د هاني العقاد - النجاح الإخباري - مازال رهاننا على نجاح اجتماع الفصائل قائما وكل عيون ابناء الشعب الفلسطيني تتطلع الى مخرجاته وكأنها لا تصدق ان تغيرا استراتيجيا حدث في الصف الفلسطيني وبدأ الفلسطينيين مرحلة جديدة عنوانها العمل المشترك تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية وانهاء الانقسام  الاسود الذي فتح ابواب التطاول على حقوقنا الوطنية واوهم البعض انه يستطيع ان يجلس على طاولتنا ويتحدث باسمنا. جاء  اجتماع الفصائل التاريخي ببارقة امل لان يخرج الفلسطينيين من حالة التيه والضياع الوطني ليرصوا صفوفهم  ويرتبوا بيتهم الداخلي ويقووا ارادتهم ويحددوا اهدافهم ويجهزوا ادواتهم لمواجهة   المخططات التآمرية التي لا هدف لها سوي تصفية قضيتنا الفلسطينية وتفكيك قضاياها وتقديم حلول مبنية علي التطبيع مع الإسرائيليين . اجتماع تاريخي ترأسه الرئيس ابو مازن رئيس منظمة التحرير الفلسطينية والذي قدم من خلاله ورقة سياسية استراتيجية شاملة لترتيب البيت الداخلي تحصين من خلالها الخطوط الفلسطينية وثبت الثوابت وارساء المعادلات لمواجهة الهجمة الامريكية الصهيونية العربية على قضيتنا  .  
 
الورقة السياسية الاستراتيجية التي قدمها الرئيس جاءت متزامنة مع محاولات الولايات المتحدة الامريكية وبعض دول الاقليم واسرائيل الالتفاف على حقوق الشعب الفلسطيني من عبر تنفيذ مخططات الضم والتطبيع  واعتبار ان الصراع العربي الاسرائيلي انتهي في محاولة بائسة لتفتيت حالة الرفض  الفلسطيني  لمخططاتهم التصفوية , وجاءت لتؤكد لكل المعنين بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي وخاصة  الامريكان والإسرائيليين والعرب ان من سيتحدث باسم الفلسطينيين هي منظمة التحرير الفلسطينية ولا احد غير ذلك لأنها الممثل الشراعي والوحيد لآمال وطموحات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج والمنافي والمخيمات  . جاءت لحماية القرار الفلسطيني المستقل والتأكيد علي استمرار الفلسطينيين بكل مكوناتهم السياسية في الحفاظ علي حقوقهم السياسية الكاملة في وطن ودولة مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس  , واكدت حقهم في مقاومة كل تلك المؤامرات بكل الطرق والاساليب مهما طال الزمن وتعدد المؤامرات  ومهما تعدت مرحلة الحصار السياسي الامريكي الاسرائيلي العربي من مراحل ومهما بلغت من حدود . و اكدت الورقة ان الفلسطينيين لم يعودا صغارا ولا يقبلوا بالوصاية من احد لكنهم لا يرفضوا التعاون والتعاضد والمساندة  ولا يرفضوا من يقف معهم في هذه المرحلة الحساسة من نضالهم الوطني من اي طرف من الاطراف الدولية والاقليمية التي مازالت تؤمن بالحقوق الفلسطينية وعدالة القضية  شرعيتها  . 

الورقة السياسية الاستراتيجية الشاملة وضعت محددات اي عملية سلام قادمة بارتكازها علي الشرعية الدولية وقرارات مجلس الامن وعدم التفرد الامريكي لرعايتها بل واكدت قبول مؤتمر دولي للسلام ترعاه الامم المتحدة علي اساس الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وبالتالي فان لا مفاوضات علي اي اسس تقفز عن تلك المحددات ولا اعتراف باي مرجعيات غير المرجعيات التي حددتها الشرعية الدولية . كما وضعت محددات هامة لمرحلة النضال الفلسطيني تبدأ فورا بتشكيل قيادة وطنية موحدة  بمشاركة كافة الفصائل لإدارة المواجهة مع الاحتلال الاسرائيلي ومواجهة مخططات الضم وصفقة القرن علي ان تبدأ عملها فورا ودون تأخير . كما و وضعت الورقة محددات مهمة لإنهاء الانقسام الفلسطينيين الخطير والذي اضر بمسيرة النضال التحرري واقامة الدولة الفلسطينية و وضعت محددات لإعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية ممثلة بالكل الفلسطيني لتكون البيت الجامع للنضال والمانع لأي اختراق امريكي صهيوني . كما و وضعت الورقة محددات لطبيعة العلاقة العربية الفلسطينية المبنية علي عدم التطبيع وتقديم الدعم السياسي والمعنوي والمالي للفلسطينيين ليصدوا كل تلك المؤامرات وطالبت جامعة الدول العربية باتخاذ اجراء سياسي مناسب بحق من يخرجوا عن قرارات القمم العربية السابقة ويعرضوا ثوابت القضية الفلسطينية للخطر . الورقة الفلسطينية السياسية الشاملة اكدت علي وحدانية التمثيل السياسي و وحدة الارض والجغرافيا الفلسطينية بما فيها القدس واهمها اقامة الدولة الفلسطينيين علي حدود الرابع من حزيران عام 1967  مع القبول بتبادل محدود للأراضي حسب معطيات محددة  ,واكدت الورقة علي السعي لاجتماع وطني بتمثل باجتماع للمجلس المركزي ممثل بكل الفصائل  في القريب  العاجل لإقرار الخطط التي ستقدمها اللجان المنبثقة عن اجتماع الامناء العامين للفصائل . واكد الورقة علي ضرورة  الاستمرار في الحوار الوطني الشامل واعتبار الامناء العامون في حالة تواصل واجتماع دائم لتجسيد الشراكة السياسية والنضالية والوطنية علي الارض وليس مجرد نظرية يصعب تطبيقها . 

البيان الختامي لاجتماع الامناء العامين يؤكد شمولية ورقة الرئيس ابو مازن الاستراتيجية والذي خلص لتشكيل  قيادة وطنية موحدة من الكل الفلسطيني لإدارة الاشتباك مع اسرائيل وتوجيه اطر المقاومة الشعبية العاملة علي الارض في كل مناطق التواجد الفلسطيني , وتشكل لجنة من شخصيات وطنية وازنة تحظي بثقة الجميع لتقديم رؤية  استراتيجية شاملة لإنهاء الانقسام والمصالحة الفلسطينية واستعادة الوحدة الوطنية بالإضافة لتطوير م .ت . ف واعادة هيكلة مجالسها ومؤسساتها ديموقراطيا او بالتوافق ان تعذر ذلك  ,واوصي البيان اللجنة التنفيذية بتقديم وتوفير جميع الاحتياجات للجنتين لإنجاز مهامهم في غضون خمسة اسابيع وليس اكثر .  ولعنا هنا نؤكد علي ضرورة انجاز تلك المهام التي اوصي بها الامناء العامون وعدم ايداعها في ورق فحسب بل يجب ان نري علي ارض الواقع وبدون تأخير نتائج عملية تنهي الانقسام وتعيد الوحدة الوطنية لصفوف فصائلنا وشعبنا كما واننا الان في انتظار البيان الاول للقيادة الوطنية الموحدة لتوجيه الجماهير الفلسطينية لتطوير الاشتباك مع المحتل في صورة مواجهة يومية لإسقاط مخطط الضم الذي لم يتوقف ولو للحظة لوقف قضم وسرقة الارض  واعاقة شق الطرقات التي تعزل مدننا الفلسطينية وتربط المستوطنات بعضها ببعض  وتهود القدس والاغوار وتعزلها عن محيطهما الفلسطيني . 

[email protected]