وكالات - النجاح الإخباري - يرى الخبير السياسي المصري، عمرو الديب، أن تأسيس كيان لدول البحر الأحمر ربما يكون بديلا لما يسمى "الناتو العربي".

وأوضح الخبير المصري المحاضر في معهد العلاقات الدولية والتاريخ العالمي في مدينة نيجني نوفغورود الروسية، في حوار صحفي أن مصر ترفض تماما منذ خمسينات القرن الماضي الدخول في أي أحلاف عسكرية برعاية غربية، وهذا رأيناه عندما رفضت مصر الدخول في منظمة الدفاع عن الشرق الأوسط عام 1951، ورفضها الدخول في حلف بغداد عام 1955.

وأشار إلى أن مصر استمرت في الرفض حتى عام 1990، عندما تم غزو الكويت عن طريق العراق، فرأت مصر الدخول في الحلف الدولي لتحرير الكويت واجبا عليها لحماية الدول العربية الصغيرة.

ونوه الديب بأن مصر ترفض الدخول في أي حلف عسكري يستهدف إيران، فهي ترى أن التهديدات الإيرانية غير واقعية حتى الآن، ولم تصل للتهديد المباشر، لذلك الرفض المصري مستمر حتى الآن مرورا بمحاولة تكوين حلف سني في عام 2015 أو الدخول في حرب اليمن من خلال الحلف العربي، وصولا لحلف الناتو العربي الذي أراده دونالد ترامب.

وأشار الخبير السياسي المصري إلى أن القيادات المصرية ترفض تماما الدخول في أي صراع عسكري بعيد عن أراضيها، لكن مصر مستعدة للدخول في صراع بحري أو جوي بالقرب من مضيق باب المندب مع إيران في حالة تهديد حركة الملاحة البحرية في قناة السويس، وهذا بالفعل ما تراه مصر خطرا حقيقيا، لذلك يركز الجيش المصري على تدعيم القوات البحرية بأحدث القطع سواء من فرنسا أو روسيا أو الولايات المتحدة الأمريكية.

ويجهض رفض مصر جميع محاولات تكوين أحلاف عسكرية برعاية أمريكية، لذلك يبدو أن تأسيس كيان لدول البحر الأحمر سيكون بديلا لحلف الناتو العربي المحكوم عليه بالفشل كغيره من محاولات تأسيس أحلاف عسكرية في المنطقة، خصوصا وأن تأسيس هذا الكيان يتماشى مع المصالح الاستراتيجية المصرية في حوض البحر الأحمر، وسيكون أيضا هذا الكيان له دور في تقليل المخاطر التي تتمثل في زيادة نفوذ تركيا في منطقة القرن الأفريقي.

وكانت السعودية قد أعلنت، اليوم الأربعاء، أنه تم الاتفاق على فكرة تأسيس كيان لدول البحر الأحمر، مشيرة إلى أن هذا الكيان سيعزز الأمن والاستثمار والتنمية لدول الحوض، سيضم كلا من السعودية ومصر والسودان وجيبوتي واليمن والصومال والأردن.