د. سائد الكوني - النجاح الإخباري - عام تلو الآخر تسطر جامعة النجاح الوطنية تميزها وتفوقها العلمي والبحثي والمهني في كافة مجالات عملها، لتحافظ بذلك على موقع متقدم ضمن أفضل الجامعات العربية والعالمية، وفق العديد من التصنيفات العالمية المعتمدة في تقييم الجامعات والمراكز البحثية، وأذكر منها على سبيل المثال لا الحصر؛ تصنيف التايمز البريطاني في مجالاته المتعددة، وتصنيفات ألـ QS المتنوعة، وتصنيف الويبومتركس، وتصنيف الجامعات الخضراء، وتصنيف سيماجو.

تغطي هذه التصنيفات مجالات عمل الجامعات والمؤسسات والمراكز التعليمية والبحثية الأخرى في نواحي عدة، يقع في مقدمتها البحث العلمي كونه أحد أهم معايير تقدم هذه المؤسسات في العالم، وتعتبر جامعة النجاح الوطنية أحد أهم بوابات البحث العلمي ‏في فلسطين حيث وصل عدد الأبحاث المحكمة الصادرة عنها، وفق مبوبة قاعدة بيانات سكوبس الدولية، حتى نهاية العام 2022، 3850 بحثاً منها أكثر من 557 بحثاً تم نشرها في ذات العام، ما يعكس قفزة نوعية في هذا المضمار للجامعة خلال العشر سنوات الأخيرة من عطائها البحثي، حيث كان عدد الأبحاث المنشورة وفق ذات التصنيف في العام 2012، 99 بحثاً.

على صعيد آخر، تُصنف مؤسسة QS العالميّة، في أحدث اصداراتها (QS World University Ranking 2024)، جامعة النجاح الوطنيّة على أنها واحدة من أفضل الجامعات في العالم، وفق مجموعة من المعايير؛ تشمل السمعة الأكاديمية، وسمعة أصحاب العمل، وقابليّة توظيف الخريجين، ونسب أعضاء هيئة التدريس، والاقتباسات العالميّة، وغيرها. وهذه شهادة دولية اضافية تضاف إلى حصيلة الجامعة من شهادات التقدير والتميز الدولية التي حصدتها ولا زالت تحصدها، وتعكس التزامها بتقديم مستوى تعليمي عالمي وبرامج أكاديمية تواكب أعلى معايير الجودة في اطار سعيها الدؤوب لتحقيق رسالتها التربوية والتعليمة والبحثية، ورؤيتها بأن تكون محل تقدير واحترام عالمي ودولي.

أما تصنيف مجلة التايمز البريطانية للتعليم العالي فهو يعتمد منهجية تصنيف الجامعات حول العالم من منظور التأثير المجتمعي لها ومساهمتها في خدمة القضايا المجتمعية للبلدان التي تعمل فيها، حيث يعتمد في تقييمه للجامعات بناءاً على نتائج اسهاماتها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر (SDGs)، وفق ما حددته منظمة الأمم المتحدة في العام 2015، وتغطي هذه الأهداف مجموعة واسعة من قضايا التنمية الاجتماعية والاقتصادية، مثل: الفقر، والجوع، والصحة، والتعليم، والتغيّر المناخي، والمساواة بين الجنسين، والمياه، والصرف الصحي، والطاقة، والبيئة، والعدالة الاجتماعية، وغيرها. ويتطلب دخول الجامعات لهذا التصنيف المشاركة بأربعة أهداف على الأقل من أهداف التنمية المستدامة، على أن يتم اختيار الهدف السابع عشر، المتمثل في عقد الشراكات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، كهدف إجباري. وفي هذا المضمار شاركت جامعة النجاح نظرائها مساهماتها المتعددة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة الــ 17، وتم رصد تفوقها في تحقيق أربعة منها هي: القضاء على الجوع، الصحة الجيدة والرفاه، الاستدامة في الإستهلاك والإنتاج، وعقد الشراكات العالمية، حيث جاء الإعلان عن نتائج هذا التصنيف خلال القمة العالمية للتعليم العالي التي تم عقدها في رحاب حرم جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا بمدينة جدة، في المملكة العربية السعودية، في الفترة من 30 أيار إلى 2 حزيران من العام الجاري 2023.

وأخيراً وليس آخراً، تترأس جامعة النجاح الوطنية، منذ آذار الماضي، الدورة الحالية لشبكة اتحاد الجامعات اليورومتوسطية ألــ UNIMED، التي تمتد للثلاث سنوات القادمة في الفترة 2023-2026. ويشكل الاتحاد شبكة عالمية واسعة من رؤساء جامعات وأكاديميين وممثلين عن المنظمات الشريكة، تسعى إلى تطوير التعليم والبحث العلمي في المنطقة الأورومتوسطية من أجل المساهمة في تعزيز التعاون العلمي والثقافي والاجتماعي، مقرها في جامعة باليرمو في ايطاليا، وهي مرجعية للتعاون بين الجامعات على المستوى الدولي، وتضم حالياً 153 جامعة ومركز بحثي من 25 دولة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط.

الأمل معقود أن تعمل النجاح من خلال هذه النافذة على إنشاء مشاريع وشراكات تهدف إلى تعزيز التعاون عبر الحدود على المستوى الإقليمي، ويحقق التنمية المستدامة على المستوى المحلي، وتنفيذ مبادرات تهدف إلى تعزيز البعد الدولي للجامعات الأعضاء، خاصة الفلسطينية والتشبيك ما بينها وبين الجامعات الأخرى الشريكة في المشاريع الأورومتوسطية، ودعم التعاون في مجال النشر العلمي والتبادل الأكاديمي والبحثي لطلبة وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات الفلسطينية، وعقد مؤتمرات دولية، ترمي إلى تمكين نظام وسياسات ضمان الجودة في التعليم الجامعي الفلسطيني، بالإضافة إلى توفير فرص تدريب للكوادر الأكاديمية والإدارية للجامعات الفلسطينية في مجالات متنوعة.

وإنه والحال كذلك، يتوقع من الجهات الرسمية الفلسطينية وغيرها ذات العلاقة في الوطن أن تكون سنداً وعوناً لجامعة الكل الفلسطيني، في سعيها لمواصلة مسيرة عطائها الطويلة في خدمة الوطن والمواطن، كشريك استراتيجي مكمل لدور تلك الجهات، تحت شعار عمل: "النجاح، جامعة فلسطينية بلا حدود جغرافية".

 

المصدر: صحيفة القدس