشرت بالتنفيذ

وأشارت الصحيفة أنّ هذه المشاريع باشرتْ إسرائيل واقعيًّا بتنفيذها، وبدأت الجرافات بالعمل على شقّ طريق بديل ومحاذي لشارع رقم "1" الذي يربط بين مدينة القدس ومستوطنة "معالي أدوميم"، مشيرةً أنّ شقّ هذا الطريق هو بمثابة تهيئة لعمليّات البناء في منطقة "E1"، التي جرى تجميدها خوفًا من الانتقادات الدوليّة، وأنّ هذا المشروع جرى المصادقة عليه في شهر أيلول عام (2013)، وهو اليوم في مرحلة التنفيذ، ويهدف إلى تحويل حركة المرور الفلسطينية التي تمرّ اليوم بين المستوطنة ومدينة القدس، بحيث تجري عمليات البناء في منطقة "E1" بهدوء دبلوماسي.

والمشروع الآخر الذي باشرت بلدية الاحتلال في القدس في تسريع تنفيذه، هو مشروع بناء نفق في "مثلث التلة الفرنسية"، والذي سوف يسهّل حركة المواصلات بشكل كبير بين مستوطنة "معالي أدوميم" ومدينة القدس.

ويضاف لذلك قيام إسرائيل بتسريع هدم القرية البدوية "الخان الاحمر"، التي تُعتبر رمزًا للتجمّعات البدوية في المنطقة، وقام ما يسمّى رئيس "الإدارة المدنية" في الجيش الإسرائيلي مؤخرًّا، بتوزيع أمر هدم لبيوت القرية، القريبة من شارع رقم "1"، والقريبة من مستوطنة "معالي أدوميم".