غزة - النجاح الإخباري - هاجم عدد من الشبان سيارة العمادي ورشقوها بالحجارة وفق ما أفادت به مصادر مشاركة في المسيرة، ردا على صفقة قطر المشبوهة الرامية إلى وقف المسيرات مقابل المال.

وهتف المتظاهرون منددين بزيارة العمادي التي لم يلبث أن غادر المكان سريعا "روّح روّح يا عميل".

وأفادت مصادر محلية بأن العمادي وصل عصر الجمعة إلى خيمة مسيرة العودة شرقي القطاع، و"عقب نزوله من السيارة رشقه متظاهرون في المكان بالحجارة مما اضطره إلى مغادرة المكان على الفور".

وألقت قوات الأمن التابعة لحركة حماس، القبض على عدد من الشبان الذين رشقوا الحجارة.

وهي المرة الثانية التي يتعرض لها موكب العمادي إلى احتجاج من هذا النوع على يد فلسطينيين، خلال زياراته إلى قطاع غزة.

ويتزامن رشق العمادي بالحجارة هذه المرة مع جملة من التطورات، أبرزها الأموال التي أدخلت الخميس في سيارته إلى غزة، المخصصة فقط لموظفي حركة حماس.

وكانت وسائل إعلام عبرية قالت إن السفير أدخل 15 مليون دولار لحركة حماس، عبر "إسرائيل"، الخميس.

ويقول بعض المراقبين إن هذا الاحتجاج من الفلسطينيين، يأتي غضبا من تخصيص الأموال القطرية لحماس فقط، بعيدا عن مختلف الشرائح المجتمعية الأخرى في قطاع غزة، الذي يعاني فقرا مدقعا وانهيارا اقتصاديا وإنسانيا غير مسبوق.

وامتدت حالة الاحتجاج والتذمر إلى بعض الفصائل الفلسطينية، منها على سبيل المثال الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ثاني أكبر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية.

وأعلنت الجبهة مقاطعتها لاجتماع الفصائل مع العمادي، وقالت إن قرارها جاء بسبب سياسات قطر الأخيرة.

والدفعة المالية التي أدخلها العمادي هي جزء من مبلغ 90 مليون دولار، وعدت قطر بتحويلها إلى حماس لدفع رواتب موظفيها لمدة 6 أشهر، بحسب وسائل إعلام عبرية.

وتمول الدوحة أنشطة حركة حماس، التي تسيطر بقوة السلاح على القطاع، الذي يعاني فيه نحو 1.5 مليون فلسطيني جراء الانقسام السياسي بين الضفة وغزة.

وخرجت العلاقات القطرية "الإسرائيلية" إلى العلن في الفترة الأخيرة، في إطار سعي الدوحة الحصول على دعم إسرائيلي ضد الاتهامات الدولية لها بتمويل الإرهاب.

وكان العمادي، الذي يرأس اللجنة القطرية لإعمار قطاع غزة، قد قال في تصريحات سابقة إنه زار دولة الاحتلال أكثر من 20 مرة منذ عام 2014.

واعترف الدبلوماسي القطري، أن أموال المساعدة التي تقدمها بلاده إلى الفلسطينيين تهدف إلى تجنيب الاحتلال الحرب في غزة، مؤكدا أن التعاون مع "إسرائيل"، يجنبها تلك الحرب.

ويواصل الفلسطينيون في قطاع غزة فعاليات مسيرات العودة وكسر الحصار على طول الشريط الحدودي شرق قطاع غزة ضمن الجمعة الـ 33 لمسيرات العودة المستمرة منذ أكثر من نصف عام.

وجاءت مسيرات العودة هذا اليوم تحت عنوان جمعة "المسيرة مستمرة" في تأكيد على تواصل فعالياتها.