وفاء ناهل - النجاح الإخباري - خط المقدسييون فجر اليوم انتصاراً جديداً للشعب الفلسطيني، بنكهة مقدسية بعد اثني عشرة يوماً من الصمود امام بوابات الاقصى، رافضين لكل اجراءات الاحتلال في المدينة المقدسة ومطالبين بعودت الوضع الى ما كان عليه قبل 14 من تموز/يوليو الجاري.

توج هذا الانتصار الذي خط بقلم المقدسيين، بقرار المرجعيات الدينية والتي دعت كافة المقدسيين والمرابطين للدخول الى المسجد الاقصى واقامة الصلاة في ساحاته، القرار الذي جاء بعد أيام من الرباط والصمود امام ابواب المسجد المبارك.

لم ننتصر بعد...

الكاتب والمحلل السياسي نظير مجلي أكد ان ما حصل بالقدس المحتلة مكسب، ولكن يجب البناء عليه، والرسالة الاساسية مما جرى ان الوقفة الجماهيرية للشعب الفلسطيني والتي تجاوزت الازمات الداخلية والانقسام الذي ما زال موجوداً تؤكد ان النضال السياسي الشعبي والسلمي وموحد الصف وذو الاهداف البارزة والواضحة والمقنعة للعالم يأتي بنتيجة.

وأضاف مجلي في حديثه لـ"النجاح الاخباري" صحيح ان هناك تدخل امريكي زاد من الضغوطات على اسرائيل اضافة للموقف الرسمي الفلسطيني بقطع الاتصالات مع اسرائيل والضغوط الاردنية أيضاً لعبت دوراً لكن لولا وقوف المقدسيين والاسناد من الصف الفلسطيني في كافة محافظات الوطن لما اجبرت اسرائيل على التراجع".

وفي حديث عن القدس يقول مجلي: "نحافظ عليها "كبؤبؤ العين" لكن يجب ان ندرك ان هناك مقدسات اخرى بالقدس كلها تعرضت ولا زالت تتعرض للاعتداءات من قبل الاحتلال كذلك مشاريع الاستيطان والتهويد لم تنته".

واضاف: "فمعركة القدس انما فتحت الباب امام الكفاح السلمي الواعي الذي يمكن ان يحقق الانتصار المنتظر".

وعند حديثه عن العوامل التي سرعت بانقضاء الأزمة بالقدس، بين أنها تتلخص في الاصرار الفلسطيني وان الاقصى نار تحرق ايدي من يلعب فيها ولا يمكن ان يتوقف التصعيد الا بتراجع الاحتلال وعودة الوضع الى ما كان عليه سابقا، وهو ما جعل اسرائيل تتراجع، وهذا ما انهى الازمة".

السحر بطريقة الرد..

وفي حديثه عن تقييم الوضع في القدس، يقول مجلي: "يمكننا تقيم الوضع الآن، فالهجمات على القدس لم تتوقف والمؤامرات على شعبنا وارضنا ووطننا ما زالت قائمة ومستمرة".

واعتبر مجلي أن دورنا يتخلص في كيفية الرد على إجراءات الاحتلال وصد هجمته، وقال: "وهذا يتم عن طريق وقف جماهيرية شعبية فيها نضال سلمي وقيادة موحدة تستطيع ان تذهب في هذا الاتجاه، إلا ان المشكلة الكبيرة الآن تتمثل  بالانقسام والقنوط والاحباط الذي يصيب الناس ما يجعل العالم ينسى قضيتنا فاذا راى العالم عناد وصمود الشعب كما كان في الايام السابقة ستبقى قضيتنا راسخة وحاضرة،  فما نحتاجه عمل ميداني لنؤكد ان هذا الشعب يكافح من اجل الحصول على حريته".

ليس انتصار وانما مكاسب

ويؤكد مجلي أن ما حدث بالقدس من وجهة نظره ليس انتصارا، ويقول: "هذا مكسب كبير فاذا قلنا اننا انتصرنا يعني تحررنا وعندها يمكن ان نرتاح ولكن هذا مكسب يحتاج لمثابرة وتطوير والا فان اسرائيل اذا رأت أن الأمور هدات من جديد، وانشغلنا بمشاكلنا من جديد، فانها ستعمل على استغلال ذلك مجدداً وتستفرد في القدس.

الكرامة اليهودية

ويتحدث مجلي عن ردة الفعل الاسرائيلية، حيث اكد ان اليمين الإسرائيلي مصعوق من التراجع الذي حصل.

وقال: "هم ايدوا التراجع على مضض واليوم توجد مسيرة وفيها يخط الاسرائيليون عبارات "الكرامة اليهودية" بما معناها ان ما حدث مس كرامتهم، كما ويطالبون نتيناهو برد سريع على ما حصل بالقدس، ومن الطبيعي ان يقوم الأخير بزيادة الوحدات الاستيطانية، إضافة إلى قانون "القدس الموحدة" الذي يسعى من خلاله لاخراج احياء وبلدات مقدسية وادخال مستوطنات جديدة للقدس".

ويضيف مجلي: "اسرائيل كانت مقتنعة ان نتنياهو سيتراجع عن اجراءات هي اصلاً لم تكن  مدروسة، فالمخابرات والجيش حذروه، ولكن هو استمر ليرضي اليمين المتطرف، ولكن كان واضحا انه سيتراجع، إلا ان اليمين لم يكن يريد ان يتم التراجع بهذه السرعة، وحتى ان تم بهذه السرعة فلا يجب ان يكون بهذه الشمولية ليحفظ نتنياهو "ماء وجهه" الا انه فشل بذلك".

انتصرنا بمعركة... والحرب مستمرة

الكاتب والمحلل السياسي سامر عنبتاوي أكد لـ"النجاح الاخباري" ان هناك مؤشرات كثيرة وعظات وعبر مما حصل بالقدس وهما الصمود والتحدي  فما حدث نصر في معركة، وليس في حرب، فالحرب على القدس شديدة وشاقة وهناك مخطط اسرائيلي للاستيلاء والسيطرة التامة.

وتابع عنبتاوي: "ولكن في هذه المعركة اخذنا الكثير من العبر اهمها صمود الشعب وتحديه واصراره ووحدته في مواجهة الاجراءات الاسرائيلية ما ارغم الاحتلال على التراجع عن اجراءات كان يريد من خلالها جس نبض ردود الفعل عما يفلعه وتثبيت نظام امني داخل الاقصى ولكنه فشل".

ويضيف: "عندما يتعلق الامر بالاقصى فوحدة الشعب تكون قوية وعلى مستوى التحدي والعبرة الثانية انه رغم تخلي العالم العربي الواضح إلا ان الشعب الفلسطيني صمد وتحدى، وهو ما يجعلنا ندرك ان الموقف الاسرائيلي في اي توجه لا يجب ان يعتبر قدرا يطبق".

ومضى قائلاً: "فنحن نستطيع افشال المشاريع الاسرائيلية بالتصدي والصمود".

ويتابع: "علينا ان نحتفل بقلوبنا ونعمل بعقولنا، فالقادم ليس سهلاً المعركة ستستمر حتى نيل النصر".

انفراج الازمة

ويؤكد عنبتاوي ان اهم عامل لانفراج الازمة هو صمود اهل القدس وتحديهم اضافة لردة الفعل الفلسطينية بالضفة، واراضي الـ48 وقطاع غزة، اضافة للتعاضد الفلسطيني وتصعيد الامور ونداءات جمعة الغضب كل هذه العوامل اربكت حسابات الاحتلال، حيث شعر ان هناك توجه لانتفاضة لن يتمكن من السيطرة عليها، ويضيف"الموقف الرسمي والقيادي كان اقرب هذه المرة الى الموقف الشعبي كما ان اجراءات القيادة التي لم تأبه للضغوطات التي مورست، وبالتالي اصبح هناك انسجام على كافة المستويات فصائلي شعبي مجتمعي قيادي على المستوى الفلسطيني لمواجهة الاجراءات الاسرائيلية".

 تقييم الوضع

وفي تقييمه للوضع الحالي يقول عنبتاوي: "الوضع بالاقصى عاد لما كان عليه سابقاً، ولكن نحن  نريده محررا، بالكامل فالفرحة جيدة، ولكن الوقت ليس لصالحنا فالزمن يتداركنا، والمخطط الاسرائيلي يقوم على ثلاث مراحل، والتي تتمثل بمرحلة الهيمنة الامنية على المسجد الاقصى وتقسيمه زمانيا ومكانيا، وثم سيطرة كاملة لبناء الهيكل المزعوم".

ويضيف: "تهويد القدس يسير على قدم وساق لذلك التوجه الاسرائيلي لحسم الامور تجاه الفلسطينين في ظل الغياب العربي الرسمي ينعكس بشكل كبير على القضية الفلسطينية".

ويختتم حديثه بالقول: "لذلك الوقت ليس بصالحنا، والمطلوب أخذ العبر مما حصل والتوجه فوراً لبناء الوحدة لوطنية بشكل كامل ضمن برنامج وطني سياسي ليواجه الاحتلال ويتحدى مشروعه وعدا ذلك نحن نساعد الاحتلال بشكل مباشر او غير مباشر بالمضي في مشروعه".