وكالات - رامي مهداوي - النجاح الإخباري - أحداث كثيرة تعصف بقضيتنا الفلسطينية بشكل متسارع منذ نكبتنا عام 1948، أستطيع القول بأننا كشعب تحت الاحتلال وعلى الرغم من التضحيات الكبيرة لأبناء الوطن إلا أننا لم نستطع حتى هذه اللحظة نقل روايتنا كآخر شعب مازال يخضع تحت الاحتلال!!
ما بين الذكرى الأولى لاستشهاد الصديقة الإعلامية شيرين أبو عاقلة؛ والذكرى 75 للنكبة الفلسطينية؛ والعدوان الهمجي المستمر على قطاع غزة بالوقت الحالي، أطرح سؤالين قد يتم استهجانهما ورفضهما للوهلة الأولى: هل سمع العالم عن قضيتنا؟ وإن سمع ماذا يعرف عنّا؟ وأسئلة أخرى قد تضيفها بذات السياق.
للأسف أقول بأننا ضعفاء وهناك تقصير أو عدم معرفة في كيفية إيصال الضحية صوتها للعالم، من خلال متابعتي أجد بأننا نتقن الحديث والتصريحات والأخبار لبعضنا البعض سواء على الصعيد الفلسطيني الفلسطيني أو الفلسطيني العربي مع الأخذ بعين الاعتبار التضارب المعلوماتي والصراعات الداخلية.
ماذا لو كانت شيرين إسرائيلية ومراسلة قناة (CNN) وتم إطلاق النار عليها بالخطأ من قبل المقاومة؟ ماذا لو كان الأطفال والنساء الذين يتم قتلهم في غزة بشكل يومي وبهذا العنف الإجرامي إسرائيليين؟ لماذا لا يعرف العالم عن نكبتنا لكنه يعرف ويتعاطف مع ذكرى قيام دولة الاحتلال !؟! لماذا ولماذا...؟؟ ولماذا سمع العالم عن الجندي الإسرائيلي "شاليت" ولم يسمع عن آلاف الأسرى في سجون الاحتلال؟!
نحن نمتلك العديد من مكامن القوى التي لا يتم استثمارها بشكل صحيح؛ لأنها مبعثرة بسبب غياب الخطة والمؤسسة التي يجب أن تكون الرافعة لكل القضية الفلسطينية بمختلف مكوناتها، مع الأخذ بعين الاعتبار النجاحات الفردية الكبيرة التي يقوم بها الفلسطيني و/أو المتضامن العربي والأجنبي مع قضيتنا، إلاّ أنها أيضاً لا يتم استثمارها بشكل شمولي دائم في تحقيق تأثير له أثر ملموس بقدر ما هو زوبعة في فنجان.
تبرير قوة ماكينة الإعلام الإسرائيلية والأموال التي تضخ هو سبب ضعفنا عبارة عن حجة واهية في ظل التطور التكنولوجي والثورة المعلوماتية من جهة، والانتشار الفلسطيني العالمي في كافة بقاع العالم بالإضافة للمتضامنين مع قضيتنا من جهة أخرى. علينا إعادة النظر في مكامن القوة الكثيرة التي لدينا وإعادة موضعتها من خلال تحويل الضعف الى قوة والتهديدات الى فرص بواسطة التفكير بشكل خلاّق ومبدع، وأيضاً الاستفادة والبناء على التغيرات العالمية التي تحدث، فالقضية الفلسطينية ليست حجراً، وعلينا التفاعل مع كل ما هو حولنا بما يحقق أهدافها.
من المهم الانتقال من مرحلة الى مرحلة، على الضحية أن تُسمع صوتها بشكل غير تقليدي، لا أحد سيسمعها ما لم تتحدث بأداة وأسلوب مختلف، ويكفي التجارة الإعلامية على حساب الضحية من خلال تصريحات وأخبار لا طعم لها؛ أو من خلال التواجد أينما تتواجد الكاميرا وكأنه صاحب الحدث!، وحتى اللغة يجب أن يتم توظيفها بشكل حقيقي كما هي دون أي تبهير، مع الانتباه الى أهمية استخدام المفردات الإنسانية التي تؤثر على الإنسان أياً كان لونه ودينه وعرقه حتى ولو لم يكن معنا.