عاطف شقير - النجاح الإخباري -   تشتعل ازمة الأقصى بين الفلسطينيين والاسرائيليين في اعقاب وضع حكومة الاحتلال للبوابات الالكترونية التي تحد من حرية العبادة لاولى القبلتين الا وهو المسجد الاقصى، فيما يقف المجتمع الدولي موقف المتفرج من تصاعد الاحداث في المسجد الأقصى. 

لا بوابات ولا كاميرات

صرح الامين العام للهيئة الاسلامية المسيحية الدكتور حنا عيسى لـ" النجاح الاخباري" ان المقدسيين يجمعون على إزالة كل الوقائع التي احدثها الاحتلال الاسرائيلي في اعقاب عملية القدس الاخيرة والتي تجلت بالبوابات الالكترونية وتركيب الكاميرات الذكية".

واضاف عيسى" ان الاحتلال اراد وضع الكاميرات الذكية ونحن المقدسيين نجمع على ازالتها، لان خطورتها تفوق البوابات الالكترونية كونها تصور المصليين عراة حينما يدخلون الى الصلاة في المسجد الاقصى، وهذا انتهاك خطير لحرية العبادة التي تنادي فيها كل الشرائع السماوية والارضية".

وتابع" سيزيل الاحتلال كل وقائعه على ابواب الاقصى وذلك من خلال تصدي الفلسطينيين لهذه السياسة الاسرائيلية الخطيرة التي تريد فرض الهيمنة والوصاية على المسجد الاقصى، وتتطلع الى التحكم في الداخل والخارج اليه".

واستطرد بالقول: ان هذه الوقائع الجديدة التي تمثلت في ازالة البوابات الالكترونية ووضع الكاميرات الذكية  التي سنجبر الاحتلال على ازالتها ظاهرة للعيان وللمجتمع الدولي، ولكن الخطورة تكمن في الحفريات التي تتم اسفل المسجد الاقصى، وكذلك الانفاق التي تحفرها دولة الاحتلال اسفل الحرم القدسي مخططة لاقامة هيكلهم المزعوم وهدم المسجد الاقصى واعتبار مسجد قبة الصخرة قدس الاقداس كما تصوره توراتهم.

وتابع " ان دولة الاحتلال تواصل الليل مع النهار لتغيير الوقائع اسفل المسجد الاقصى من خلال الايحاء بان لهم الحق في المسجد الاقصى".

وحول التحرك الاردني في ظل هذه الازمة قال حنا: نحن نثمن موقف الاردن الشقيق في الوقوف الى جانبنا في ظل هذه الازمة، ونشكر العاهل الاردني على جهوده في العمل على ازالة هذه البوابات الالكترونية والدعوة الى وقف التصعيد في المسجد الاقصى.

 

مجلس الامن لن يخرج عن بيت الطاعة الامريكي

  وحول تحرك مجلس الامن بناء على دعوة مصر وفرنسا والسويد لعقد جلسة حول التصعيد الاخير في المسجد الأقصى قال حنا: ان اروقة مجلس الامن تتحكم فيها اجهزة المخابرات العالمية التي لا تخرج عن هوى امريكا التي لا تدعم اي قرار من شانه ان يدين اسرائيل.

 بدوره، قال الدكتور نبيل شعث المستشار الخاص للشؤون الخارجية للرئاسة الفلسطينية لـ "النجاح الإخباري": بأنَّ الدعوة الخاصة الموجهة من مصر والسويد وفرنسا لعقد اجتماع تشاوري في مجلس الأمن الدولي لبحث التصعيد الأخير من قبل الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى، ولا سيما الدعوة إلى الخروج بقرارات من شانها إدانة القرارات التي أصدرتها حكومة الاحتلال  بما يتعلق في المسجد الأقصى والتي تمثلت بوضع البوابات الإلكترونية ووضع الكاميرات الذكية على أبواب الأقصى الشريف ملوّحًا أنَّ أمريكا ستستخدم قرار الفيتو ضد أيّ قرار من شأنه إدانة إسرائيل في مجلس الأمن.

وأضاف شعث: لا أعتقد أنَّ إدارة دونالد ترامب هذه ستقف موقفًا محايدًا جرّاء هذا التصعيد الأخير في المسجد الأقصى مثلما فعلت إدارة باراك أوباما في عهدها الأخير، حينما امتنعت عن التصويت فيما يتعلق بإدانة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، وهي المرّة الوحيدة خلال السنوات الماضية التي لم تفعلها الولايات المتحدة في التلويح بالفيتو إزاء أيّ قرار يخدم القضية الفلسطينية.

 

ما بيحرث الارض الا عجولها

بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي مهند عبد الحميد في مقال له " لم يقبل الشعب الفلسطيني والمقدسيون على نحو خاص بمعادلة أسياد / عبيد، والدليل على ذلك، هو رفضهم القاطع للبوابات الإلكترونية والكاميرات ولكل الإجراءات التي تحاول فرض سيطرة على المسجد الأقصى وشطبه كحيز عام توطئة لتقاسمه وتحويله، وتوطئة لفرض الاستسلام على المقدسيين والفلسطينيين لمصلحة غطرسة القوة.

لقد كشفت معركة البوابات الإلكترونية حقيقة عن أن من يقرر على الأرض، من يقبل أو يرفض، من يسمح أو لا يسمح هم المحتجون والمحتجات على الأرض. أو كما قال الكاتب الإسرائيلي نير حسون: «إن صاحب السيادة الحقيقي في الحرم هم الفلسطينيون المقدسيون».

ولكن من يقرر على الأرض بحاجة إلى دعم سياسي يحول معركة البوابات والكاميرات إلى معركة ضد احتلال المدينة وضد الاستباحة الإسرائيلية للحقوق الوطنية والتاريخية والمدنية والإنسانية، ويدمج العامل الديني بالعامل الوطني والاجتماعي والثقافي في إطار التحرر الوطني والخلاص من الاستعمار الاستيطاني وتقرير المصير".