النجاح الإخباري - وصف الأطباء وعمال الإغاثة في سورية، المشاهد التي حدثت في ضاحية الغوطة الشرقية المحاصرة في دمشق بالمأساوية، حيث قتل مئات المدنيين في الأيام القليلة الماضية في أسوأ قصف للحرب الأهلية السورية، فيما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، مساء أول من أمس، عن قلقه العميق، من تصاعد العنف في الغوطة الشرقية بسورية.

ونقلت صحيفة «التايمز» البريطانية أمس، تصريحات الأمم المتحدة بأن ستة مستشفيات في المنطقة أصيبت في غارات جوية من قبل نظام الأسد، وصارت ثلاثة منها خارج الخدمة تماما. 

وفيما قال الأطباء إن 225 شخصا على الأقل قتلوا، بينهم 54 طفلا، حض جوتيريس جميع الأطراف على التزام المبادئ الأساسية للقانون الإنساني، بما في ذلك حماية المدنيين.

تكثيف القصف

كانت قوات النظام السوري قد واصلت قصفها الكثيف على منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، مما تسبب في مقتل 106 مدنيين على الأقل أول من أمس، في حصيلة دموية جديدة.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 250 شخصا في قصف منذ ليل الأحد، لافتا إلى أن قوات النظام واصلت القصف بالطائرات والمدفعية والصواريخ مدنا وبلدات الغوطة الشرقية، بالتزامن مع استقدامها تعزيزات عسكرية تنذر بهجوم وشيك على معقل الفصائل المعارضة الأخير قرب دمشق.

خفض التوتر

أشار جوتيريس إلى أن الغوطة الشرقية هي إحدى مناطق خفض التوتر التي تم التوصل إليها في مايو الماضي برعاية موسكو وطهران وأنقرة، مذكرا جميع الأطراف «بالتزاماتهم في هذا الصدد».
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك، إن «نحو 400 ألف شخص في الغوطة الشرقية قد تعرضوا لضربات جوية وقصف بالمدفعية».
يأتي ذلك فيما تتواصل المفاوضات في مجلس الأمن حول مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما للسماح بتسليم مساعدات إنسانية عاجلة وبإجراء عمليات إجلاء طبي.

معارك عفرين

أفادت مصادر بأن القوات الشعبية السورية تعرضت لقصف بالقذائف، بعد وصولها إلى مدينة عفرين غرب سورية، مشيرة إلى أن القصف جاء من جهة مدينة إعزاز، حيث تسيطر القوات التركية والقوات المتحالفة معها على المنطقة هناك.
وحسب المصادر فإن القوات التركية التي تشن عملية عسكرية ضد الوحدات الكردية في عفرين، قصفت مناطق قريبة من تواجد القوات الشعبية السورية، والتي دخلت المدينة لحمايتها.
وهدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في وقت سابق، بمنع وصول إمدادات الأسلحة للوحدات الكردية في عفرين من خارج المنطقة، وبحرمانها من فرصة مواصلة المفاوضات مع أي طرف.
وكانت أنقرة أعلنت الإثنين الماضي أنها لن تعترض على دخول القوات السورية إلى عفرين، إذا كان الهدف من ذلك تطهيرها من المقاتلين الأكراد، إلا أنها هددت بمواصلة الهجوم في المنطقة في حال أقدمت دمشق على حماية الوحدات الكردية.