عرين عبد الله - النجاح الإخباري - "احذر عدوك مرة وصديقك ألف مرة"، أغلب الأحيان نمر مرور الكرام عن هذه المقولات، ولا نتمعن فيها ولا نكترث لها، ولا نكرس لحظة من لحظاتنا لفهمها، مع علمنا سلفًا بأن القدماء لم يقولوا عبارة واحدة عبثا. 

أغلب فئات هذا المجتمع الذي نعيش فيه يمارس النفاق بمهارة متقنة، ويبتسم في وجهك لتسمع فجأة أنه يطعنك في ظهرك دون علمك.

أعتقد أنّ سبب النفاق الذي يحيط بنا هو نحن أنفسنا، كيف ذلك؟ دعني أقول لك. 

لا أحد يدخل حياتك دون اذن مسبق منك، ولا أحد يقحم نفسه بما يخصك إلا بتصريح منك فاللوم الأول ضعه عليك وعلى اختيارك منذ البداية. 

يقول أحد الفلاسفة أن "الانطباع الأول للقاء الاول"، وأخالفه الرأي بشدة، فالصورة الاولى بنظري هي صورة ذات انطباع مزيف وكاذب. 

ومن الممكن أن تعجب بشخص من أول لقاء لتكتشف مؤخرًا أنّه لا يستحق الإعجاب والعكس صحيح، فأحيانا كثيرة نبغض اشخاص ونكتشف فيما بعد أن حكمنا كان متسرعا وأنهم يستحقون كل الحب.

كما يمكننا تحميل اللوم الأكبر لمواقع التواصل الاجتماعي والعالم الافتراضي الذي نعيشه، داخل دائرة نفاق كبيرة ومن خلف كواليس شاشات الأجهزة النقالة والمحوسبة، يكتب  لك عبارة على صورة تضعها بينما يحمل داخله عبارة مختلفة تمامًا يمدحك علنًا ليذمك خفية داخله. 

وهذه من أهم صور النفاق الالكتروني، الذي يغزو بيوتنا ويحتل عقولنا ويسرق بحلاوة لسانه قلوبنا. 

صور النفاق شتى وتقسيماته كثيرة وشائكة، والناجح منا من لا يقع فيه، غربل علاقاتك وطهرها من النفاق، واغزو العالم بقلب نقي واصدقاء يستحقون التضحية.