أحمد جابر - النجاح الإخباري - في ظل الهجمة الأمريكية الشرسة على القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس، عقب مواقفه الجريئة بالوقوف في وجه الولايات المتحدة أمام مخططاتها التي تستهدف القضية الفلسطينية عبر ما تسمى صفقة القرن، وما تبعه من تحريض امريكي – اسرائيلي على الرئيس محمود عباس على مواقفه التي أشادت بها الفصائل الفلسطينية كافة، وأثنت عليها، والخروج بموقف فلسطيني موحد وصلب تجاه ورشة البحرين التصفوية وصفقة القرن، ومع اقتراب ساعة الصفر غرد المبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط غرينبلاد ضد الرئيس محمود عباس على مواقفه، والتي لم تجد من يتعاطى معها سوى الناشط الفلسطيني المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية فادي السلامين، حيث أثنى على غرينبلاد ضد الرئيس عباس.

يشار إلى أن الرئيس عباس اتخذ موقفاً صارماً وتحدى الإدارة الأمريكية فور إعلانها القدس عاصمة لإسرائيل في السادس من ديسمبر 2017، وقاطع الاجتماعات مع المسؤولين الأمريكيين، وبقى ثابتاً في موقفه حتى اللحظة رغم الضغوطات الأمريكية عليه لاستئناف اللقاءات. وزادت مواقفه صلابة عقب قطع الادارة الامريكية ممثلة بالرئيس ترامب المساعدات عن وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين في استهداف واضح للاجئين الفلسطينيين وحق العودة أحد الثوابت الفلسطينية التي لا يمكن أن يتم التنازل عنها.

إن ثناء المدعو السلامين على جرينبلاد لا يخرج عن كونه أحد الأدوات الأمريكية في استهداف القيادة الفلسطينية والقضية الفلسطينية، فهو الذي لا يتوقف عن مهاجمة القيادة الفلسطينية والسلطة ويختلق الأكاذيب ليغطي على جريمته النكراء ودوره المشبوه في تسهيل بيع الممتلكات المقدسية لليهود في القدس عبر شركة يقف خلفها، حسبما كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية في تحقيق حصري قبل أشهر قليلة ماضية.

وبما أن الكل الفلسطيني سلطة ومعارضة متوحدون ضد ورشة البحرين وصفقة القرن، والتسهيلات الاقتصادية الامريكية المشبوهة للفلسطينيين والعرب في المنطقة ، فمن أنت أيها السلامين لتخالف الموقف الفلسطيني بأكمله؟ أم أنك تحلم بتحريضك على الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية، والقضية الفلسطينية التي تتبرأ من أمثالك، بأن يكون لك موقعاً من الإعراب في الساحة الفلسطينية.

واهم أنت يا سلامين كما سبقك من الذين خطوا خطواتك وانتهى بهم الأمر إلى مزابل التاريخ، فطالما أن الموقف الفلسطيني واحد فلن ينجح أي مشروع أمريكي- اسرائيلي، يستهدف النيل من القضية الفلسطينية، حتى ولو وقف العالم كله يداً واحدة أمام الموقف الفلسطيني. وتجارب التاريخ حافلة بذلك.

والخلاصة هو أن أي مشروع أمريكي – اسرائيلي ، لن ينصف الفلسطينيين، وهذه قناعة راسخة لدى الكل الفلسطيني، فأين أنت من الفيتو الأمريكي يا سلامين ضد القرارات الداعمة للموقف الفلسطيني في مجلس الأمن، وضد الجرائم الاسرائيلية بحق الفلسطينيين الذين لا يتشرفون بأن تكون واحداً منهم؟ وأين أنت ومن على شاكلتك من كل ما يتعرض له الفلسطينيون في غزة والضفة والداخل المحتل من جرائم منظمة؟