يحيى رباح - النجاح الإخباري - منذ تأسيسها في العام 1957م، وإطلاقها للثورة الفلسطينية المعاصرة في الأول من يناير كانون الثاني عام 1965، أي قبل ثلاثة وخمسين عاما، وتجديد الانطلاقة بعد الهزيمة المروعة في عام 1969م، الذي جعلها في معركة الكرامة بعد قرابة تسعة شهور تجافي اهم العناصر الاستراتيجية، وابرزها اضرب وأهرب، فقد خاضت معركة مع الجيش الإسرائيلي بكل قوته المبالغ فيها وانتهى الامر بدايان وضباطه بترك دباباتهم المحترقة ليستعرض بها فدائيو فتح في قلب عمان، وفي تلك المعركة وبالتنسيق مع الجيش الأردني الغاضب والملك الاكثر غضبا وهو الملك الشاب أنذاك، الملك حسين يرحمه الله، ولقد قيل ان الملك نبه في رسالة واضحة ان هدف هذه القفزة الإسرائيلية هو الاستيلاء على مدينة القدس، بصفتها عمق المشروع الصهيوني، وتمرير حكاياته، واساطيره، لكن "السيندوم" الذي أصاب القادة العرب لم يؤدِ الى أي انتباه، ومع ذلك فان فدائيي فتح وابطال الجيش الأردني، دشنوا مرحلة جديدة هي الصمود والتصدى الذي يحاول البعض خيانته عبر الاندياح المتلاحق الذي تقدمه اميركا وإسرائيل الى أولويات أخرى.

من بين اخطر المواجهات التي تعرضت لها فتح ما يمكن تسميته بدكتاتورية الايديولوجية، والاخوان المسلمين والتشظي الى أولويات أخرى اخطر من العدو، لكن يذكر لفتح بكل افتخار انها بعثت الهوية الوطنية، من منكم يريد ان يكون فلسطينيا قبل أي شي اخر، وكل ما حدث من انشقاقات واندياحات وانقسامات كان ينبع في الأساس من ديكتاتورية الايديولوجية الزائفة، وكانت فتح، اذا كيف يكون الفلسطيني المطرود من جيوب التاريخ والجعرافيا، الذي يضحي بمستوى مبدع وخارق يكون له ايديولوجيا غير فلسطين؟؟؟

نحن الان بقيادة فتح، واجماع الاخرين، وصلنا الى طور اعلى في نضالنا، ليس مع حزب عربي، وليس مع ايديولوجيا إسلامية، بل مع القوة الأكثر في العالم التي قامت بعناد فارغ بإعلان سقوطها في المصيدة الإسرائيلية هذه الصفقة التي عقدها ترامب مع نتياهو، صفقة خطيرة ومشينة ويجب ان تفشل, الفلسطينيون يعرفون عبقرية قضيتهم من خلال حلها العصي ومبادراتها المبدعة سوف نتحدى ونصمد وننتصر.