نابلس - بهيج نصاصره - النجاح الإخباري - ‘تخرج لنا الاحصائيات ارقما هائله من الاشخاص الذين يقضون سنوياً بالانتحار واتخاذ القرار بإنهاء الحياة ومقابل كل حالة انتحار لدينا اضعافها محاولات الانتحار و لا نخفي ذلك عن مجتمعنا الفلسطيني حيث من المهم علينا الاعتراف بإمتداد هذه الظاهره الى مجتمعنا واخذ مسئولياتنا اتجاه المواطنين و العمل معهم حتى يتسنى لهم الاستمرار ومواجهة متطلبات الحياة الهائله رغم الشح الكبير بالموارد وليس ذلك فقط بل ايضاً صعوبة الوصول الى تلك الموارد ومصادر تحيقيق الاحتياجات، فالكثيرين تحدثو أو حتى كتبو في ابحاثهم ومقالاتهم أو كتبهم عن أهمية وجود الامل للناس حتى يستطيعو التقدم و المضي بالحياة بشغف وهنا أنا اقف عند شغف الحياة الذي بات اليوم يغيب في ضل الظروف الحاليه الصعبه وعدم القدره على التفكير بالغد وهذا بالطبع يعود الى طريقة العيش اليومي وتعقيدات الحياة الاجتماعيه في المجتمعات كافه و المجتمع الفلسطيني خاصه، فالاحداث الاخيره و الجائحه هي ايضا اضافة على طبيعة المشكلات التي يواجهها الفرد الفلسطيني، ومن الملاحظ لدى الجهات الرسميه ونخص هنا التقارير الصادره عن جهاز الشرطه الفلسطينيه خلال السنوات السابقه ما بين عام 2015 الى غاية عام 2019 أن نسبة الارتفاع بالانتحار تحتاج الى الوقوف عندها بجد و لا يفي فقط ان نتعرف على هذه النسب و الاسباب الموضحه بهذه التقارير او الاحصائيات و لا يفي فقط التعرف على الاسباب التي أدت الى الاقدام على الانتحار او محاولات الانتحار و الفرق بين الذكور و الاناث نحن نحتاج الى الوصول اكثر للميدان لعلاج هذه الظاهر التي بدأت بالاتساع أكثر و اكثر كلما ازدادت تعقيدات الحياة على كافة الاصعده الاجتماعيه و الاقتصاديه و الثقافيه و تغييب الحدود الاجتماعيه لنا كمجتمع فلسطيني و الذي بات واضح لنا ايضا مؤشرات غياب التمسك  بالمنظومه الاخلاقيه و الثقافيه بالمجتمع وهذا ايضا يعتبر سبباً اخر لتعقيدات الحياة الاجتماعيه  . المهم العمل الميداني الذي نطالب به حتى نكون اقرب الى الناس لمساعدتهم و جعل الوصول الى الخدمات الاجتماعيه و النفسيه اسرع وبدون تكلفه باهظة. نستمع بشكل يومي لمعاناة المواطنين منهم من لا يستطيع ايجاد قوت يومه ومنهم من لا يستطيع ايجاد العلاج ومنهم من لا يستطيع مواصلة التعليم وليست هذه من رفاهية الحياة بل هي حق من حقوق المواطنين مكفوله وحتى نكون اكثر توسعا حتى الصحه النفسيه و الاجتماعيه ضمنتها للمواطن الشرائع السماويه و القوانين و الانظمه الامميه وليس هي كرماً من شخص على آخر تلبية هذه الحاجات الاساسيه و التي مهمتها الاساسيه الحفاظ على حياة الانسان و استمراره بمواصلة العيش الكريم، ولكن عند غياب هذه المقومات يصبح لدينا وضع اكثر من مقلك على الجانب الاساسي وهو حياة المواطنين وكرامتهم فالذي نحن بأمس الحاجه اليه هو التكافل الاجتماعي واعادة الاعتبار للقيم التكافليه بالمجتمع وتقليل من الفرديه الاجتماعيه بالاضافه الى تنشيط مؤسسات المجتمع المدني و الاعمال التطوعيه و توسيع دائرة البحث و التدخل لمساعدة الاسره الفلسطينيه على مواجهة صعوبات الحياة الحديثة بكامل متطلباتها وغير ذلك سنكون شياطين لاننا نسكت عن الحق ونساعد على أن يصل الكثيرين الى نقطة توقف الزمن وانهاء حياتهم وهذه جريمة يكون المجتمع هو المتهم بها.