وكالات - النجاح الإخباري - قالت صحيفة معاريف العبرية اليوم الثلاثاء إن توتر الأوضاع في مدينة القدس قد يشعل المنطقة ، نظراً لازدياد حالة التوتر الميداني بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الحرم المقدسي.

وأوضح الخبير الأمني "يوسي ميلمان" في مقال نشره بصحيفة معاريف أن "ما حصل في الأيام الأخيرة يذكرنا من جديد بأن مسالة الحرم القدسي حساسة ومتفجرة، في الوقت الذي لا تبدي فيه حكومة الاحتلال الإسرائيلية الدور المأمول منها؛ لأن من يحدد السياسة العامة للدولة شخص واحد ما زال منشغلا في الانتخابات أكثر من أي ملف آخر".

وأوضح أن "الحرم القدسي ما زال يعدّ صاعقا ذا فتيل قصير، وقد اندلعت أحداث الأيام الأخيرة في توقيت إشكالي غير متوقع بسبب أجندة العام، فنحن في العشر الأواخر من رمضان، والفلسطينيون أحيوا يوم القدس العالمي للمسلمين، واليهود أحيوا يوم القدس الخاص بهم، وهي مناسبات تذكرنا بأن حبل الصاعق يقصر يوما بعد يوم".

وأشار إلى أن "سبب التوتر بالحرم القدسي أن الشرطة بعد التشاور مع ما يعرف بـ "جهاز الأمن العام للاحتلال" الشاباك سمحت لليهود باقتحامه، مع أنها في سنوات ماضية منعتهم بشهر رمضان، خاصة في أيامه العشر الأخيرة، لكنها هذا العام ورغم الأحداث المزدحمة سمحت لهم، لأنها في حال منعتهم فإن مزاعم اليمين الإسرائيلي بشأن السيادة اليهودية على القدس الموحدة ستتضرر، ويغضب ذلك المنظمات اليهودية المتحضرة لإقامة هيكل سليمان".

وأكد ،"أننا نعيش حقبة انتخابات حامية، ما رفع من مستوى التوتر والاحتكاك بين الجانبين، مع أن الخلافات بين شرطة الاحتلال والشاباك في مسألة السماح لليهود بدخول الحرم أو منعهم كبيرة وواسعة، فالشاباك لا يفضل المخاطرة بإفساح المجال أمامهم لاقتحام الحرم؛ لأنه مسئول عن الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية، ورؤيته التقييمية للحدث وتبعاته أوسع من الشرطة، سواء بنظرته ل حماس في غزة أو العلاقة مع الأردن". 

وأضاف أن شرطة الاحتلال الإسرائيلية يقتصر دورها على حفظ الأمن في القدس فقط، وربما تغامر بالذهاب بعيدا في أخذ نسبة من المخاطرة، وحصل هذا التباين سابقا في مسألة البوابات الإلكترونية والكاميرات، وجاءت النتائج قاسية عقب اندلاع مواجهات ساخنة في الحرم أعقبها توتر في العلاقة مع الأردن، دفعت رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للتراجع عن قراره.

وأشار إلى أن خلاف الجهازين بالنسبة لتقييم الأوضاع في القدس عائد لانخراطهما في الشؤون السياسية الداخلية لدولة الاحتلال، فالشرطة تابعة كليا لوزير الحرب الداخلي الليكودي غلعاد أردان، فيما يبدو الشاباك محصنا من أي اعتبارات حزبية، وتقييماته مهنية بحتة، لكن من الواضح أن الشاباك خضع مؤخرا لتسوية ما مع شرطة الاحتلال باشتراط بقاء اليهود لعدة ساعات فقط في الحرم القدسي".

وختم بالقول إن "هذه الساعات القليلة تخللها اقتحام قرابة ألف يهودي للحرم، وهكذا اندلعت الاشتباكات مع الفلسطينيين، وكان يمكن لهذه الأحداث أن تتسع وتزداد سخونة لو تم استخدام وسائل أكثر خشونة لفض الاحتكاكات بين الفلسطينيين واليهود، لكنها مناسبة لتذكيرنا بأن مسألة الحرم القدسي كم هي حساسة وساخنة".

والأحد، أمنت شرطة الاحتلال الإسرائيلية اقتحام 1179 مستوطنًا باحات المسجد الأقصى، واعتقلت 6 مصلين فلسطينيين، بحسب دائرة الأوقاف الإسلامية.

وأثارت الخطوة توترًا في المسجد والبلدة القديمة، سيما أنها المرة الأولى التي تقدم فيها سلطات الاحتلال على هذه الخطوة في الأيام الأخيرة لشهر رمضان.