وكالة أنباء العالم العربي - النجاح الإخباري - قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الجمعة إن أطفال غزة يموتون جوعا وعطشا بعد مرور نحو ستة أشهر على الحرب في القطاع، محذرا من أن استراتيجية الجيش الإسرائيلي وإجراءاته تسمح بتكرار "الأخطاء" في قطاع غزة.

وأضاف غوتيريش، في كلمة ألقاها بمناسبة مرور ستة اشهر على الحرب الإسرائيلية على غزة، أنّ الجيش الإسرائيلي أقرّ بحدوث أخطاء لكن "المشكلة الأساسية لا تتمثل في مرتكبي الأخطاء، بل في الإجراءات العسكرية المعمول بها والتي تسمح بتضاعُف تلك الأخطاء مرارا وتكرارا".

وشدد الأمين العام على أنّ "معالجة هذه الإخفاقات تتطلّب إجراء تحقيقات مستقلّة وإحداث تغيير ذي مغزى على أرض الواقع".

وتابع "الأمر لا يتطلّب نسخة معدّلة من مواصلة العمل كالمعتاد، بل نقلة نوعية حقيقية... الأوضاع الإنسانية المأساوية تتطلب قفزة نوعية في إيصال المساعدات المنقذة للحياة، وتحولا نموذجيا حقيقيا".

وحذر الأمين العام من تداعيات هذه الحرب، قائلا "أصبحنا على حافة مجاعة جماعية وحريق إقليمي وفقدان كامل للثقة في المعايير والقواعد العالمية".

وقال: "الحملة العسكرية الإسرائيلية - على مدى الأشهر الستة الماضية - جلبت الموت والدمار بلا هوادة للفلسطينيين في غزة... لا يمكن تبرير العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني"، مشيرًا إلى أن أكثر من نصف السكان في غزة يواجهون "جوعا كارثيا".

وأضاف "الحرب في غزة، بسرعتها وحجمها وشراستها اللاإنسانية، هي أكثر الصراعات دموية، بالنسبة للمدنيين، وعمال الإغاثة، والصحفيين، والعاملين في مجال الصحة، وزملائنا"

وتابع "حان الوقت للتراجع عن تلك الحافة ولوقف القتال وتخفيف المعاناة ووقف المجاعة المحتملة قبل فوات الأوان".

وأشار غوتيريش إلى مقتل نحو 196 من العاملين في مجال المساعدات الإنسانية، بمن فيهم أكثر من 175 من موظفي الأمم المتحدة، موضحا أن الغالبية العظمى منهم كانوا يعملون لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التي وصفها بأنها "العمود الفقري لجميع جهود الإغاثة في غزة".

وتواصل إسرائيل حربها على القطاع منذ أن شنت حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى هجوما مباغتا على بلدات ومواقع إسرائيلية متاخمة له في السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي.