وكالات - عبد الغني سلامة - النجاح الإخباري - «باد مان»، فيلم كوميدي درامي إنتاج 2018، مبني على قصة حقيقية لناشط اجتماعي هندي يدعى «أروناتشالام»، تمكن بجهده الخاص ومن خلال مبادرات خلاقة من إحداث ثورة اجتماعية وصحية في مفهوم النظافة لدى السيدات أثناء الدورة الشهرية، وتركز نشاطه في الريف الهندي، من خلال تصميمه لآلة بسيطة تصنّع فوطا صحية بأسعار زهيدة، آملاً من خلالها تعميم الوعي الصحي لدى النساء والرجال على حد سواء، حول أهمية استعمال الفوط الصحية النظيفة، والتوقف عن وصفها بأنها وصمة عار أو من المحرمات في المجتمع؛ إذ ينظر المجتمع الهندي التقليدي، وخاصة في الأرياف للدورة الشهرية بوصفها نجاسة، ويتعامل مع المرأة أثناء فترة الحيض بتقزز واشمئزاز، فضلا عن انتشار الممارسات غير الصحية للمرأة، مثل استعمالها خرقة ملوثة بدلا من الفوط الصحية النظيفة، التي لا تزيد نسبة استخدامها لدى النساء الهنديات على 12%.
تبدأ القصة بزواج «لاكشمي» (الذي يؤدي شخصيته ببراعة «أكشاي كومار») من «جاياتري» (تؤدي شخصيتها «راديكا أبتي»)، وبما أن «لاكشمي» يحب زوجته بشدة فقد كان مستعدا لفعل أي شيء من أجل راحتها وسعادتها.
في المشهد الأول، يتم طرد الزوجة مؤقتا من منزلها أثناء فترة الحيض تماشيا مع العادات الهندية، يتسلل الزوج إلى مخدع زوجته فيكتشف أنها تستخدم خرقة ملوثة لإزالة الطمث، فيطلب منها استخدام فوطة نظيفة لكنها تطلب منه عدم التدخل في هذا الموضوع الأنثوي.
ومع أن ثمنها باهظ (55 روبية) إلا أنه يصر على شراء فوط صحية من الصيدلية، فيعتقد حينها أن امتناع النساء عن شرائها بسبب ارتفاع ثمنها، فيقوم بتفكيكها ليكتشف أنها مكونة من قطن وقماش ناعم فقط، وهنا تلمع برأسه فكرة تصنيعها من المواد المتوفرة، وبالفعل يقوم بتصنيع كمية بسيطة يدويا، ويحاول توزيعها على نساء القرية، بادئا بشقيقته، إلا أن الأسرة تستنكر عليه إقحام نفسه في شأن نسائي شديد الخصوصية.
ينزعج «لاكشمي» من موقف العائلة السلبي، ثم يذهب إلى العمل، وفي الورشة يصاب أحد العمال بجرح بالغ في يده فيحاول زملاؤه تغطيته بخرقة ملوثة، لكنه يمنعهم ويخرِج من جيبه الفوطة التي اشتراها من الصيدلية ويغطي بها الجرح وينقل المصاب إلى العيادة، فيخبره الطبيب أنه أحسن التصرف، ولو أنه استعمل خرقة ملوثة لأدى ذلك إلى التهاب الجرح والإصابة بالغرغرينا. وهنا يتأكد «لاكشمي» أنه على الطريق الصحيح.
المدهش أن بطل القصة الحقيقي لم ينل حظا من التعليم، وكان فقيرا، لكنه يتمتع بوعي صحي وحِس إنساني راقي، ما يجعله يكرس حياته في مهمة اجتماعية وإنسانية نبيلة. لذا يقرر مواصلة جهوده محاولا الاستعانة بطالبات كلية الطب، اللواتي يمتنعن عن مساعدته للأسباب الاجتماعية التي تعتبر ذلك من المحرمات.
لم ييأس «لاكشمي»، فيجرب استخدام الفوط على نفسه ليتأكد من فعاليتها، من خلال وضع بالون مليء بدم الماعز، ما يؤدي إلى تسرب الدم على ثيابه، ما يضعه في موقف حرج أمام القرية، تتسبب هذه المحاولة بوصفه بالرجل فاسد الأخلاق من قبل القرية بأكملها، ما يدفع أهل زوجته على إجباره الانفصال عن زوجته، وهنا يقرر مغادرة القرية مخاطبا زوجته بأنني «سأجعلك تفخرين بي يوما ما»، وفي ذهنه أفكار غامضة عن كيفية ذلك، ولكن مع إدراك بأن هذا يتطلب أولا محاربة الأفكار البدائية والمتخلفة المتعلقة بالدورة الشهرية.
يعمل «لاكشمي» خادما في منزل أستاذ، يعرّفه ابن الأستاذ على الإنترنت ويساعده في الحصول على المعلومات التي يحتاجها لفكرته، ويعرض عليه مقاطع فيديو لآلات صنع الفوط، والتي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات، وبدلا من إحباطه يستوحي منها فكرة تصميم آلة بسيطة تمكنه من تصنيع كميات معقولة من الفوط، ولكن بجودة غير عالية.
يتمكن «لاكشمي» من جلب عينات من ألياف السيليلوز من شركات عالمية موهما إياها أنه مستثمر كبير، ثم يحصل على قرض مالي لتطوير آلته، ويبدأ بالبحث عن نساء يختبرن منتجه، لينتهى به الأمر بمقابلة «باري واليا» (تؤدي دورها «سونام كابور»)، وهي امرأة متعلمة تعيش حياة عصرية في المدينة، فتخبره أن الفوط التي ينتجها جيدة. ثم تقترح عليه المشاركة في مسابقة وطنية ستقام في نيودلهي للأفكار والمشاريع التي تطور حياة الناس.
وبالفعل يشارك «لاكشمي» في المسابقة ويفوز بجائزة مالية كبيرة كأفضل اختراع. وهنا تنهال عليه عروض مغرية من كبريات الشركات لشراء براءة اختراعه، فيسأل صديقته «باري»: لماذا سيدفع مستثمر ملايين الدولارات مقابل ماكينة ثمنها 90 ألف روبية؟  فتجيبه لأنه صاحب براءة الاختراع، ولأن هذه الشركات ستربح من وراء اختراعه مليارات الدولارات، نظرا لضخامة السوق المستهدف، فيقول لها، يعني ذلك أنهم سيرفعون ثمن التكلفة، وبالتالي سيزيد سعر الفوط، ولن تتمكن النساء من شرائها، ما يعني أن فكرته لنشر الوعي الصحي ستبوء بالفشل، لأن جمهور المستهلكين سيكون من النساء الثريات (اللواتي لسن بحاجة لوعي صحي)، وفي النهاية يرفض «لاكشمي» بيع فكرته، ويصر على مواصلة مبادرته مستخدما قيمة الجائزة النقدية التي حصل عليها.
يشتهر «لاكشمي» بسبب انتشار صورته مع «أميتاب باتشان» وهو يسلمه الجائزة، لكن القرويين الذين سيحتفلون به سرعان ما ينقلب موقفهم بعد إدراكهم لطبيعة اختراعه، فيسخرون منه مرة ثانية. تساعده «باري» في تسويق فوطه لنساء ريفيات، وتنجح في ذلك لكونها امرأة وتتحدث في شأن نسائي، وبسبب مهارتها التسويقية، وسرعان ما تلتحق نساء أخريات بمشروعه، ويبدأ «لاكشمي» و»باري» بالسفر من قرية إلى أخرى، لإنشاء مصانع صغيرة لصنع الفوط وبتكلفة بسيطة، وبسعر 2 روبية فقط، وهنا بالإضافة لنشر الوعي الصحي وتصحيح المفاهيم المتخلفة، تستفيد نساء كثيرات من العمل في تلك المصانع الصغيرة.
وعلى إثر نجاحه وشهرته تدعوه «اليونيسيف» إلى نيويورك لعرض فكرته على العالم، وهناك يقدم خطابا في منتهى الروعة، يقول فيه: «إذا أردت ألا تواجه الصعاب والمشاكل في حياتك فمت؛ الميت الشخص الوحيد الذي بلا مشاكل».
يعود «لاكشمي» لوطنه وتستقبله قريته بكل حفاوة، وينتهي الفيلم بعودته إلى زوجته، وجعلها تفخر به كما وعدها.
يتم حظر الفيلم في الكويت وباكستان بحجة أنه يدمر التقاليد ويمس بالمحرمات.