النجاح الإخباري -  أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الإثنين، أن "الكابوس في غزة هو أكثر من مجرد أزمة مساعدة إنسانية، بل إنها أزمة إنسانية".

وقال غوتيريش، خلال مؤتمر صحفي في نيويورك، "إن الصراع المحتدم يهز العالم، ويهز المنطقة، والأكثر مأساوية، أنه يدمر العديد من الأرواح البريئة"، مضيفا أن العمليات البرية التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي والقصف المستمر "تضرب المدنيين والمستشفيات ومخيمات اللاجئين والمساجد والكنائس ومرافق الأمم المتحدة - بما في ذلك الملاجئ".

وأعرب عن شعوره "بقلق بالغ إزاء الانتهاكات الواضحة للقانون الإنساني الدولي التي نشهدها"، وقال: "اسمحوا لي أن أكون واضحا: لا يوجد طرف في نزاع مسلح فوق القانون الإنساني الدولي".

وأضاف غوتيريش أن غزة "أصبحت مقبرة للأطفال"، مشيرا إلى التقارير التي تفيد بأن "المئات من الفتيات والفتيان يُقتلون أو يُصابون كل يوم"، وأنه "قُتل عدد من الصحفيين خلال فترة أربعة أسابيع أكثر من أي صراع آخر خلال ثلاثة عقود على الأقل".

وتابع: "لقد قُتل من موظفي المساعدة التابعين للأمم المتحدة عدد أكبر من أي فترة مماثلة في تاريخ منظمتنا"، وحيا "جميع أولئك الذين يواصلون عملهم المنقذ للحياة على الرغم من التحديات والمخاطر الهائلة".

وشدد غوتيريش على أن "الكارثة التي تتكشف تجعل الحاجة إلى وقف إطلاق النار الإنساني أكثر إلحاحا مع مرور كل ساعة".

وأعلن غوتيريش عن أن الأمم المتحدة تطلق اليوم وشركاءها نداءً إنسانيًا بقيمة 1.2 مليار دولار لمساعدة 2.7 مليون شخص- وهذا هو مجموع سكان قطاع غزة ونصف مليون فلسطيني في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية".

وقال إن بعض المساعدات المنقذة للحياة تصل إلى غزة من مصر عبر معبر رفح، "لكن المساعدات الهزيلة لا تلبي محيط الاحتياجات".

وأشار إلى عبور ما يزيد قليلا عن 400 شاحنة إلى غزة خلال الأسبوعين الماضيين فقط - مقارنة بـ 500 شاحنة يوميا سابقا، لكن "الأهم من ذلك، أن هذا لا يشمل الوقود، ودون الوقود سيموت الأطفال حديثي الولادة في الحاضنات والمرضى الذين يحتاجون إلى أجهزة دعم الحياة، ودون الوقود أيضا لا يمكن ضخ المياه أو تنقيتها، ومن الممكن أن تبدأ مياه الصرف الصحي غير المعالجة بالتدفق إلى الشوارع قريبًا، ما يؤدي إلى انتشار الأمراض، وكذلك سوف تتقطع السبل بالشاحنات المحملة بالإغاثة الحرجة".

وأكد غوتيريش: "المزيد من الغذاء، والمزيد من المياه، والمزيد من الأدوية وبالطبع الوقود – دخول غزة بأمان وسرعة وبالحجم المطلوب، الآن. الوصول غير المقيد لإيصال الإمدادات إلى جميع الأشخاص المحتاجين في غزة، الآن، ولا ينبغي أن يكون أي من هذه النداءات مشروطا بالآخر".

وقال "إنه ولتحقيق كل هذا، نحتاج إلى المزيد من التمويل الآن".

وتابع: "إنني أنضم إلى أسرة الأمم المتحدة في الحداد على 88 من زملائنا في الأونروا الذين قتلوا في غزة - والعديد منهم مع أفراد من أسرهم، ومن بينهم معلمون ومديرو مدارس وأطباء ومهندسون وحراس وموظفو دعم وشابة تدعى مي، كانت تعاني من ضمور العضلات، كرسيها المتحرك لم يحد من أحلامها، لقد كانت طالبة متفوقة، وأصبحت مطورة برمجيات وكرّست مهاراتها للعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات للأونروا".