نابلس - النجاح الإخباري - أكد الخبير الاقتصادي الدكتور معن قطامين ان الوضع الاقتصادي اصبح أسوأ من وباء كورونا نفسه، حيث ترك العالم الحديث عن كورونا وبدأ الحديث عن الاقتصاد لان هناك قطاعات توقفت تماما مثل قطاع السياحة.

وأشار الى ان تقريرا لمنظمة العمل الدولية يفيد بأن هناك ما يقارب "195" مليون وظيفة بدوام كامل خسرها اصحابها،  حول العالم و5 مليون  منها في العالم العربي.

وتابع في حديث لـ"النجاح": كما ان اغلب الدول تفرض حظراً جزئياً او كلي لديها، كما ان الاستهلاك في تراجع كبير، وهو اهم مقومات الاقتصاد، كما ان متوسط المخزون النقدي للشركات  في امريكا يكفي لمدة "27" يوما، وفي عالمنا العربي يتفاوت بين البلاد حيث انه في بلاد الشام يصل الى "10" ايام فقط .

وتابع قطامين:" العالم بعد الـ "كورونا" يختلف عما قبلها، احيث ان امريكا كانت موازنتها "4" ترليون والعجز حوالي ترليون لكن خلال الاجراءات الاخيرة  بسبب كورونا، تم استعمال "2.2"ترليون ويستخدمون نصف الموازنة لمواجهة كورونا ودعم الاقتصاد الامريكي".

وأضاف:" لكن الصين لم تتأثر مثل امريكا حيث استطاعوا العودة تدريجيا الى السابق والصين سوف تسبق امريكا في الفترة التي تحتاجها الاخيرة، للتعامل مع كورونا وستكون هناك مشكله اكبر اذا ما اضفنا تراكم الدين العالم منذ الازمة المالية عام "2008" حيث ان هناك دول ستعلن افلاسها .

اقرأ ايضا : خبير اقتصادي: فيروس كورونا أوقف عجلة الإقتصاد العالمي

وأوضح قطامين ان الفرق الرئيسي بين أزمة "2008" والازمة الحالية ان أزمة "2008" لم يتوقف العمل بسببها، أما اليوم نتكلم عن توقف كامل مثلا قطاع الطيران، فمن المتوقع ان تعلن الكثير من الشركات عن افلاسها في نهاية شهر "5" كما ونتحدث عن توقعات بانهيارات لقطاعات  ضخمة  لم تحصل في التاريخ، كما وان صندوق النقد الدولي اعلن عن الدخول في ركود اقتصادي وهذا ما يتخوف منه العالم، وما هو مؤكد ان،  انعكاسات هذا الوباء ستكون خطيرة جدا وستعيد بناء هيكلية الاقتصاد العالمي بشكل تام .

وعن تأثر الدول العربية بهذه الازمة قال قطامين : "العالم العربي يمكن تقسيمه الى قسمين،  القسم الاول الدول التي لديها رصيد وقدرة على الانتاج كالدول النفطية،   والقسم الثاني الدول المتعثرة.

وشدد على ان دول الخليج سوف تتأثر بشكل كبير خاصة مع انخفاض اسعار النفط عالميا، ولكن لن يكون تأُثرها كباقي الدول، مثل  فلسطين والاردن ولبنان التي سوف يصبح لديها مشاكل كثيرة جدا من ناحية التراجع الاقتصادي وبطالة وفقر وليس فقط تباطأ اقتصادي".

وشدد قطامين على ان الطريقة الوحيدة لخروج الدول العربية من هذه الازمة هو الاستثمار وأكثر من السابق،  لأنه في حالة عدم الاستثمار ولو بالاستدانة سوف نجد ان الناتج المحلي الاجمالي والايرادات الضريبية والايرادات المحلية أقل بكثير وستعاني أكثر من السابق في حال عدم الاستثمار.